المرة الأخيرة التي توجت فيها كوت ديفوار بطلة لكأس الأمم الأفريقية كان عام 1992، عندما هزمت غانا في مباراة تاريخية، لأنها شهدت تنفيذ اللاعبين الأحد عشر لركلات ترجيحية للمرة الأولى في تاريخ البطولة. كانت الركلة الثانية عشرة هي الفيصل بين الفريقين في مباراة نهائية مشهودة، وكان بطل تلك المباراة الحارس الإيفواري ألان غواميني، الذي ارتمى للتصدي لركلة الغاني أنطوني بافوي، مانحا اللقب لفريقه. وكان حارس مرمى الرجاء البيضاوي خاض بطولة استثنائية ولم يدخل مرماه أي هدف في خمس مباريات لعبها فريقه في البطولة. كما كان نجم منتخب بلاده في الدور نصف النهائي ضد الكاميرون، حيث تصدى لثلاث ركلات ترجيحية من أصل أربع، نفذها لاعبو المنتخب الأخير. وبعد مرور 28 عاما على ذلك الإنجاز، يبدو حارس مرمى كوت ديفوار الحالي بوبكر باري في طريقه إلى تكرار إنجاز غواميني في البطولة الحالية. ويقوم بوبكر باري في حراسة مرمى كوت ديفوار في البطولة الحالية، وهو غاب عن مباراة واحدة ضد أنغولا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، بعد أن ضمن فريقه بلوغ دور الثمانية، لكنه تألق بشكل لافت في المباريات الأخرى، وساهم بشكل كبير بمحافظة فريقه على شباكه نظيفة خلال البطولة. وإذا نجح باري (32 عاما)، الذي يلعب في نادي لوكيرين البلجيكي، في المحافظة على نظافة شباكه أمام مهاجمي زامبيا في المباراة النهائية يوم غد الأحد على مدى 90 دقيقة، فإنه سيعادل الرقم القياسي السابق المسجل بإسم غواميني (540 دقيقة)، علما بأن كوت ديفوار خاضت ما مجموعه خمس مباريات فقط عام 1992، لكن ثلاثا منها حسمت بعد وقت إضافي. ويصوم الحارس، الذي أمضى السنوات التسع الماضية في بلجيكا، قبل كل مباراة ولا يتناول سوى العصير والماء عند الغسق. ويقول «إنه أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلي. أقوم بالصيام قبل كل مباراة، لأن ذلك يجعلني نقي وأكثر قوة. إنه قرار شخصي من اقتناع شخصي، لأنني أريد الحفاظ على تركيزي طوال البطولة». الفوز على ملعب الصداقة الأحد لن يمنح الأفيال لقبهم القاري الثاني فحسب، بل أيضا ربما يسمح لهم بالمحافظة على شباكهم نظيفة في ست مباريات متتالية، خلافا للسمعة الهجومية التي يتمتع بها الفريق البرتقالي، وسيكون باري قد لعب دورا حيويا في تحقيق هذا الإنجاز.