رافقت ديربي العاصمة العلمية بين الوداد الفاسي والمغرب الفاسي، برسم الدورة 19 من البطولة الاحترافية، العديد المشاكل بالنسبة للمغرب الفاسي، حيث رفض اللاعبون الدخول في التربص الإعدادي، وإضرابهم عن التداريب، الأمر الذي فرض على المكتب المسير الدخول في مفاوضات ماراطونية من أجل حل هذا المشكل، تطلبت خمس ساعات من التفاوض بأحد فنادق المدينة، حيث تم حل المشكل بعد تدخل عمدة فاس، الذي مكن اللاعبين من شيك بقيمة 70مليون سنتيم، سلم للاعب مصطفى لمراني، حيث توجه اللاعبون عبر سياراتهم الخاصة إلى الملعب، بعدما قاطعوا تداريب يومي الجمعة والسبت صباحا. المركب الرياضي فتح أبوابه لما يزيد عن 20 ألف متفرج، حضروا لتدعيم الفريقين، وخصصوا استقبالا رائعا لعناصر الفريق الأصفر، احتفاء بتتويجهم بلقب السوبر الإفريقي. احتفاء لم يسبق له مثيل في تاريخ الديربي الفاسي، كما احتفلت جمعية اللاعبين الدوليين باللاعب شمس الدين الشطيبي كأحسن لاعب بالمغرب الفاسي. المقابلة التي أدارها الحكم منير مبروك، كانت بدايتها للوداد الفاسي الذي ناور من جميع الجهات للوصول إلى مرمى الحارس الشاب محمد صخرة، الذي كان في المستوى وأبان عن إمكانيات عالية في الدفاع عن مرماه في العديد من المناسبات، خاصة تسديدة الجناتي في الدقيقة 20 ثم رضوان البركاوي، في الوقت الذي كانت أتيحت فيه بعض المحاولات للمغرب الفاسي بواسطة كل من العياطي وبورزوق وحلحول، الذي كان حضوره قويا في هذا اللقاء، لكن تدخلات الحارس البورقادي وخط الدفاع بقيادة أنس عزيم حالت دون بلوغ الهدف. وفي الدقيقة 35، وعلى إثر خطأ على مشارف مربع العمليات، يعلن الحكم مبروك عن ضربة جزاء، بعدما لمست الكرة يد اللاعب العياطي، إلا أن اللاعب عبد السلام بنجلون أهدرها، بعد تصد ناجح للحارس محمد صخرة. ليعلن الحكم مبروك عن نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي. ومع انطلاق الشوط الثاني، استمر اللقاء بنفس الوتيرة، وبهجومات متبادلة من الطرفين، وبدا أن المقابلة مفتوحة على جميع الاحتمالات، نظرا للعرض الممتاز الذي قدمه الفريقان، وكاد رشيد الدحماني أن يفاجئ الحارس البورقادي في الدقيقة 50 لولا يقظته، حيث حول الكرة إلى الزاوية، وتكرر نفس الوضع مع اللاعب حلحول في الدقيقة 56، عندما أضاع كرة سهلة، بعد انفراد بالحارس البورقادي. وعلى إثر هجوم منسق، ساهم فيه كل من حلحول، الذي انسل من الجهة اليسرى، ومرر داخل المعترك كرة مقوسة، استقبلها العياطي بضربة رأسية صدها الحارس، قبل أن تجد رجل اللاعب الشطيبي، الذي أسكنها شباك الحارس البورقادي. هذا الهدف حرك المدرجات وجعل الوداد الفاسي يخرج كل أدواته لتعديل النتيجة، إلا أن ذكاء المدرب رشيد الطاوسي - الذي قام بتغييرات سعى من خلالها إلى غلق كل المنافذ- مكنه من حسم نتيجة هذا اللقاء لصالحه. فوز الماص خفف بعض الشيء من حدة المشاكل التي التي خيمت على الفريق طيلة الأسبوع الماضي. للإشارة فالمغرب الفاسي سيلعب يوم غد الأربعاء أمام الاتحاد الزموري للخميسات، وفي حالة الفوز سترتفع معنوياته في مباراة الدورة 20 أمام الفتح الرباطي يوم الأحد، وبالتالي تعزيز حظوظه للمنافسة على لقب البطولة. قالا عن المقابلة رشيد الطاوسي، مدرب المغرب الفاسي: «دخلنا المباراة بمشاكل