تتجه الأنظار غداً الجمعة الى استاد خليفة في الدوحة الذي يشهد افتتاح دورة الألعاب العربية الثانية عشرة بمشاركة قياسية لنحو 6 ألاف مشارك بين رياضيين وإداريين من 21 دولة، باستثناء سوريا الغائبة الوحيدة. وهي المرة الأولى التي تقام فيها دورة الألعاب العربية في المنطقة الخليجية، اذ بقيت حكراً على مصر ولبنان وسوريا والأردن والمغرب والجزائر. ودفعت بعض الدول بعدد قياسي من الرياضيين الى هذه الدورة، خصوصاً مصر وفلسطين وقطر والعراق والمغرب والأردن والبحرين. سيفتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الدورة، لكن تفاصيل حفل الافتتاح بقيت طي الكتمان، باستثناء الاشارة الى استخدام تكنولوجيا "هي الأولى من نوعها خلال حفل الافتتاح". وأوضح الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية رئيس اللجنة المنظمة أن حفل الافتتاح "يمثل بداية الرسالة التي توجهها قطر إلى الدولة العربية، والتي تتمثل في جمع دورة الألعاب العربية لهذا العام جميع القيم التي تتقاسمها الدول العربية في الرياضة والثقافة والفنون والفعاليات المميزة والعروض الموسيقية الحية والأداء المذهل من مختلف دول الوطن العربي لترفيه الجماهير من كافة الجنسيات والأعمار." وستقوم شركة ديفيد أتكينز بتنظيم الحفل حيث ستستخدم تكنولوجيا وتقنيات فنية لأول مرة، وهي إحدى أشهر الشركات العالمية في مجال تصميم وتنظيم الفعاليات الكبرى والتي سبق أن نظمت حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في الدوحة عام 2006 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية السادسة والعشرين في سيدني الأسترالية عام 2000، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت العام الماضي في فانكوفر. قطر قادرة على تنظيم أحداث رياضية متعددة وعما يمكن أن تقدمه الدورة العربية في تعزيز الملف القطري لأولمبياد 2020 قال أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية "إن دورة الألعاب الآسيوية عام 2006، والدورة العربية هذا العام، هما في الواقع وسيلتان لنثبت أننا قادرون على تنظيم أحداث رياضية متعددة بمشاركة عدد كبير من الرياضيين. إن الدورات التي أقيمت في قطر تركت ما يسمى بالتراث غير المادي (الخبرة والكوادر) الذي بدأت قطر تؤسسه". وللمرة الأولى في تاريخ الدورات العربية، سيمكث الرياضيون في قرية مخصصة لهم، على غرار الألعاب الآسيوية والأولمبية. وتقع قرية الرياضيين في منطقة الوكير (جنوب شرق الدوحة) التي تبعد نحو ربع ساعة عن المطار. وبموازاة الاستعدادات القطرية، خيم الشك حول مشاركة عدد من الدول التي تعطي المنافسات رونقاً خاصاً، وفي مقدمتها مصر، ، ما أعطى انطباعاً بأن المصريين لديهم ما يشغلهم عن المشاركة في الدورة العربية، لكن القرار كان بمشاركة قياسية يغيب عنها منتخب كرة القدم. كما أن إشكالات ادارية أخرت التوقيع على تكاليف سفر البعثة الى أن وجدت الأمور طريقها الى الحل قبل ايام حيث ستضم البعثة المصرية 512 شخصا، منهم 246 رياضيا و123 رياضية. حتى اليمن الذي يمر بظروف داخلية صعبة منذ مطلع العام أيضاً يشارك رياضيوه في الدورة، حيث أكد أمين العام لاتحاد اللجان الأولمبية العربية عثمان السعد "مشاركة اليمن"، مشيراً الى أن "هذا أمر هام للغاية لأنه يهمنا المشاركة الكبيرة وتحقيق الهدف الأسمى من اقامة الدورة العربية". 29 لعبة تحتضن الدورة 29 نوعاً من الرياضات هي السباحة والقوس والسهم وألعاب القوى وكمال الأجسام والبولينغ والملاكمة والشطرنج والبليارد والدراجات الهوائية والفروسية والمبارزة والغولف والجمباز والجودو والكاراتيه والشراع والرماية والسكواش والتايكاندو ورفع الأثقال والمصارعة، فضلاً عن كرة الهدف وألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة. يذكر أن قطر لا تحتاج الى شهادة في التنظيم، خصوصاً في المجال الرياضي، اذ دأبت منذ نحو عشرين عاماً على احتضان دورات وبطولات عالمية في ألعاب كثيرة من ألعاب القوى وكرة المضرب والغولف وكرة الطاولة والكرة الطائرة الفروسية (قفز الحواجز) وكرة القدم. قطر تولي اهتماماً كبيراً لجمع الرياضيين العرب
