حرائق مجهولة المصدر تندلع بدوار « تامزغروت» بالجماعة القروية الرتبة التابعة لإقليم تاونات، والتي أدت إلى تدمير أجزاء من ستة منازل وأتت على محتوياتها بالكامل، حيث يتواصل اشتعال هذه النيران الغريبة من الفينة والأخرى، للأسبوع الثالث على التوالي، دون أن يتمكن أحد من فك لغز أسباب اندلاع الحرائق، وهو ما جعل ساكنة المنطقة تعيش على وقع الهلع والخوف ليل نهار، بحيث تربط الأحداث بأنها من فعل مخلوقات عالم الجن، مما دفعها إلى الاستعانة ب «الفقيه » من مدينة مكناس، الذي بدوره لاذ بالفرار وقت وقوفه على اندلاع الحريق دون سابق إنذار. ويراود العشرات من أهالي القرية المستهدفة التفكير في نزوح جماعي من بيوتهم ومغادرتها للنوم في العراء رغم حالة الطقس التي تعرفها المنطقة، أو الرحيل بعيدا لعلهم يتخلصون من شبح هذا الكابوس الذي يطاردهم في كل لحظة وحين، بعد معاناة القرية من الحرائق الغامضة التي تتم بمنازلهم منذ 12 يوما، مطالبين من السلطات التدخل العاجل لحمايتهم من هذه النيران التي أتت على ممتلكاتهم، إجراء بحث ميداني سواء تعلق الأمر بعمل إرهابي أو سببه الجن، الذي عجزت أي جهة عن تفسير هذه الظاهرة الفريدة حتى الآن. وقد أشار أحد أصحاب البيوت المحترقة للجريدة، إلى أن الحرائق تخرج من أماكن غريبة أحيانا من أسقف المنازل وأحيانا من الأثاث أو الأفرشة والأغطية، ولا ندري لها مصدرا، والغريب حقا أننا حينما نكبر ونؤذن تقل النار حتي تخمد تماما، ومع ارتفاع صوت النساء بالصياح تزداد الحرائق اشتعالا ويكون لها دخان أسود كثيف، وأن ما تختفي من هذا المنزل حتى تظهر بشكل مفاجئ في منزل آخر قد يكون على مسافة بعيدة. وأشارت سيدة من نفس الدوار، وهي تولول، إن سكان المنطقة أصبحوا حائرين من أمرهم من هذا المشهد الغريب، حيث دب الهلع إلى نفوس الكبار قبل الصغار، وقالت «إننا نعيش حالة من الرعب بسبب هذه الحرائق، لقد دمرت منازلنا وتوقفنا عن العمل، مضيفة فى البداية شب حريق بأحد منازل القرية فاعتقدنا أنه حريق عادي يمكن أن يتعرض له أي منزل، إلا أننا فوجئنا فى اليوم التالي باندلاع النيران فى منزل آخر، واستمر الوضع على ذلك حتى اليوم، والمشكلة الكبرى أن الطرق لدينا غير ممهدة لسيارة الإطفاء»، كما أكدت فتاة أن النيران أتت على ملابسها يومه دون أن تكون تحمل مواد قابلة للاشتعال، إلى جانب بعض الفلاحين، الذين أطلعوا الجريدة عن أكوام الأثاث والممتلكات الفلاحية التي تضررت بفعل هذه النيران، فهناك بقايا محترقة لكل أنواع الأفرشة والأغطية والألبسة والتبن، فيما لا زالت أثار الحرائق بادية على واجهات المنازل وداخل الغرف. والغريب في الأمر، أن البعض يؤمن تماما بأن الجن يقف وراء هذه الحرائق، لأنه بمجرد قراءة آيات القرآن الكريم والتكبير تخمد الحرائق فورا.