بعد وعكة صحية مباغتة، يوم الأحد خامس فبراير 2012 بالرباط، التحق الفنان التشكيلي محمد نبيلي بالرفيق الأعلى. ولد الفنان نبيلي مدينة بنسليمان، ونشأ بها حيث لم يذق طعم الأمومة والأبوة.. وبشق الأنفس تعدى دراسته الإبتدائية و الاعدادية والثانوية ليحصل على شهادة الباكالوريا سنة1973، ليلمس في نفسه القدرة للذهاب بعيدا في تكوينه ، فانطلق في اتجاه الديار الفرنسية ليكمل دراساته العليا. وفي 1974 تسجل بمدرسة الفن والهندسة بمارساي، وبعد ثلاث سنوات حصل على ديبلوم. ومن مارساي إلى باريس ليتسجل بمدرسة كاي ما لاك لتعميق دراسته في الفن التشكيلي، ولما لم ترقه الحياة هناك، تسجل بمدرسة الفنون الجميلة لتهييئ ديبلوم عالي في الفنون التشكيلية، وفي الآن نفسه تسجل بكلية الاداب والعلوم الانسانية ليحصل على الاجازة في الفنون التشكيلية..واشتغل نبيلي كماكيتس بجريدة فرنسية تدعى لافيش..وأستاذا بمدرسة ايكس اون بروفانس التشكيلية. وتعتبر سنة 1992 مرحلة حاسمة ومهمة في حياة نبيلي إذ دخل فيها المغرب بصفة نهائية. وكان مسلحا نفسيا وإبداعيا.. وقد وضع نبيلي نصب عينيه هدفين: أن يجعل تجربته في الفن بين يدي بلده وفي خدمته.فتفرغ للصباغة وأعطى فيها الكثير ونظم معارض كثيرة فردية وجماعية بصحبة مغاربة كما بصحبة أجانب مرموقين، بالداخل كما بالخارج، وأن ينشئ من جهة أخرى مؤسسة ترعى الفن والفنانين من اليتامى الموهوبين وتكون بمسقط رأسه. ويجعل محترفه بالرباط رهن اشارتهم، مستحضرا دائما البعد العلاجي للصباغة والرسم. نهل نبيلي من معين طفولته ومعاناته ،واشتغل على الشكل واللون والمادة - الرمل،واشتغل على الحرف الأمازيغي أوالعلامة، وكان ثالث ثلاثة الذين اشتغلوا على العلامة وهما الفنانان التشكيليان أحمد الشرقاوي ومدكور عزام .وكان كثيرا ما يشير إلى ضرورة العناية بالذائقة الفنية لدى الأجيال الصاعدة من أجل الحصول على المواطن الإيجابي. هكذا بعد حياة حافلة بالكد والنشاط والمعاناة، يفارقنا محمد نبيلي عن سن 60 سنة. وقد توافد على مقر إقامته عدد لايستهان به من أعلام الفن والثقافة ووسائل الاعلام.