تولي الحكومة القطرية اهتماماً كبيراً للدورة العربية كونها أول عاصمة خليجية تجمع شمل الرياضيين العرب منذ انطلاق الألعاب عام 1953 في الاسكندرية على الساحل المصري. ويتجسد هذا الاهتمام في المقام الأول برعاية الدورة من قبل أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحضوره حفل الافتتاح الذي سيقام على استاد خليفة الدولي بحضور أكثر من الف شخصية مهمة. وأكد الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، أن حفل الافتتاح "يتضمن رسالة سوف توجهها قطر إلى الدولة العربية وتتمثل في جمع دورة الألعاب العربية لهذا العام جميع القيم التي تتقاسمها الدول العربية في الرياضة والثقافة والفنون". ويعكس شعار الدورة الذي يرمز الى الصداقة والسلام ما أكده الشيخ سعود، وقد صمم على شكل جناحي حمامة للتعبير عن الطيران (الجناح) والثقة والسرعة والصداقة (الحمامة)، أدخلت عليه ألوان علم الدولة المضيفة، وهو عبارة عن الحرف "قاف"، أول حرف من كلمة قطر، مرسوم بخطوط فنية يشير إلى الحركة والطاقة يحملهما شكل مستمر واحد. وجندت قطر جميع الطاقات البشرية والإمكانات المادية منذ أن نالت الدوحة شرف التكليف باستضافة الألعاب العربية على حد قول احد المسؤولين، مشيراً الى أن العاملين على ملف الاستضافة "ووصلوا الليل بالنهار واهتموا بكافة الجزئيات والتفاصيل من أجل ضمان نجاح غير مسبوق للملتقى الشبابي الرياضي، نجاحاً نريده أن يمثل نقلة نوعية في الرياضة العربية لكي تكون في مصاف أفضل اللقاءات الرياضية العالمية". خبرة في التنظيم تبقى استضافة الدوحة دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 حدثاً هو الأبرز لأنها المرة الأولى التي تقام في إحدى الدول العربية، وشهدت مشاركة قياسية في حينها قبل أن يتحطم الرقم في النسخة الماضية بمدينة غوانغجو الصينية. نقلت قطر في الآونة الأخيرة نقلة نوعية تماماً في استراتيجيتها لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية، فحصلت على شرف احتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وعلى بطولة العالم لكرة اليد عام 2015، ودخلت بقوة السباق لاستضافة بطولة العالم لالعاب القوى في الهواء الطلق عام 2017 قبل ان تخسر امام لندن. وكانت الدوحة نظمت بطولة العالم لألعاب القوى داخل صالة عام 2010 للمرة الأولى في الشرق الأوسط أيضاً. ويبقى الهدف الأهم للقطريين، الحصول على شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، فبعد أن خرجت قطر من الجولة الأولى للتصويت لاحتضان اولمبياد 2016، دخلت في السباق مجدداً لاستضافة نسخة 2020، وسيجري التصويت في عام 2013. وفي حديث له الى وكالة "فرانس برس"، اعتبر الشيخ سعود بأن الاستراتيجية القطرية "تقضي بمحاولة استضافة أكبر عدد ممكن من البطولات سنويات"، مضيفاً ""لقد أصبحت الرياضة إحدى ركائز مجتمعنا، لا نقدم ترشحينا من أجل الترشيح فقط بل لتطوير الرياضة في قطر وليكون هذا التطور مفيداً لمجتمعنا، وهذه هي سياستنا منذ 15 عاما". 6 الاف رياضي ويشارك في الدورة التي كانت مقررة أصلاً من 11 الى 25 تشرين الثاني/نوفمبر، نحو 6 الاف رياضي يتنافسون في 29 رياضة . وكان الشيخ سعود وقع عقداً مع مجلس إدارة شركة إزدان العقارية لبناء مجمع سكني للاعبين والفرق مكون من 1975 وحدة سكنية بالاضافة الى عدد من الفلل وتتكون الشقق من غرفتين أو ثلاثة غرف بالإضافة إلى أستوديو (غرفة واحدة)، مع وجود إضافات أخرى مثل قاعة الرياضة وحوض للسباحة وملاعب كرة المضرب وكرة السلة ومكاتب ومساجد وقاعات اجتماع ووحدة طبية، وكذلك مركز خدمة اللجان الأولمبية الوطنية بالإضافة إلى مركز المعلومات الخاص بالرياضة. ولضمان نجاح الدورة قبل اقامتها، شارك أكثر من 700 رياضي من 15 بلداً عربياً في فعاليات الدورة التحضيرية "تحدي الدوحة" في 4 أماكن مختلفة، والتي هي عبارة عن بروفة للدورة العربية تم فيها التحقق من امور تنظيمية كثيرة منها خدمات الاعلام والمرافق. وشملت منافسات "تحدي الدوحة" كرة الهدف والعاب القوى والملاكمة والسباحة في المرافق المخصصة لاحتضان الالعاب. جوائز مالية مجزية للأبطال ورصدت اللجنة المنظمة للدورة جوائز مالية للأبطال واللجان الأولمبية التي يمثلونها، حيث سيحصل البطل الذي يحطم الرقم القياسي العربي على 5 الاف دولار ومثلها للجنته الأولمبية، فضلاً عن 5 الاف دولار لصاحب المركز الأول في الألعاب الفردية مقابل 3 الاف للثاني و2000 للثالث، ومبالغ مماثلة للجان الاولمبية. وفي الألعاب الجماعية، سيحصل الفريق صاحب الميدالية الذهبية على 50 الف دولار، مقابل 30 الفا لصاحب الفضية، و10 الاف لمن ينال البرونزية. وستكون جائزة أفضل رياضي في الدورة 70 الف دولار. ومن الأمور المهمة في هذه الدورة اعتماد الاتحاد الدولي للسباحة منافساتها مؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، وهو يشرف فيها على رياضات السباحة والغطس وكرة الماء والسباحة الإيقاعية والسباحة في المياه المفتوحة. وكالات