يراهن المغرب على مواصلة قيادة «الاتحاد من أجل المتوسط» بتقديمه لفتح الله السجلماسي كمرشح لشغل منصب الامين العام للاتحاد من أجل المتوسط خلفا ليوسف العمراني الذي غادر هذا المنصب بعد تعيينه كوزير منتدب لدى شؤون الخارجية والتعاون. فتح الله السجلماسي كان سفيرا للمغرب بباريس بين سنتي 2004 و 2008 ويشغل حاليا منصب المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات. وستجتمع مجموعة من الموظفين السامين في كل من السادس والسابع من فبراير في بروكسل لتدارس ملف الترشيح المقدم من طرف المغرب، في وقت لا يوجد فيه أي منافس للسجلماسي على الساحة ويذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط، الذي تم إنشاؤه بمبادرة من الرئيس الفرنسي ساركوزي، هو هيئة تضم الدول الاعضاء في الاتحاد الاوربي إضافة إلى الدول المطلة على البحر الابيض المتوسط و الاردن وموريتانيا. وتهدف الى تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية بين الدول الاعضاء مع العمل على تجاوز العراقيل والصعوبات التي تحول بين ذلك. وحسب المراقبين، فإن "الاتحاد من أجل المتوسط" يمر في الآونة الأخيرة بظروف صعبة خاصة بعد التسونامي الاخير الذي هز المنطقة العربية، والذي شمل مصر التي تعهدت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بالمضي قدما من أجل تقوية الاتحاد والعمل على تحقيق أهدافه، لكن بعد الثورة المصرية وفي ظل الحكومة المصرية الجديدة والاكراهات الكبيرة التي تواجهها، فلا احد من المسؤولين المصريين يبدو حاليا مستعدا أو حتى يفكر في الوفاء بالوعد الذي قطعه رئيسها المخلوع. و فرنسا التي تحضر لانتخاباتها الرئاسية والغارقة في أزمتها الاقتصادية لا تبدو مهتمة جدا لمستقبل الاتحاد من أجل المتوسط. وقد احتضن قصر المؤتمرات بدرالبس ، برشلونة ، يوم الأربعاء الماضي، ندوة منظمة من طرف المعهد الأوروبي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ومؤسسة بيرتلسمان بمشاركة ثلة من الشخصيات المرموقة في كل من الضفتين. ورفع المشاركون في هذه الندوة شعار " المتوسط في تحول أي مستقبل ينتظره؟ وشددوا على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفعيل مؤسسة الاتحاد من أجل المتوسط. وبعد هذا وذاك، يبقى السؤال المطروح حاليا هو : ما المستقبل الذي ينتظر هذا المشروع الطموح؟ وما الرهانات التي تنتظر فرنسا صاحبة و"راعية" المشروع؟ وهل سيلقى الاتحاد من أجل المتوسط نفس المصير الذي لقيه اتحاد المغرب العربي؟. صحافية متدربة