أزيد من 70 قتيل في أحداث شغب شهدتها مباراة كرة قدم اتهامات للأمن حديث عن مؤامرة لإجهاظ الثورة جلسة صاخبة في البرلمان مطالب برحيل المجلس العسكري توقع مسيرات حاشدة اليوم الجمعة تعليق كل الأنشطة الرياضية وإعلان الحداد لم يكن حتى أكثر المتتبعين تشاؤما يتوقع أن تتحول مباراة في كرة القدم بمدينة بور سعيد المصرية، إلى مجزرة حقيقية سقط فيها، حسب آخر حصيلة، 74 قتيلا، وإصابات متفاوتة الخطورة من نصيب حوالي 256 آخرين، وإشعال النار في ملعب القاهرة الدولي الشهير .. وانزلاق مصر كلها في حالة من الانفلات غير مسبوقة، تهدد بنسف كل ما حققته الثورة المصرية ويبدو أن التحذيرات التي أطلقتها العديد من الجهات من احتمال انفجار للوضع في أرض الكنانة ، تزامنا مع الذكرى الأولى لانطلاق الثورة ، لم تكن مجانبة للصواب، فقد طفت على السطح قبل الأربعاء الأسود ، حوادث النهب واستهداف المنشآت العامة واعتراض سبيل المواطنين ، مما أشاع جوا من عدم الاستقرار، غدته الأنباء المتواثرة حول وجود مخطط لقلب الأوضاع ، تستفيد منه الجهات التي لا تريد أن يحدث انتقال كامل نحو نظام ديموقراطي في البلاد هذه المعطيات، هي التي جعلت مختلف التحاليل التي حاولت سبر غور ما حدث في مباراة لكرة القدم، بين فريق العاصمة الأهلي وفريق المصري البورسعيدي، تضعه في السياق العام لما يحدث في البلاد، وليس فقط ضمن سياق مشاحنات بين جماهير متعصبة أدت إلى هذه النتيجة الأخطر من ذلك أن التطورات التي رافقت هذه المأساة تنبئ باحتمال خروج الوضع عن السيطرة، بعد الإعلان عن مسيرات حاشدة يومه الجمعة، وتزايد حدة المطالب المنادية بإقالة حكومة الجنزوري والمجلس العسكري الذي يتولى تسيير شؤون البلاد منذ تخلي حسني مبارك عن منصبه، فإلى أين تسير مصر؟ شريط الأحداث : تعددت الأسباب والموت واحد قبل أيام من مباراة فريق الأهلي ، القاهرة ، والمصري، بور سعيد، كانت التوقعات تحذر من مواجهات بين جمهوري الفريقين ، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه المواجهات بين الفريق البورسعيدي وفريقي العاصمة، الأهلي والزمالك، كما أن التحذيرات ربطت بين ما حصل في مباريات سابقة في كرة القدم ، وحالة الغليان التي تعيشها البلاد منذ مدة ، لذلك توقع المهتمون أن الأجهزة الأمنية ستضع في اعتبارها هذا السيناريو ، وستحاول منع وقوعه أو على الأقل التقليل من حدته، غير أن ما حدث فاق ما توقع أكبر المتشائمين ومما يدل على حالة الانقسام الحاد الذي تعرفه مصر، أن الأسباب التي أدت إلى هذه المجزرة غير متفق عليها ، وهو ما جعل النائب العام يتولى شخصيا ملف التحقيق في هذه الجريمة ، ولو أن المصريين اعتادوا فتح تحقيق في أحداث دامية دون نتيجة وبالعودة إلى شريط الأحداث والروايات المتعددة، فقد ذكر أن حكم المباراة ، ما أن أطلق صفارة النهاية في لقاء عرف فوز المصري بحصة 1-3 ، حتى نزل مشجعوا الفريق المضيف والفائز بالآلاف إلى الملعب واتجهوا صوب منصة جمهور فريق الأهلي الضيف ، وبدأت المجزرة ، كما توجه عشرات صوب لاعبي الأهلي الذين لقوا بعض الحماية من طرف بعض رجال الأمن وإداري الفريق المنافس، وأصيب بعضهم إصابات خفيفة أما السبب الذي دفع جمهور فريق فائز ليهجم على جمهور فريق خاسر، فقد قالت إحدى الروايات إن جمهور المصري استاء من بعض الشعارات التي رفعها جمهور الفريق المنافس، ومن لافتة تقول إن مدينة بور سعيد ليس فيها رجال، وغيرها من الشتائم، فحدث ما حدث لكن روايات أخرى ذكرت أن التحضير للهجوم على جمهور الأهلي تم قبل أيام وربما أسابيع، وقد شهدت بعض المواقع الاجتماعية تحذيرات لمشجعي الأهلي من أن تمة مجزرة يجري الإعداد لها ستطالهم ، ومنها رسالة بثها شاب يدعى أحمد عثمان على موقع فيسبوك جاء فيها « لو جاي على بور سعيد ...