كبرى، إلا أن عزيمة اللاعبين كانت أقوى. المدرب روسلي عرف أن قوة الماص تتجلى في وسط الميدان، وتمكن من سد كل المنافذ في وجه لاعبينا، لكن مع الشوط الثاني تمكنا من تحقيق الهدف، في الوقت الذي ضيع فريق الواف ضربة جزاء، كانت ستكون قاتلة لو تم تسجيلها. على العموم اللقاء كان مشبعا بالفرجة، وحققنا الانتصار وهذا هو المهم. علينا أن نحقق الفوز في لقاء الأربعاء أمام الخميسات من أجل دخول كوكبة المنافسة على لقب البطولة». شارل روسلي، مدرب الوداد الفاسي: «استعددنا للقاء بما فيه الكفاية من أجل الفوز، خلقنا العديد من فرص التسجيل، لكن للأسف لم نتمكن من ترجمتها إلى أهداف. وما عقد مأموريتنا هوتضيع ضربة جزاء. فريق الماص تمكن من تسجيل الهدف، وعرف كيف يحافظ عليه، فهنيئا له». مع انطلاق الشوط الثاني بدت مؤشرات الفوز تظهر من خلال الاندفاع الكلي للاعبي الرجاء، الذين انتفضوا، وشرعوا في البحث عن ممرات في دفاع الفريق الزائر، الذي لم يكن منظما بقدر ما كان متكتلا، الأمر الذي جعل اختراقه من الجهتين سهلا، و هو الاختراق الذي أثمر في الدقيقة 56 هدف السبق بواسطة اللاعب بوشعيب المباركي، الذي كان مستواه ناقصا، وعطاؤه باهتا لدرجة أن الجمهور أمطره بوابل من الصفير والسب، إلا أن رد فعل المباركي، بعد تسجيله الهدف الأول، كان بعيدا عن الروح الرياضية، حيث توجه إلى الجماهير، وقام بحركات توحي بأنه موجود، وقادر على صنع الفارق. هدف الامتياز لم يقلل من معنويات لاعبي الحسنية الذين بادروا إلى البحث عن تعديل الكفة، وشرعوا في تنظيم حملات هجومية شكلت خطورة على الحارس ياسين الحظ، الذي كان الحظ بجانبه عندما ارتطمت إحدى القذفات بالعمود الأيسر، وكانت هذه أخطر محاولة صنعها السوسيون، الذين واصلوا بحثهم عن هدف التعادل، لكنهم ووجهوا بدفاع متراص، وبخط وسط يحسن إجهاض المحاولات في بداية بنائها. وضد مجرى اللعب، انسل البديل أشرف سليم من الجهة اليسرى وقذف بروعة، مضيفا هدف الأمان في الوقت المحتسب، والذي حدده الحكم سمير الكزاز في خمس دقائق، وهو هدف ألهب حماس الجماهير الرجاوية التي صفقت بحرارة لفوز غال، لكنه غير مقنع. المدرب الفرنسي مارشان اعترف بتواضع المستوى، وأكد خلال الندوة الصحفية عقب نهاية المباراة، «اللقاء لم يكن سهلا، ولم يكن صعبا، وقد حاولنا أن نجاريه بما نتوفر عليه من موارد بشرية، ومع ذلك فأنا راض عن المردود التقني شيئا ما، والمهم هو إضافة ثلاث نقط إلى الرصيد، للاستمرار في المطاردة»، ولم يخف المدرب مارشان المتاعب التي خلقها الفريق الخصم، خصوصا خلال الجولة الثانية، لكن عناصر الرجاء عرفت كيف تصنع الفوز، موضحا في ذات السياق، أن الفوز سيبقي فريقه في الصفوف المتقدمة، وسيفرض على لاعبيه مضاعفة الجهود للاستمرار فوق السكة الصحيحة. المدرب مصطفى مديح لم يحضر الندوة، ربما لم يستسغ الهزيمة التي سيكون تأثيرها كبيرا على وضعية الحسنية فوق خريطة الترتيب، سيما وأنها تحتل صفوفا متأخرة. فريق الرجاء أضاف إلى رصيد فوزا جديدا، سيرفع من معنوياته، خصوصا وأنه سيخوض مبارتين متتاليتين خارج الدارالبيضاء، الأولى أمام النادي المكناسي يوم الأحد المقبل، وسيرحل بعد ذلك لمنازلة أولمبيك أسفي، قبل أن يدخل غمار المنافسات القارية في الأسبوع الأخير من شهر مارس الجاري.