استضاف النادي الثقافي والفني وأساتذة وأطر الإدارة وتلاميذ مؤسسة ثانوية الشيخ محمد المكي الناصري التأهيلية بتطوان، الكاتب المغربي عز الدين التازي، وذلك مساء يوم الجمعة 20 يناير. اللقاء يدخل في سياق الأنشطة الثقافية والتربوية التي سطرها النادي الثقافي بتنسيق وتعاون مع المؤسسة، برسم الأنشطة الثقافية والتربوية لهذه السنة. وقد شاركت في هذا اللقاء الهام إلى جانب الكاتب المغربي عز الدين التازي، الأستاذة فاطمة الميموني التي أدارت اللقاء. بعد كلمة السيد مدير المؤسسة التي شكر عبرها عبد الكريم الطبال، وكذا الحضور والأساتذة وجمعية آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة الذين أبدوا استعدادا ملحوظا للانخراط في كل المبادرات الثقافية؛ تناولت التلميذة «نجية بن يعيش» الكلمة متحدثة بالنيابة عن تلاميذ المؤسسة، فشكرت اللجنة التنظيمية على كل المجهودات التي بذلتها في سبيل إخراج هذا اللقاء الذي يشكل حدثا بالنسبة للتلاميذ. كما لم تفتها الفرصة للترحيب بالكاتب المغربي عز الدين التازي. في سياق تقديمها للكاتب المحتفى به، قالت الأستاذة فاطمة الميموني: إن بداية الكتابة لدى عز الدين التازي،انطلقت خلال خلال الستينات، وأشارت إلى أن عز الدين التازي من أبرز الكتاب المغاربة الذين ساهموا في تطوير المشهد الإبداعي المغربي إلى جانب باقي الكتاب المغاربة على سبيل الذكر: إدريس الناقوري، أحمد بوزفور، الخمار الكنوني، احمد المديني وأسماء مغربية أخرى لازالت حاضرة في مدونة الإبداع المغربي. وفي مقاربتها للموضوعات التي تحضر في أعمال عز الدين التازي الروائية والقصصية، قالت فاطمة الميموني: إنها كثيرة ومتنوعة، مكتفية بالتركيز على فضاء المدينة، إذ أكدت أن القارئ يدرك هذا الهاجس من خلال تنوع صور المدينة في نصوصه السردية، مشيرة في هذا الصدد إلى هذه الفضاءات من خلال نموذج: الرباط، فاس، طنجة، أصيلة. وللتأكيد على صدقية هذا الرهان، دعت الجميع للعودة إلى أول إصدار روائي للتازي الذي يحمل عنوان: «أبراج المدينة». وعن السمات التي تميز الكتابة لدى التازي قالت الميموني: إن كتابته تسعى إلى تجاوز تقليد المنجزالإبداعي المغربي، كما تعمل على تكسير الحدود القائمة بين الأجناس الأدبية، في أفق إيجاد كتابة تجريبية، تقوم على تقنيات السرد و التنويع وإضفاء طابع الفرادة والمغايرة على أعماله الأدبية. كما أشارت إلى طابع التعدد من حيث المستوى الفني الذي يميز أعماله الأدبية التي كثيرا ما تخلخل أفق القارىء بأبنيتها وأشكالها ومستوياتها اللغوية. وبعد ذلك أعطيت الكلمة للكاتب المغربي عز الدين التازي الذي عبر عن سعادته بالحضور في هذا اللقاء والاقتراب من جمهور المتعلمين،قصد تكسير الصمت ومد جسور التواصل. مضيفا أنه لا يحب أن تكون للكاتب صورة مثالية، وإنه ينبغي عليه أن يكون قريبا من جمهور القراءة والمجتمع. وأضاف أنه يؤمن بالبساطة ويتشبع بروح القراءة. وعن الكتابة، اعتبرها عملية إبداعية يسعد بها، ومن خلالها يقدم للقراء درجة التخييل حول المجتمع المغربي. وعن تجربته في الكتابة، قال إنه بدأها مع الشعر، لكنه سرعان ما أدرك أن الشعر لا قيمة له، لذلك انتقل إلى الكتابة السردية، مضيفا أنه كتب قصصا قصيرة في وقت مبكر وأرسلها بدون توجيه من أي أحد. وأكد أن القراءة هي الزاد الأول موضحا أنه قي قراءته يتجاوز القراءة البسيطة المستهدفة ويتطلع إلى الأبعد. وعن صداقاته الإبداعية الأولى خلال مرحلة الجامعة قال التازي: إن حياته عرفت مرحلتين: - المرحلة الأولى: حينما التقى مع طلبة شبان يكتبون القصة، فتكونت بينه وبينهم صداقات. وكشف التازي أن هذا الأمر زاده تشجيعا. - المرحلة الثانية: اكتشافه لأساتذة يمثلون الحداثة. فكانوا يصاحبون الطلبة، ويتعاملون معهم ويتعاقدون على النشر المشترك. وقال متوجها بالقول إلى التلاميذ- في معرض حديثه عن الكتابة- أن من أراد أن يدخل مجال الكتابة، عليه بقراءة المتون الأدبية. وعن تجربته في القراءة، قال التازي: إنه بدأ يقرأ ، مجلة الآداب اللبنانية، والدراسات نقدية والقصص القصيرة، وأكد أنه كان يكتشف العالم. وعن طبيعة العلاقة بين القراءة والكتابة أشار الروائي المغربي عز الدين إلى أنها جدلية. وعند انتهاء اللقاء، فتح باب المناقشة بين التازي والتلاميذ والأساتذة. وقد مر اللقاء في أجواء علمية لقيت استحسان الجميع. بعد ذلك أقيم حفل شاي من قبل إدارة الثانوية على شرف الكاتب المغربي عز الدين التازي.