في لحظة تأبين مؤثرة، احتضنها نادي الراسينغ الجامعي بالدار البيضاء، استضاف خلالها أصدقاء الراحل علي بناني، عائلته الصغيرة، الأخت لطيفة مزدار بلون أبيض يستقم مع لحظة الصفاء والوفاء، والأم المكلومة للالة فاطمة والأبناء المعتزين بالأصل رضا، كريم ولينا والأخت المصدومة وثلة من معارف الراحل، الذين جاؤوا لتأكيد الحضور ولتجديد العزاء. منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة، شهد نادي الراسينغ الجامعي البيضاوي، حضورا غير مألوف. بدء من المؤسسين مرورا بقيدومي النادي الذي كان الراحل أحد الوجوه البارزة داخله, وصولا إلى الأعضاء المنخرطين وكذلك ثلة من عالم السياسة والإعلام. جميعا أصروا على الحضور، لأن الفقيد الراحل كان محط تقدير واحترام لدى الجميع. بآيات بينات من الذكر الحكيم. انطلق الحفل التأبيني الذي قدمه الزميل والصديق محمد أبو سهل. بلغة ارتقت ورفعت الجميع إلى لحظة الوفاء واستحضار قيمة هذا الرجل. وكانت أولى فقرات هذه اللحظة المؤثرة، خروج الجميع إلى الساحة، إذ تمت تسمية أحد ملاعب هذا النادي العريق، باسم الراحل، الملعب الذي كان سيدي علي رحمه الله، يكن له تقديرا خاصا، لأنه الملعب الذي رسمت فيه البنية لينا بناني أولى خطواتها في عالم التنس. وكانت تلك أولى لحظات هذا الاحتفاء حيث أزال رئيس المكتب المديري السيد عبد الله القادري الستار، والتصقت عيون الجميع بتلك اللوحة التي ستظل هناك عربونا على الوفاء. بعد العودة وتقديم أول التعازي، تم تقديم الكتاب الذي أعده الأصدقاء، والذي يحمل شهادات تستحضر قيمة الرجل بالإضافة إلى صور تمثل عمرا بالكامل. شهادات وكتابات، كانت الأم أولى البادئين عبر سطور قرأها الزميل بنعربية، حيث قالت «»إذا أحب الله يوما عبدا ألقى عليه محبة الناس«« وهكذا كان علي رحمه الله، محبوبا، هادئا، حنونا، و من بين أقوى لحظات هذا الحفل التأبيني الكلمة المؤثرة والعميقة للأخ عبد الهادي خيرات, الذي استحضر مسيرة الرجل وقيمته متسائلا:» »أين استمد القدرة على ادماء هذه القلوب حتى تحجر الدمع في مقل العين؟.... مختتما بجملة مؤثرة: ««علي لا أخفيك أن الأحبة في حيرة من أمرهم، بعدما أصابهم اليتم، هل يقولون لك وداعا، أم يقولون إلى اللقاء»» وفي لحظة كان الجميع يتكلم لغة الدموع - أعطيت الكلمة لرئيس المكتب المديري، السيد عبد الله القادري، الذي لم يجد إلا لغة التاريخ، لاستحضار الدور الفعال الذي كان يقوم به سي علي رحمه الله داخل النادي وفي عالم الكرة الصفراء، ومما زاد من هذه اللحظة قوة ودفئا، ذلك الفيلم التوثيقي الذي أعده الأصدقاء وفي المقدمة الأخ والصديق ابراهيم الطاوس، الذي بذل جهدا كبيرا في رسم المعالم الكبرى لهذا الحفل إلى جانب الدكتور عزالدين النشا شيبي ومحمد بنعربية. وبلغة هادئة ومؤثرة ،توالى على منصة الشهادات العديد من رفاق وأعزاء الراحل,ونذكر بالخصوص عضو جامعة التنس عزيز العراف الذي لم يقو على إلقاء الكلمة وانسحب في صمت دامع، حسن الرميلي رئيس الجمعية الرياضية البيضاوية، الحميدي رئيس الجمعية الرياضية للمطارات،عبد الله أملاح رئيس نادي الاولمبيك البيضاوي، عبد الله الكراكاعي باسم الراسينغ الجامعي البيضاوي، عبد الكبير حكوش المسؤول الجامعي السابق. إضافة إلى العديد من الشهادات الأخرى التي استحضرت روح وقيمة الراحل وفي المقدمة البطلة بنزيت التي ظلت واقفة بقوة لتقول شهادة قطرت معها دموع الأب. ومن أقوى اللحظات وأسماها، الكلمة التي ألقتها ابنة الراحل, البطلة لينا التي افتقدت عزيزها، مناشدة اياه بأن يمنحها القوة لكي تعيش بدونه، بأن يمنحها القوة لتدرك أخيرا أنه هناك في دار الخلد، بأن يمنحها القوة لتستمر وحيدة. كانت الكلمة مؤثرة، لكن لينا منحت الجميع لحظة قويه لاستحضار الأب والأخ والصديق. الأخت لطيفة مزدار، توفرت وقتها على قوة هادئة لتقول كلمتها الأخيرة في حق ««أبا علي»» هكذا كانت تناديه، واستحضرت خلال كلمتها الشجية عمرا كاملا بتفاصيله الدقيقة، معتبرة أن «الرحيل المفاجئ كان قاسيا، ورغم ذلك ستظل حاضرا بقوة داخل العائلة وداخل الأصدقاء الذين أحبوك بدون حدود» وفي صمت رهيب، أنهت الأخت لطيفة مزدار كلمتها ليتم بعد ذلك توزيع العديد من التذكارات تحمل صور الراحل، قدمت للأم وللزوجة وللأبناء رضا وكريم ولينا ولأخت الراحل. رحم الله علي بناني وأسكنه فسيح الجنان الى جانب الشهداء والصديقين.