اعتبر الشاعر والروائي محمد الأشعري أن ديوان الزجال أحمد المسيح الأخير: «كْلاَم آخُر» هو من أهم الدواوين الزجلية على الإطلاق، وانطلق من عنوان الديوان الزجلي: «كْلام آخر»، ليتساءل: «إذا كان الكْلاَمْ هو النظم أو الشعر أو الحكمة، فبأي معنى يكون الكلام هنا كْلاَمْ آخُر؟ وهل يمكن للكلام أو الشعر أن يشيخ بين أيدينا، وأن نشيد على أنقاضه بعد ذلك شعراً آخر؟»، مضيفا أن قراءة هذا الديوان تسمح بتوليد أسئلة عديدة من هذا النوع، خاصة وأنه يغمر قارئه بشغبه. وأضاف الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب أن أحمد لمسيح «انتبه إلى فرادة اللغة العامية من خلال طاقتها الشعرية المنبثقة عن الموروث الشعبي، ومع السبعينات، بدأ زجله يصنع نبرته الخاصة». وكان محمد الأشعري يتحدث خلال اللقاء الذي نظمه بيت الشعر في المغرب والمسرح الوطني محمد الخامس لتقديم وتوقيع ديوان «كلام آخر» للشاعر أحمد لمسيح، وذلك يوم الإثنين 16 يناير 2012. وشارك في اللقاء أيضا مراد القادري وخالد بلقاسم. القادري آعترف: «الواقعُ أنّ ديوان « كلام آخر» ليس أوّل إبدالٍ شعري وكتابي يتحقّق للشاعر -أحمد لمسيح- ولقصيدته، التي دأبت على مفاجئتنا، كلّ مرة، بالرشاقة التي تمتلكُها لإحداثِ الانعطافات اللازمة لتأكيد حيوية قصيدة الزجل وديناميتها ونجاحِها في مواكبة مشروع الحداثة الذي انخرط فيه متنُنا الشعري المغربي.» أما بلقاسم، فقال إن « الأفُق الذي رَسَمَهُ أحمد لمسيح لِتجْربَتِهِ مُرْتبطٌ، على نحْوٍ رئيسٍ، بالتصوُّر الشِّعْريِّ الذي يُوجِّهُ اشتِغالَهُ على العامية العربيَّة التي ارتضاها مادّةً لكتابَتِه. وهو ما يتعيَّنُ استثمارُهُ قرائيّاً، لئلاّ تحْجُبَ مادّةُ الكتابةِ الخلفيةَ الشِّعْريَّةََ الثاوية في الاشتغال النصّي. فما أنْجَزَهُ الشاعرُ لِمادّةِ الكتابة وبها لا يتكشّفُ إلاّ باسْتِحْضار الوَعْي الشِّعْريِّ المُوجِّهِ للإنْجاز، واسْتِحْضارِ عناصِر التحَوُّل الذي شهِدَهُ هذا الوَعْيُ في المَسار الكِتابي لأحمد لمسيح.» ضمن هذا العدد ننشر مداخلتي الشاعر مراد القادري والناق خالد بلقاسم احتفاء بالذي «نْبت فٌ دكالة... وتقولب فْ الرباط» وتقديرا لمنجزه في الشعر كما في الحياة.