في أقل من عقدين تحولت قطر, البلد الصغير إلى أحد أكبر ميادين اللعب والتباري في العالم. وعرفت قطر الغنية كيف تجدب، بفضل مداخيلها المالية الضخمة، أرقي وأكبر المنافسات الرياضية: التنس، الغولف، الريكبي، الدراجات الهوائية، الدراجات النارية، وغيرها. لكن هذه الدولة الصغيرة البالغ عدد سكانها 1,7 مليون نسمة, تريد أن تدخل نادي الدول الكبرى. احتضنت قطر الألعاب الآسيوية سنة 2006 وبطولة العالم لألعاب القوى داخل القطاعات سنة 2010. وبطولة آسيا لكرة القدم سنة 2011. لم يكن كل هذا كافيا، والحدث الأبرز هو أن الفيدرالية الدولية لكرة القدم اختارت في دجنبر 2010 هذا البلد الصحراوي الذي لا تتعدى مساحته 11 ألف و500 كلم2، لاحتضان نهائيات كأس العالم سنة 2022. هل أشبعت قطر شهيتها؟ ليس كليا، فالدوحة تريد احتضان الألعاب الأولمبية لسنة 2020، المدينة مرشحة (مثل اسطمبول، طوكيو، مدريد وباما///كو إلى نيل شرف احتضان المنافسة الرياضية التي تحظى بأكبر اشعاع إعلامي في العالم. الدوحة سبق وأن قدمت ترشيحها لتنظيم الألعاب الأولمبية لسنة 2016. لكن اللجنة الأولمبية الدولية رفضت ملفها.وبسبب الحرارة الخانقة للصيف، اقترحت قطر احتضان الألعاب في الفترة من 15 إلى 30 أكتوبر. لم يكن ذلك ممكنا، فدفتر تحملات اللجنة الأولمبية الدولية ينص على ضرورة أن تجرى المنافسات ما بين 15 يوليوز و31 غشت، كفترة رسمية. اقترحت قطر يوم 20 فبراير الأخير، تاريخ 2 إلى 18 أكتوبر لاحتضان الألعاب الأولمبية لسنة 2020. وتشير مصادر من اللجنة الأولمبية الدولية أن "هذه اللجنة تترك للمدن المتنافسة حرية تقديم اقتراح تواريخ أخرى خارج الفترة الرسمية, وستدرس اللجنة هذه التواريخ ولها أن تقبل أو ترفض". في ماي المقبل ستقرر اللجنة التنفيذية الأولمبية في المدن المرشحة, وإذا كانت الدوحة ضمن لائحة هذه المدن فإنها ستحتفظ بكل حظوظها بالنسبة للقرار النهائي في سبتمبر 2013. في أفق 2020الحرارة لن تطرح مشكلا: لقد قررت قطر بناء ملاعب مكيفة وبيئية بالكامل... ب 0% انبعاثات الكاربون. ولكي تكون جاهزة لاحتضان منافسات كأس العالم. ولإغراء اعضاء اللجنة الأولمبية الدولية , قررت قطر صرف 225 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة في مشاريع مختلفة للبنية التحتية: 3 ملايير في بناء الملاعب، 17 مليار في بنآء الفنادق... مستندة على اليد العاملة الآسيوية التي تشتغل في أصعب الظروف. واختيار الدوحة سيكون تتويجا نهائيا لنجاح »الدبلوماسية الرياضية« لهذه الدولة الصغيرة. فمنذ وصوله الى السلطة سنة 1995، يعمل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على تحقيق حلم يلازمه: إشعاع بلده على الساحة الدولية، وقد ساهمت قناة »الجزيرة« التي تأسست سنة 1996 بالدوحة، بشكل كبير في اشعاعه، والرياضة أعطت لقطر صدى عالميا. ويعتبر أحد المختصين في الاقتصاد الرياضي. الفرنسي فريدريك بولونتي أن »"الرياضة العالمية معروضة للبيع«" وبإمكان قطر أن تنفق بدون حساب بفضل عائدات الغاز الذي تعتبر ثالث منتج عالمي له. في نونبر 2003، تم إطلاق الجزيرة الرياضية من الدوحة وتحولت بسرعة الى سلاح ضارب في خدمة هذه »"الدبلوماسية الرياضية«". اشترت حقوق البت التلفزي لعشرات الرياضات. وفرضت نفسها في الشرق الأوسط وافريقيا, واليوم تتوجه لغزو أوربا. خلال الأشهر القادمة ستتمكن الجزيرة الرياضية من الاستقرار في فرنسا على حساب كانال + أوتي إف1. لقد انتزعت حقوق البت التلفزي لمنافسات الرابطة الفرنسية الممتازة في كرة القدم في الخارج, لكن أيضا منافسات عصبة الأبطال الأوربية ومؤخرا منافسات العصبة الأوربية.. وغيرها من البطولات الأوربية. شهية العائلة الحاكمة في قطر في مجال الرياضة أصبحت عملاقة. في سنة 2010، أصبح نادي مالقة الإسباني في ملكية عائلة آل ثاني. وفي 31 ماي، دخلت مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية التي أسسها ولي العهد تميم في رأس مال نادي باري سان جيرمان الفرنسي بنسبة 70% بقيمة حوالي 50 مليون أورو، وصرفت المؤسسة أزيد من 100 مليون أورو حتى الآن لشراء لاعبين، كما أن مؤسسة قطر التي ترأسها الشيخة موزة زوجة أمير قطر، صرفت أزيد من 30 مليون أورو سنويا (من 2011 إلى 2016) ليظهر اسمها على قميص نادي برشلونة. وأصبحت شركة الطيران القطرية، الراعي الرسمي لطواف فرنسا....