عبر العديد من الصناع التقليديين بأكَادير وإنزكَان عن غضبهم وامتعاضهم الشديد تجاه الطريقة التي تم بها توزيع الجوائز، وكذا على معايير اختيار المستفيدين من هذا الاستحقاق الذي منح لهم في الملتقى الجهوي حول برنامج محو الأمية الوظيفي، ودعم القدرات المهنية للصناع التقليديين والذي ترأسه وزير الصناعة التقليدية عبد الصمد قيوح بمقر ولاية جهة سوس ماسة درعة، يوم الجمعة 14فبراير2012. وأرجعوا هذا الاستياء العميق الذي شعروا به إلى كون لائحة المستفيدين قد تدخلت فيها أياد خفية لإقصاء الصناع التقليديين الحقيقيين، وخاصة أولئك الذين اشتغلوا منذ البداية في هذا الملف مثل الصانع إبراهيم التابع، وتم إقحام اسمين للاستفادة من تلك الجوائز ،بعد أن ضغط حزبهم(العدالة والتنمية) حتى يستفيدا بالرغم من أنهما لم يدرجا سابقا في لائحة المستفيدين، وإلى كون الجوائز منحت لأناس إداريين لا علاقة لهم بالبرنامج ولا بالتكوين كالمدير الجهوي للصناعة التقليدية لأكَادير ومدير مراكز التكوين المهني بكل من أكَادير وإنزكَان ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بأكَادير، مع أن هؤلاء لم يبذلوا أي جهد يذكر، بل أكثر من ذلك فرئيس غرفة الصناعة التقليدية لم تعد تربطه بهذه المهنة أية رابطة، لكونه لا يزاول أية صناعة الآن لأن محله أغلق نهائيا وتعرض للإفلاس ومع ذلك سلمت الجائزة له. لكن الصناع التقليديين لمّا أحسّوا بالحكَرة، لم يتركوا الفرصة تمر هكذا فاحتجوا على هذا الإقصاء المتعمد، وأخبروا به وزير الصناعة التقليدية عقب اللقاء مباشرة، وحمّلوا المسؤولية في هذا العبث بالصناع التقليديين للمدير الجهوي للصناعة التقليدية بأكَادير ومديري مراكزي التكوين المهني باكادير وإنزكَان ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بأكَادير، زيادة على مسؤولين حزبيين في العدالة والتنمية، اتهمهم الصناع بضلوعهم في إقحام اسمين منتميين لحزبهم في لائحة المستفيدين من الجوائز، وإقصاء آخرين بشكل متعمد لأنهم ينتمون إلى أحزاب المعارضة. وحسب إفادتهم فالمشروع عمل فيه ثلاثة أعضاء بغرفة الصناعة التقليدية وهم عبد الفتاح بردوخ ومحمد أوباها، وإبراهيم التابع، فتم منح الجائزة للعضوين الأولين المنتميين للعدالة والتنمية وتم إقصاء الثالث لأسباب سياسية لانتمائه للمعارضة، بدليل أن الجوائز نفسها هي التي منحت لرئيس الغرفة والمدير الجهوي ومديري مراكز التكوين، في حين تم إقصاء الصناع الآخرين العاملين في المشروع وكذا المديرين الإقليميين والموظفين الذين سهروا منذ مدة على برنامج محو الأمية الوظيفي ودعم القدرات المهنية للصناع التقليديين. لذلك أكد أعضاء غرفة الصناعة التقليدية أحمد حيجوب وعبد الرحمن العكَير وإبراهيم التابع أن المكتب المسير لم يكن على علم بالأسماء المستفيدة من الجوائز، ولم يناقش معهم رئيس الغرفة معايير الاستفادة من هذا الاستحقاق، بل ظل ذلك في الكواليس حتى تفاجأوا بتلك الطبخة التي أساءت للصناع التقليديين بأكَادير وإنزكَان، مما سيكون لذلك تداعيات سلبية في المستقبل، حسب تصريحاتهم.