قال عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام الفيدرالية الديمقراطية للشغل السبت الماضي في الجلسة الافتتاحية لليوم التكويني حول «تقنيات تهييء استراتيجية نقابية» «أن نقابة اليوم ليست هي نقابة الأمس وليست نقابة الغد»، وذلك في إشارة قوية منه على أهمية التكوين النقابي الذي يجب أن يتأقلم مع الظرفية الحالية التي يعيشها المغرب ومحيطه. وشدد العزوزي، في كلمته خلال هذا اللقاء الذي نظمت الفيدرالية الديمقراطية للشغل بشراكة مع «الاتحاد العام للشغالين الإسباني» وحضرته أسماء وازنة وسمت العمل النقابي المغربي مثل النقابي طيب منشد، على أن أهمية التكوين، خاصة إذا كان يتعلق الأمر بتنمية قدراتا الذاتية، مؤكدا أن التكوين يعني فئة فقط، بل يعني الجميع . وأضاف العزوزي، خلال الجلسة الافتتاحية التي ترأسها العربي الحبشي، أن هذا اليوم التكويني سيكون فرصة لنا من أجل طرح كل الاسئلة و البحث عن أجوبة لها تمكننا من القدرة على مواجهة تحديات المستقبل. ومن جانبه قدم أنطونيو لوبيز ممثل الاتحاد العام للشغالين في إسبانيا التجربة النقابية الإسبانية في سياقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا تأثيرات الأزمة الاقتصادية على الشغيلة الاسبانية من جهة والقدرة الشرائية للمواطن، مشددا على مدى نجاعة التأطير والتكوين من أجل الدفاع عن المكتسبات والتعاون الدولي. ومن جانبه أكد انطونيو فيرنانديز ممثل المنظمة النقابية للتعاون والتمنية، فرع المغرب، التابعة للاتحاد العام للشغالين في إسبانيا على أهمية التعاون المشترك بين النقابتين، الفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين وتعزيز العمل الثنائي، معتبرا أن هذا اللقاء التكويي ثمرة جهود تواجد المنظمة في المغرب منذ سنوات. أجمع المشاركون في لقاء حول «تقنيات تهييء استراتيجية نقابية» نظمته الفيدرالية الديمقراطية للشغل بشراكة مع «الاتحاد العام للشغالين الاسباني» أن المركزيات النقابية تواجه اليوم تحديات تنمية العمل النقابي عبر تمكنها من تحسين آليات اشتغالها لمسايرة التطورات المرحلية التي يعيشها محيطها سواء على المستوى السياسي والاقتصادي أوالاجتماعي. وأكد المشاركون في هذا اللقاء التكويني، الذي يندرج في إطار اتفاقية التعاون بين المنظمة النقابية للتعاون والتنمية للاتحاد العام للشغالين الإسباني والفيدرالية الديمقراطية للشغل، على ضرورة وضع استراتيجية عمل نقابي مؤسسة على مقاربة علمية تأخذ بعين الاعتبار التطورات الداخلية للنقابة والتحولات المحيطة بها خاصة في مراحل تتسم بالانتقال الديمقراطي. كما جسدت مداخلات هذا اللقاء، التي تميزت بقيمتها العلمية، حيث أطرها خبراء مغاربة وإسبان مهتمون بالعمل النقابي وقانون الشغل، « جسدت وعي الفاعلين النقابيين بالمعيقات التي تحد من عمل نقابي فعال» وكذا « ضرورة التأقلم مع المتغيرات سواء داخلية وخارجية عبر امتلاك الآليات والخبرات». ومكنت مشاركة مانويل سيمون، ممثل الاتحاد العام للشغالين في إسبانيا، في هذا اليوم التكويني الذي تؤطره شعبة التكوين بالفيدرالية الديمقراطية للشغل ونشطه أشغاله محمد العربي الخريم، من وقوف النقابيين المغاربة عن قرب على التجربة الاسبانية منذ سنة 1976 إلى يومنا الحالي، حيث كانت النقابات هي آخر من تم الاعتراف بها في إسبانيا بعد انفراط عقد حكم فرانكو، وكذا المراحل التي عرفتها التطورات المتعلقة بالجانبين التنظيمي والمطلبي على امتداد فترة الانتقال الديمقراطي، في علاقتها بالتطور السياسي في إسبانيا. كما تميز هذا اليوم التكويني باستحضار تحديات الحركة النقابية في ظل الظرفية الحالية سواء في ما يتعلق بالمغرب، الذي يعيش تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية على ضوء الربيع العربي أو عبر تأثيرات المحيط الخارجي من خلال تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوربا، كما جاء في مداخلة العربي الحبشي عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذي شدد على ضرورة التقييم الذاتي ووحدة الصف الفيدرالي والشفافية والديمقراطية وحماية القرار النقابي والاستقلالية عن الدولة والحكومة والأحزاب. وأيضا كانت مداخلة جمال أغماني حول مقاربة الحركة النقابية المغربية من منظور تجربته كوزير، والذي شدد على ضرورة تغيير الخطاب النقابي وملاءمته مع المتغيرات، وأيضا مع طبيعة القطاعات الجديدة، وكذلك نهج أساليب مهنية في إعداد الملفات المطلبية بكل تفاصيلها، ونبه إلى أن جل الملفات المطلبية هي للقطاع العام وقلة للقطاع الخاص. كما تم التطرق إلى طرق مواجهة الأولويات الاستراتيجية لأحسن تمثيلية نقابية كمداخلة تمهيدية للورشات قدمها الخبير عبد القادر أزيع عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذي قدم السياقات التاريخية والسياسية والاقتصادية للحركة النقابية المغربية في علاقتها بالتطورات العالمية، وشدد على ضرورة مشاركة الفيدرالية الديمقراطية للشغل في المنتديات الدولية. من جانبه قدم الخبير في قانون الشغل سعيد اليميي، صورة تقريبية حول العلاقة بين النقابة والمشغل وطبيعة النزاعات وهشاشة التكوين النقابي و سوء استغلال كل ما يمكنه قانون الشغل من آليات للدفاع عن الحقوق. وتميز هذا اليوم التكويني، الذي شارك فيه عدد من الفعاليات النقابية من قطاعات مختلفة تابعة للفيدرالية يتنمون إلى اتحادات محلية، بتنظيم ورشات أطرها خبراء إسبان وساهم في تنشيطها محاضرون ومكونون وطنيون مرموقون التي تركزت حول تقنيات بلورة استراتيجية نقابية وإبراز الأبعاد التنظيمية للعمل النقابي قطاعيا ومحليا مع الوقوف عند أسباب القوة ونقط الضعف وكذا التحفيزات والآفاق المستقبلية.