شيع حشد غفير يوم السبت جثمان الفقيد الراحل المناضل والشاعر والمسرحي سعيد السمعلي الى مثواه الأخير، وكان في مقدمة المشيعين عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالإضافة الى مسؤولي الاتحاد جهويا إقليميا ومحليا، وبحضور مثقفي عاصمة الشاوية ورديغة ومسؤوليها، وكذلك الذين تتلمذوا على يد الفقيد في مجال الطفولة والمسرح. رحيل الشاعر والمسرحي سعيد سمعلي، خلف حزنا عميقا لدى عائلته الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وبرحيله تفقد الساحة المحلية بل والوطنية مناضلا فذا، ومثقفا كبيرا. أعطى لوطنه الشيء الكثير بتفان وبدون مقابل، من خلال عطاءاته في العديد من المجالات، وقد خلف وراءه مجموعتين شعريتين: «وردة الشعر» الصادرة عن اتحاد كتاب المغرب سنة 2001 و»هشاشة القصب» منشورات وزارة الثقافة سنة 2010، زيادة على عدد من القصائد الشعرية المنثورة في وسائل إعلام مغربية وعربية، وكذلك إخراجه وتأليفه للعديد من المسرحيات. سعيد سمعلي أو الأب الروحي لمثقفي جهة الشاوية ورديغة، وللعديد من الوجوه المسرحية التي تتلمذت على يده، حينما كان مسؤولا بدار الشباب بسطات، ناضل سياسيا بانخراطه المبكر في صفوف حزب القوات الشعبية، وناضل في الجانب الثقافي والمسرحي والحقوقي حيث يعود له الفضل في استنبات الثقافة بعاصمة الشاوية ورديغة، إذ كانت الثقافة بفروعها همه اليومي، والهواء الذي يتنفسه ، وكان من بين الأوائل الذين أسسوا ما أصبح يسمى »بالمقهى الأدبي«، حينما كان يثير الأسئلة الثقافية الحارقة، وهو يحتسي قهوة الصباح ليمتد النقاش، مع باقي رواد المقهى بصحبة رفيقه محمد خير الدين، كان التنافس على أشده في عالم الثقافة وهما في بداية شبابهما. هذا التنافس أثمر حراكا ثقافيا وإبداعيا بمدينة سطات بدار الشباب الوحيدة التي كانت بحي نزالة الشيخ، كما كان معروفا بكونه قارئا نهما للكتب من كل الاصناف في صغره. حينما كان يشتريها من الكتبي بوسدرة الذي كان يعرض هذه الكتب على الطوار بدرب الصابون. وكان فاعلا أيضا في النادي السينمائي بسطات، إذ يعتبر من أحد مؤسسيه، بالاضافة الى الانخراط مبكرا في عالم الصحافة، ودافع بقلمه الجريء عن المواطن السبيلا وفضح كل الدسائس والمؤامرات التي كانت تحاك ضد الوطن وأبناء سطات في جريدة الاتحاد الاشتراكي. الميزة التي لم ولن تنمح من ذاكرة مجايليه، هي تألقه في القناة الأولى، من خلال برنامج خميس الحظ، الذي كان ينشطه الاعلامي البوعناني، هذا البرنامج الذي كان عبارة عن مسابقات تجري ما بين ممثلي مختلف المدن المغربية. إذ استطاع آنذاك أن يصل الى النهائيات. سعيد سمعلي، نموذج للمثقف العصامي الذي كون نفسه بنفسه، رحل وهو في سن 65 سنة، قبل متوسط عمر المغاربة، رحل وهو مهووس بهموم الوطن وبهموم الثقافة، رغم تسلل المرض مبكرا الى جسده، دون أن يفت من إرادته وعزيمته في المنافحة عن حياة كريمة للأجيال القادمة.