اكتب لأمك وصية» ويرى أصحاب الرأي الثاني أن جمهور الأهلي بات مستهدفا في الآونة الأخيرة ، فقد كان في مقدمة الذين تظاهروا ضد مبارك إبان الثورة ، وعرفت المباريات التي لعبها ترديد شعارات ضد المجلس العسكري ومطالبته بتسليم السلطة للمدنيين ، كما أن بعض جمعياته أعلنت عن عزمها تنظيم مسيرة ضد المجلس العسكري ، وهو ما دفع محللين للإعلان عبر بعض الفضائيات بأن هناك سيناريو لتصفية « الألترات» التابعة لفريق الأهلي ويعضد هؤلاء رأيهم بالمشاهد التي بثتها القنوات المصرية، والتي تظهر كيف فسح رجال الأمن المجال لمشجعي فريق المصري للنزول إلى الميدان ، وغياب مدير أمن بور سعاد، والمحافظ والتراخي الأمني بشكل عام قيادات حزبية وشبابية: أحداث بورسعيد مدبرة وتصفية للحسابات وفي تعليها على ما حدث، أشارت كل من جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الغد، وحركة 6 إبريل، إلى أن أحداث بورسعيد «عمل مدبر»، فيما اتهمت جماعة الإخوان المسلمين «فلول النظام السابق» بتدبير الأحداث. أما «حركة 6 إبريل» فقد اتهمت على لسان المتحدث باسمها قوات الأمن بتدبير الحادث، وحمل قوات الأمن المسؤولية كاملة عن هذه الأحداث وقال:«إن ما حدث تصفية حسابات يهدف إلى نشر الفوضى المنظمة في ظل إيقاف عمل قانون الطوارئ»، مضيفا، أنه «فرصة للثورة المضادة لتحاول الانقضاض على الثورة». حريق في ملعب القاهرة اندلع حريق في ملعب القاهرة مساء الاربعاء عقب انتهاء الشوط الاول لمباراة بين فريقي الزمالك والاسماعيلي غير أنه تمت السيطرة عليه سريعا. ونتج الحريق عن اشعال جمهور فريق الزمالك لافتات كانوا يحملونها تعبيرا عن غضبهم لما حدث في بورسعيد، وقد بثت القنوات المصرية صورا للحريق الذي شب في أعرق ملاعب مصر ،وكاد أن يؤدي إلى كارثة أخرى لولا أنه تمت السيطرة عليه بسرعة ، وقد تم توقيف المباراة بعد نهاية الشوط الأول أولى القرارات ..لارياضة بعد اليوم ، اعتزال كبار لاعبي الأهلي وإقالة الاتحاد المصري لكرة القدم في أولى القرارات التي أعلن عنها بعد مجزرة بور سعيد ، تقرر تعليق الدوري المصري إلى موعد غير محدد ، كما تقرر تجميد كل الأنشطة الرياضية حتى إشعار آخر ، فيما أعلن لاعبون كبار في صفوف الأهلي مثل أبو تريكة وعصام متعب اعتزال اللعب بصفة نهائية وقد عقد مجلس الشعب جلسة عاجلة بعد ظهر أمس الخميس لبحث احداث بورسعيد، حيث أعلن رئيس الوزراء كمال الجنزوري في بيان ألقاه أمام المجلس انه «قبل استقالة محافظ بورسعيد». وقال الجنزوري انه اتخذ عدة قرارات الخميس في حق المسؤولين من بينها «قبول استقالة محافظ بورسعيد». وأضاف أنه قرر أيضا «إقالة رئيس وأعضاء مجلس اتحاد كرة القدم وإحالتهم للتحقيق». وتحدث العديد من النواب متهمين الامن بالتقصير وبعدم توفير الحماية للمشجعين. المجلس الاعلى للقوات المسلحة يعلن الحداد ثلاثة ايام أعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحداد العام في جميع إنحاء مصر اعتبارا من أمس الخميس وحتى غد السبت وتوجه المجلس في بيان له نشره على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي «بخالص التعازي لأسر ضحايا الأحداث الموسفة التي شهدتها مدينة بورسعيد». وأشار المجلس في بيانه الى أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق من كافة الجهات المعنية للوقوف على الأبعاد المختلفة لتلك الأحداث، والكشف عن المتورطين في أحداث المباراة. سفارات مصر بالخارج تعلن الحداد أصدر وزير الخارجية المصري قرارا بتنكيس الأعلام المصرية في جميع سفارات وقنصليات مصر في جميع أرجاء العالم ، وذلك بدءا من أمس وحتى مساء السبت القادم. