تشارك البحرية الملكية المغربية ابتداء من يوم الاثنين في مناورات عسكرية، رفقة أسطول المجموعة الدائمة للإجراءات المضادة للألغام (SNMCMG2) التابعة لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتدخل هذه المناورات في إطار البرنامج السنوي للزيارات التي يقوم بها هذا الأسطول، حيث يعتبر المغرب ثامن محطة ترسو بها سفن المجموعة منذ بداية هذه السنة، علما بأن نفس السفن لم تقم في السنة الماضية إلا بتسع زيارات تدريبية امتدت من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط. وتعرف المناورات في المياه المغربية مشاركة ست فرقاطات وكاسحات الألغام البحرية تنتمي إلى كل من ألمانيا، اليونان، إيطاليا وتركيا، التي تقود سفينتها "أكاكوكا" مناورات هذه السنة، مع الإشارة إلى أن سفينة "توريا" الإسبانية كانت في طريقها إلى المغرب للمشاركة في هذه المناورات، لكن وفاة قائدها إثر أزمة قلبية اضطرتها إلى العودة إلى إسبانيا. وأوضح قائد الأسطول، عبد الحميد سينر، في ندوة صحفية عقدها على هامش هذه الزيارة بتنسيق مع سفارة الدانمارك بالمغرب، أن المناورات المشتركة بين " المجموعة الدائمة للإجراءات المضادة للألغام" والبحرية الملكية المغربية ستعرف مشاركة عناصر مغربية سبق لها أن حضرت، بصفة مراقبين، مناورات سابقة في تونس واليونان، مما يعني أن "التنسيق يتم في الوقت الراهن من أجل تكريس ما تم تحقيقه من تقدم في هذا الصدد، والعمل على دخول مراحل جديدة من المناورات." وأكد القائد سينر، التابع لسلاح البحرية التركية، أن هذه المناورات ستركز على عمليات "باسيكس" [أو تأمين عمليات عبور السفن]، وهو ما يمثل فرصة جيدة لقوات حلف شمال الأطلسي والمغرب من أجل الوقوف على مدى قدرة سفننا على العمل بشكل مشترك". ويعتبر أسطول المجموعة الدائمة للإجراءات المضادة للألغام في الناتو قوة متعددة الجنسيات خضعت لتدريبات من أعلى المستويات، ويمكن نشرها على بعد مسافات استراتيجية حسب ما تحدده القيادة البحرية لقوات الحلف في نابولي بإيطاليا. وتتمثل مهمة الأسطول بالدرجة الأولى في حماية مسارات الملاحة البحرية من التهديد الذي تشكله الألغام الموجودة في الأعماق، كما يقوم بمهمات علمية من خلال تجميع معطيات في غاية الأهمية تتعلق بالبيئة الطبيعية في عمق المياه، اعتمادا على أجهزة الرادار ذات القدرة العالية على كشف الألغام وبقايا السفن والطائرات في أعماق تصل إلى 300 متر تحت سطح البحر. ويخضع الأسطول لقيادة دورية تتناوبها الدول المساهمة فيه وهي: ألمانيا، اليونان، إيطاليا، إسبانيا وتركيا، التي تتولى في الفترة الراهنة قيادة المجموعة