طالب قياديون من التنسيق الوطني النقابي الموحد، الذي يضم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والفيدرالية الديمقراطية للشغل.. ت:سوري كل المغاربة بالانخراط الجماعي الإيجابي في أوراش الإصلاح، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لتحصين المكتسبات المحققة في ظل نظام ملكي ديمقراطي يرعى التقدم والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي المغربي. وأعلن الأمناء العامون للتنسيق النقابي الموحد، في مهرجان خطابي بمناسبة احتفال الطبقة العاملة بعيدها العالمي، أمس الأحد بالرباط، بعد ترحمهم على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي الإجرامي، الذي ضرب مقهى "أركانة" بمدينة مراكش، بأنهم قرروا التنسيق لمواجهة، ما أسموه ب "رموز الفساد"، والمساهمة في تحقيق حلم الوحدة للطبقة العاملة. وأجمعوا على أن وحدة الصف النقابي أصبحت ضرورة ملحة لتحقيق المزيد من المكاسب من الناحية الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية. معتبرين أن نتائج الحوار الاجتماعي كانت إيجابية، وفي صالح الطبقة العاملة. وقال حميد شباط، الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في كلمة له، إن "الطبقة الشغيلة قادرة على إنجاح مشروع الوحدة النقابية"، واصفا التنسيق النقابي، الذي حصل بين النقابات الثلاث، بالحدث الكبير، "لأنه يجسد مشروع بناء وحدة نقابية لم تستطع الحركة النقابية منذ تاريخ الاستقلال إحداثها"، مضيفا أن "التنسيق النقابي سيساهم في بناء قوة مغربية قادرة على بناء وإنجاح المشروع الديمقراطي والتأسيس لمغرب الجميع الذي يتسع لكل أبنائه". وشدد شباط على أن التنسيق النقابي الثلاثي، بين الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، "ليس عملا مرحليا، بل هو عمل استراتيجي يهدف إلى إرسال إشارات قوية إلى رموز الفساد". من جانبه قال عبد الإله الحلوطي، نائب الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، نيابة عن محمد اليتيم، إن "قوى الشر والظلام أبت إلا أن تنغص علينا فرحتنا بعيدنا العمالي باستهدافها لمدينة مراكش"، مجددا إدانته للهجمة الإجرامية، التي قال عنها إنها "تريد صد أبواب الإصلاح الذي دخله المغرب"، معلنا أن المغاربة يجددون انخراطهم في مسلسل الإصلاح وراء جلالة الملك، وأنهم يعيشون، في الوقت الحالي، على وقع الفرحة التي أطلقها الخطاب الملكي لتاسع مارس الماضي، والذي أعلن فيه جلالته عن اتفاق جديد ومتجدد بين الملك والشعب. وأضاف قائلا "نقول لأيادي الإرهاب والإجرام لن نستسلم للخوف الذي أردتم أن تزرعونه في النفوس"، مشيرا إلى أن أكبر رد على الفعل الإرهابي هو وحدة صف المغاربة في المطالب والمواقف والعمل على احترام قيم التعاون في ما بينهم. من جانبه، اختار عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن يركز في كلمته على إنجازات الدبلوماسية الرسمية، الذي استطاعت أن تقنع مجلس الأمن الدولي بأحقية المطالب المغربية في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن المغرب اختار طريق الديمقراطية وحقوق الإنسان، من خلال أوراش الإصلاح الدستوري من أجل الكرامة والتنمية الاجتماعية، و"لن يتراجع عن اختياراته". وطالب العزوزي بصياغة ميثاق جديد للحركة النقابية يساهم في إعادة الثقة للعمل النقابي الموحد، مبرزا أن الحوار الاجتماعي حقق مكتسبات اجتماعية للطبقة العاملة بفضل وحدة الصف النقابي. يشار إلى أن المسيرة الموحدة للتنسيق النقابي الثلاثي، التي شارك فيها أغلب قيادات أحزاب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والاشتراكي الموحد، واليسار الأخضر، والتقدم والاشتراكية، والعدالة والتنمية، والحزب العمالي، رفعت شعارات تطالب بمحاربة الفساد، والقضاء على كل أشكال الامتيازات، وبالتفعيل القضائي لتوصيات المجلس الأعلى للحسابات، وبدمقرطة الاقتصاد الوطني، وبناء سياسات اقتصادية منتجة، وبالتوزيع العادل لثمار النمو الاقتصادي، وباستكمال أوراش الإصلاح الدستوري، وبمجانية التعليم والصحة، والضغط على البنوك لتخفيض نسبة الأرباح على قروض السكن.