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية قد تم أيضا تنكيس جميع الأعلام المرفوعة فوق وداخل مقر وزارة الخارجية. تراجع بورصة القاهرة تراجعت بورصة القاهرة 6,4 % خلال جلسة صباح الخميس غداة المواجهات الدامية اثر مباراة في كرة القدم في بورسعيد. وتراجع المؤشر المرجعي في البورصة 688 ،4 نقطة عند الافتتاح الى 471 ،4 خلال الصباح. وكانت البورصة المصرية شهدت انتعاشا في الأيام الأخيرة ، لكن ما حدث في بور سعيد زاد من مخاوف المسثتمرين ووجه ضربة أخرى للاقتصاد المصري إغلاق ميدان التحرير ومنطقة ماسبيرو أمام حركة السير بعد المجزرة توقع المتتبعون تصاعد حدة المظاهرات المنددة بالانفلات الأمني في البلاد ، وأولى مؤشرات ذلك جاءت أمس بعد أن أغلق المعتصمون بميدان التحرير الميدان صباحا أمام حركة السيارات احتجاجا على أحداث بورسعيد وفى السياق نفسه قام معتصمو ماسبيرو ، مقر الإذاعة والتلفزيون المصري ، باغلاق طريق كورنيش النيل فى الاتجاهين احتجاجا على ما حدث في بورسعيد، مطالبين بتطهير وإعادة هيكلة وزارتى الداخلية والإعلام. بلاتر: «يوم أسود لكرة » والكاف يعلن الحداد فى مباريات كأس إفريقيا اعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر بأن كارثة مدينة بورسعيد المصرية «يوم أسود لكرة القدم» وقال بلاتر في بيان له : «أشعر بصدمة شديدة وحزن عميق بعد علمي أن عدد كبير من مشجعي كرة القدم قد لقيوا حتفهم أو تعرضوا للاصابة هذا المساء بعد مباراة أقيمت في مدينة بورسعيد» وختم البيان«إنه يوم أسود لكرة القدم. هذه الأحداث الكارثية تفوق الخيال ويجب ألا تحدث أبدا.» كما أبدى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» تعاطفه مع الضحايا ، وأعلن عبر موقعه الرسمي أن عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المتواجد حاليا في مالابو بغينيا الاستوائية قد أرسل برقية عزاء إلى الاتحاد المصري تؤكد أن كرة القدم الإفريقية في حالة حداد وقرر حياتو الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الضحايا قبل مباريات الدور ربع النهائي من كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والجابون. الاستعداد لتظاهرات جديدة ضد المجلس العسكري اججت مجزرة بور سعيد غضب الحركات الشبابية المصرية تجاه المجلس العسكري الحاكم الذي يتهمونه بالوقوف وراء «هذه المذبحة» ويحشدون لمسيرات جديدة ضده في ميدان التحرير. وفيما تسود حالة من الترقب في البلاد خشية وقوع مواجهات خلال المسيرات التي اعلن عنها «التراس» (مشجعو) الاهلي والحركات الشبابية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، بدأ المجلس العسكري «اجتماعا طارئا بكامل هيئته لبحث الاجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الاحداث المأساوية»، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية. وقام عشرات من الالتراس الذي لعبوا دورا مهما اثناء الثورة على مبارك، بمسيرة صباح الخميس من أمام مبنى التلفزيون في ماسبيرو إلى ميدان التحرير المجاور الذي اغلقت مداخله وتوقفت حركة سير السيارات فيه الصحف المصرية : ما حدث مجزرة اجمعت الصحف المصرية الخميس على وصف احداث بورسعيد ب «المجزرة». وعنونت صحيفة الوفد الناطقة بلسان حزب الوفد الليبرالي «مجزرة في بورسعيد تقاعس الداخلية في تأمين المباراة وراء الكارثة». وقالت صحيفة الشروق المستقلة ان «جهة سيادية حذرت مدير امن بورسعيد قبل المباراة من وصول مجموعة من المسجلين الخطرين الى بورسعيد». وعنونت صحيفة المصري اليوم المستقلة «سيناريو الفوضى».