عرفت مدينة ورزازات أزمة سياحية خانقة في السنوات الأخيرة تضررت بسببها وضعية مجموعة من الفنادق التي أغلقت وأخرى في إطار التسوية القضائية، وتم تسريح مجموعة من العمال وتشريد عائلات. وإن كان فندق دار الضيف من بين الفنادق المتضررة، إلا أنها عرفت وضعا مختلفا تحول إلى صراع وحرب بين العمال المطرودين وصاحب المؤسسة الفندقية وصلت حد التهديد بالتصفية الجسدية ومحاولات القتل العمد من رب الفندق بعد طرده التعسفي لخمسة عمال لما يقرب عن سنتين بدعوى انخراطهم في العمل النقابي ليدخل في إطار نزاع جماعي بين عمال مؤسسة دار الضيف التابعين لنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بورزازات والمشغل الأجنبي بيير داتشري الفرنسي الجنسية بخصوص عدم التزام صاحب الشركة بتطبيق قوانين الشغل الجارية ومحضر ملزم لكلا الطرفين بحضور السلطات المحلية وفق تقارير لمندوبية الشغل توصلنا بنسخ منها، بالإضافة إلى السخرة والإهانة التي يتعرض لها العمال من طرفه بتشغيلهم في أكثر من شركة وبنفس الأجر ولم تفد كل التدخلات من لدن الوزارة الوصية ومندوبية التشغيل والسلطات الإقليمية بورزازات لحثه على إرجاع العمال وتطبيق قانون الشغل المعمول به. وفي إطار سلسلة من النضالات تنديدا بهدا الوضع الكارثي، قامت الكونفدارلية الديمقراطية للشغل بورزازات بمعية عمال الفنادق السياحية بورزازات المنضوية تحت لوائها، الجمعة 9 فبراير 2012، بمسيرة حاشدة في اتجاه فندق دار الضيف للتنديد باستمرار إدارة المؤسسة في شخص ربها الفرنسي طرد العمال التعسفي واستمرار استفزازهم والتنكيل بهم في معتصمهم أمام الفندق؛ المسيرة سبقتها أحداث عنف واعتداء من طرف صاحب الفندق وزوجته بعد إقدامهما على نزع إحدى لافتات المطوردين وتدخل ضد (ق.ح) أحد المطرودين المحتج على سلوك نزع اللافتة أصيب على إثره بإصابات على مستوى الكتف والرجل اليمنى، الشيء الذي نفته إدراة المؤسسة واعتبرت الهجوم والنيل من سمعة والسير العادي لفندقها هو مالحق بها من جراء احتلال العمال للواجهة الأمامية لها، مؤكدة أن القضاء هو من سيفصل في هذه الأزمة بعدما كاتبت إدراة الفندق كل الجهات المسؤولة محليا ووطنيا مستنجدة أيضا بالسلطات الفرنسية. من جانبهم، تفيد تصريحات العمال الخمس المطرودين أن نصبهم لخيمة أمام المؤسسة الفندقية في اعتصام مفتوح للمطالبة بحقوقهم وإرجاعهم الفوري للعمل بكل كرامة، عرضهم للهجوم أكثر من مرة من طرف رب المؤسسة وإتلاف أغراضهم. وفي حالة سابقة، حاول دهسهم بالسيارة مهددا إياهم بالسجن. وتوالت أساليب الصد لهم لتتجاوز حدود المس بهم إلى المس بالكرامة ورمز الوطن بتمزيق العالم المغربي علنا متحديا الجميع وكل السلطات، مدعيا أنه فوق القانون متبجحا بسلطته وعلاقاته النافذة داخل وخارج الوطن. ويفيد مصدر نقابي من داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بورزازات أن السلطات المحلية والوزارة والوصية تتعامل مع ملفات الفنادق ووضعية العمال المطرودين والمشردين بنوع من الإهمال وعدم الدفع بها لتحقيق العدالة والبت بشكل مباشر فيها، خصوصا وأن فيها من حكم قضائيا لصالح العمال دون تنفيذ للأحكام، مضيفا أن منظمتهم ال (ك.د.ش) ستقف إلى جانب الشغيلة حتى إحقاق جميع الحقوق القانونية والشرعية. وللإشارة، فإن استمرار معاناة ومأساة عاملات وعمال الفنادق بورزازات لسنوات أمام تخلي الدولة عن التزاماتها لحل الأزمة، ألقى بظلاله على الحالة المعيشية للمنتمين إلى القطاع الفندقي والسياحي بإقليم ورزازات. وللتنبيه، فإن الإوضاع تسير في تصاعد مستمر باستمرار أشكال النضالات العمالية لتحقيق مكتسباتها المشروعة، مما يندر بكارثة مرتقبة.