1 - حذار.. ألف _ حَذارِ أنْ تُكَسِّرَ كُلَّ المَرايا حتّى لا تراكَ سَتصيرُ حَتْما كوْمَةً مِنْ شَظايا.. حاء _ حَذارِ إذْ تُنْهي رِسالَتكَ أنْ تُصَدِّقَ الكَلماتِ وأنْتَ تُعيدُ قِراءَتَها.. ميم _ حَذارِ أنْ يلُفَّكَ الأقْرِباءُ بِوافِرِ حُبِّهِمْ فتِلْكَ بِدايَةُ النِّهايَة.. دال _ حَذارِ أنْ تَبوحَ لَهُمْ بِكُلِّ أسْرارِك حَتْما ستَكونُ حُجّتهُمْ ضِدَّك.. 2 - حين.. زاي _ حينَ يخْرُجُ اللفظُ من رَحِمِ المعنى لا يدْري بأيِّ بَياضٍ سيَموت.. نون _ حينَ تصيرُ شاعِراً وتنْظمُ قَصيداً في الغَزَلِ ستُفاجِئُكَ امرَأةٌ تتَعَرّى بيْنَ السُّطور.. ياء _ حينَ تَرى رَجُلا وامْرَأةً فَهُما سَريرانِ لِجَسدٍ واحِد.. باء _ حينَ تُهاجِمُكَ الكَلِماتُ تَطْلُبُ حَقَّها فيكَ اقْتَلِعْ جُذورَكَ فقَطْ تِلْكَ رغْبَتُها الوَحيدة.. راء _ حينَ يَتصَدّى الطّائِرُ في جَوْفِ السّماءِ صَدْرَ الرّصاصةِ يموتُ لِكَيْ تعيشَ الفِكْرة.. 3 - عجبا.. 1 عَجَباً لِهَذا الوَطَنِ يَتَمَدَّدُ كُلَّما شَكَوْتَ إلَيْه.. 2 عَجَباً إذْ تَسْألُ الرّيحَ كيْفَ تنْسُجُ السّماءُ غُيومَها تتَكَتَّمُ عنِ الجَوابِ كيْ لا تَجِفَّ دُموعُها.. 3 عَجَباً أمامَ الطِّفْلِ نافورَةُ ماءٍ زُلال شرِبَ كثيراً وَما ارْتَوى كانَتْ مُجَرّدَ صورَةٍ مِن خَيال.. 4 عَجَباً سافَرَ الفَتى طَويلا ولَمْ يَتَعَلّمْ كيْفَ يكْتُبُ لِحَبيبَتِهِ رِسالَةً مُشَفّرَة.. 5 عَجَباً لِحيتانِ البَحْرِ تُغادِرُ ماءَها ليْسَ انْتِحاراً إنَّما لِتَحْيا فِينا حَياةً جَديدَة.. 6 عَجَباً أتَيْتَ مِنَ العَدَمِ لِكيْ تَبْعثَ الوُجودَ في الحَياة.. 7 عَجَباً ما أطْوَلَ هذا اللّسانَ يبْلُغُ المَرْمى بِطَلْقةٍ واحِدَة.. في إطار هذا التصور العام، يندرج اهتمامنا بتقديم الكتاب التجميعي الهام الذي أصدرته وزارة الثقافة تحت عنوان « المنازل الأولى : شهادات أدباء مغاربة حول كتبهم الأولى «، وذلك على هامش فعاليات الدورة 18 للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء خلال الفترة الممتدة بين 10 و19 فبراير الماضي ( 2012 ). وقد صدر الكتاب في حلة أنيقة، توزعت مضامينها بين ما مجموعه 130 صفحة من الحجم العريض، من دون أن تخضع لأي تبويب تصنيفي ولا لأي توجيه تقييمي، بل إنها تركت الكتاب يتحدثون - بتلقائية وبحميمية واضحتين - عن ظروف « الحمل الأول «، ثم عن « المخاض الأول «، وأخيرا عن «الولادة الأولى». ( ... ) وبالعودة لأسماء المبدعين الذين شاركوا في إنجاز هذا العمل الذي أشرف عليه كل من حسن الوزاني وبشرى لطيفي، يمكن القول إنها تمثل مختلف تلاوين طيف تجارب الإبداع الوطني المعاصر في مجالات الكتابة الشعرية والنثرية التي صنعت معالم بنية الإبداع المغربي في مجالات القصيدة والقصة والرواية، بأعلامها المميزين وببنياتها الإبداعية المؤطرة لفعل الكتابة. ( ... ) ورغم أن بعض الأسماء الوازنة في الساحة الإبداعية والثقافية المغربية الراهنة قد غابت من بين ثنايا متون الكتاب، فالمؤكد أن التجربة تشكل مبادرة غير مسبوقة، أحسنت ترجمة فكرة تجميع قراءات الذوات لمخاضات إصدارها لأعمالها المدونة الأولى. ويمكن القول إن التجربة قد نجحت في إثارة الانتباه إلى أهمية مثل هذه المبادرات في توفير عناصر مساءلة رصيد المنجز الإبداعي الوطني المعاصر، في أفق توفير عناصر البحث والتصنيف الضرورية بالنسبة للنقاد ولمؤرخي تطور الذهنيات الوطنية ولمجمل المهتمين بالبحث في قضايا التاريخ الثقافي للمغرب الراهن. ولا شك أن توسيع مجال التصنيف والتجميع لكي يشمل كل مجالات العطاء الفكري، من قبيل الفلسفة والتاريخ والفكر الإسلامي وعلم الاجتماع والتشكيل والسينما والموسيقى ... سيشكل مدخلا لإعادة قراءة مجمل سياقات فعل الإبداع لدى الكتاب المغاربة المعاصرين، ليس فقط على مستوى جرد التراكم الكمي للإصدارات، ولكن - أساسا - على مستوى الكشف عن خبايا الإكراهات الذاتية والعامة التي تكبل تطلعات الكاتب نحو تعميم نتائج جهده الفكري وعمله الإبداعي، وكذا على مستوى الارتهان لضغط عوائق اللحظة الأولى. ( ... ) إنها تجربة للمساءلة من أجل فهم مسار التحول لدى الذوات، ومن أجل استنكاه سياقات تطور التجارب، في أفق رسم معالم التطورات اللاحقة التي تسم مجمل رصيد المنجز الذهني والثقافي للنخب وللأجيال وللمدارس ولمجمل أوجه الخصوبة المؤثثة لعناصر الهوية الثقافية المغربية الراهنة، في نزوعاتها الفردانية المميزة وفي تقاطعاتها الرمزية والسلوكية الجماعية المشتركة.