تم الإعلان يوم الجمعة 10 فبراير الجاري عن افتتاح محطة لتخزين المحروقات بميناء طنجة المتوسط، وهي أول محطة بترولية على الصعيد الإفريقي، وقد تم الشروع في بناء هذه المحطة منذ 2006 على خلفية تفويت الوكالة الخاصة لميناء طنجة المتوسط (TMSA) حقوق تمويل وتصميم وإنجاز واستغلال وصيانة محطة المحروقات لمدة 25 سنة، لفائدة شركة هورايزن طنجة تيرمينالز المحدودة، وهي شركة تجمع ثلاثة فاعلين في ميدان المحروقات، هم هورايزون تيرمينالز ليمتد (دبي) و مجموعة اندبندنت بيتروليوم (الكويت) ثم الشركة المغربية لتوزيع المحروقات (أفريقيا) التابعة لمجموعة أكوا. وتطلب إنجاز هذه المنشأة الاستراتيجية الممتدة على مساحة 12 هكتار، 2,800,000 ساعة من العمل في ورش ضم 400 عامل يوميا من دون تسجيل أي حادث شغل، بكلفة وصلت 1,5 مليار درهم. وتتوفر المحطة على 19 خزانا بعلو 25 متر وقطر 22 متر، وتصل سعة مجموع الخزانات 508 ألف لتر مكعب، وتتوزع المنتوجات المخزنة بين الفيول بنسبة % 43، البنزين و الكازوال 53 % وبعض المواد الأخرى 4 % . وسيصل حجم المعدل السنوي الذي سيتم تخزينه 4,356,000 متر مكعب، سيخصص ثلثه تقريبا للسوق المحلي، في حين سيخصص الباقي لدعم قدرة المحطة على تزويد سفن النقل البحري بالمحروقات، ومن شأن افتتاح هذه المحطة أن يساهم في الرفع من مدة الاكتفاء الذاتي في مجال استهلاك المواد البترولية إلى 60 يوما علما أن قدرة التخزين لدى مختلف الموزعين داخل المغرب لا تتجاوز 54 يوما فقط. وستساهم هذه المحطة في تنويع نقط دخول المنتوجات البترولية إلى المغرب بعدما كانت تقتصر على نقطة وحيدة متمثلة في معمل لاسامير بالمحمدية. وسيمنح الموقع الاستراتيجي للمحطة المطل على البحر الأبيض المتوسط، باعتباره الشريان الرئيسي للحركة البحرية العالمية، بحيث تمر منه حوالي 70 ألف سفينة سنويا، امتيازا هاما لتطوير عمليات تزويد السفن بالوقود والتجارة، وبالتالي سيكون النشاط الأول لهذه المحطة تزويد السفن بالوقود داخل محيط الميناء وخارجه، وتم تفويت حقوق القيام بهذا النشاط لشركة (إيدجين مارين بيتروليوم نيتوورك)، من جهة أخرى ستمثل أنشطة اللوجستيك بالمنطقة الحرة المينائية مهمة أخرى لهذه المحطة، التي ستعمل على تزويد الزبناء المتواجدين بالمنطقة الحرة بحاجياتها من المحروقات، كما ستقوم المحطة بشراء المنتجات البترولية من السوق الدولي والتجارة فيها (بيع المنتوجات المستوردة في السوق الدولي)، الأمر سيتعلق باستيراد وتصدير المنتوجات البترولية حسب حاجيات المنطقة المتوسطية. وبالنظر لمجموع الأنشطة التي ستقوم بها هاته المحطة وبصفة خاصة تعزيز قدرات التخزين وضمان الاكتفاء الذاتي للمغرب، فإن محطة طنجة المتوسط ستجعل من المغرب محورا استراتيجيا في منطقة المتوسط وأول دولة في قارة إفريقيا تتوفر على محطة بترولية من هذا الطراز.