حقق المنتخب المغربي فوزا معنويا صغيرا، وجاء على حساب منتخب النيجر (1 - 0) يوم الثلاثاء بليبروفيل، برسم الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة، ضمن الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2012 في كرة القدم، ليغادر بالتالي النهائيات بعد أسوأ مشاركة له في المونديال الإفريقي. وافتقد اللاعبون المغاربة مرة أخرى للفعالية أمام شباك منتخب النيجر، الذي كان الفوز عليه في المتناول. وأمام عجز العناصر الوطنية على تجسيد السيطرة الميدانية إلى أهداف، بدأ الخصم يستعيد الثقة في النفس شيئا فشيئا، بل وهدد مرمى الحارس محمد أمسيف في بعض الفترات، قبل أن يتمكن المنتخب المغربي من تسجيل هدف الإمتياز. وعمد الناخب الوطني، البلجيكي إريك غيريتس، إلى نهج خطة تكتيكية حضر فيها عنصر الحيطة والحذر لمواجهة خصم اعتمد كثيرا على مؤهلات مهاجمه الوحيد، موسى مازو، لتحقيق الفارق. وخاض غيريتس بداية المباراة بخطة دفاعية، مع وضع مروان الشماح كرأس حربة في خط الهجوم. كما عرف اللقاء إشراك وجوه جديدة كحارس المرمى محمد أمسيف وعبد الفتاح بوخريص ومصطفى لمراني في الدفاع. وكانت هذه التغييرات اضطرارية في غياب المهدي بنعطية لجمعه إنذارين، وأملتها أيضا الرغبة في تجريب عناصر جديدة. ونجح المنتخب المغربي في فرض سيطرته الميدانية مع الضغط على حامل الكرة، واعتماد التمريرات القصيرة مع بناء عمليات هجومية خاطفة في محاولة لخلق ثغرات في الخط الدفاعي لمنتخب النيجر. وكان بإمكان العناصر الوطنية افتتاح حصة التسجيل منذ الدقيقة الثالثة، بعد تمريرة عرضية من بوصوفة مررها بدوره ليوسف حجي بضربة رأسية ومن بعده الشماخ في اتجاه العميد حسين خرجة الذي لم يكن موفقا، تلتها محاولة ثانية في الدقيقة 16، بعد أن تلقى الشماخ كرة من تمريرة في العمق وبات وجها لوجه مع الحارس، لكن لم ينجح في السيطرة على الكرة. في المقابل، وظفت عناصر منتخب النيجر، الذي كان محدودا على المستوى التقني، ولم يكن لديه ما يقدمه على هذا المستوى، كل إمكانياتها لكي تخرج بأقل الخسائر في ثالث مباراة وفي أول مشاركة لها في الكأس الإفريقية. وكاد الفريق النيجيري أن يحدث المفاجأة في مناسبتين بتهديده بشكل جدي مرمى الحارس أمسيف في الدقيقتين العاشرة بواسطة هارونا أوليفيي، لكن أمسيف سيطر على الموقف و27 عن طريق موسى مازو، الذي تلقى تمريرة من العمق وكان حرا طليقا، ولحسن حظ الفريق المغربي ارتطمت تسديدته القوية بالعارضة. واستهل الفريق النيجيري الجولة الثانية بتهديد جديد لمرمى الحارس أمسيف، من خلال كرة ثابتة سددها بقوة هارونا أوليفي من على بعد 30 مترا، لكن الحارس المغربي تصدى لها ببراعة ليحولها إلى الزاوية. في المقابل أهدر الفريق الوطني فرصتين ثمينتين أمام مرمى الحارس دادوة كاسلي، بواسطة كل من مروان الشماخ (51) ومبارك بوصوفة (52). بيد أن الفريق المغربي تنفس الصعداء بعد توقيع يونس بلهندة هدف الخلاص بقذفة قوية ومركزة في الدقيقة 79 خدعت الحارس داودة، وهو الهدف الذي دفع بمنتخب النيجر إلى ممارسة ضعط على خط الدفاع المغربي بحثا عن التعادل. ومكن هذا الإنتصار المعنوي الصغير المنتخب المغربي من كسب ثلاث نقاط، ليحتل بذلك المركز الثالث في مجموعته وراء منتخبي الغابون (9 ن) وتونس (6 ن)، فيما حل منتخب النيجر رابعا بدون رصيد. وكان المنتخب المغربي قد انهزم أمام المنتخبين التونسي 2 - 1 والغابوني 3 - 2. تصريحان إريك غيريتس (مدرب المنتخب المغربي): أتيحت لنا ست أو سبع فرص للتسجيل، لكننا أضعناها. كان بإمكاننا الفوز على الأقل بثلاثة أهداف، آلمني جدا ضياع هذا العدد من الفرص. لقد ترسخت عدم الفعالية في طريقة لعبنا. علما بأننا ناقشنا الأمر قبل انطلاق المباراة. في تظاهرة ككأس إفريقيا يعد خلق ثلاث أو أربع فرص لتسجيل هدف واحد أمرا سلبيا وهذا يتم دفع ثمنه غاليا. إضافة إلى ذلك استقبلت شباكنا خمسة أهداف في مبارتين بسبب أخطاء فردية. منذ بداية إشرافي على تدريب المنتخب المغربي منذ 15 شهرا حاولت إيصال فلسفتي في اللعب للاعبين والتي تعتمد على تمرير الكرة. وقد استعدنا الكثير من الثقة في النفس بفضل المستوى الذي أبانت عنه التشكيلة، واعتقدنا أن بإمكاننا الذهاب بعيدا في الكأس القارية شريطة الالتزام بأسلوب لعبنا وعدم مجاراة الخصوم، الذين يعتمدون أكثر على القوة البدنية، ويبدو أننا لم نكن في أتم الاستعداد بعد لخوض هذه المسابقة كما كنا نظن. بالإضافة إلى كل هذا فالكثير من اللاعبين يشاركون في النهائيات القارية لأول مرة، وبالنسبة إليهم كانت هذه فرصة للوقوف على خبرتهم. سأشرع منذ الغد في الحديث مع اللاعبين لأنني أريد أن أتحمل مسؤولياتي كاملة. رولاند كوربيس (مدرب منتخب النيجر): إنها مباراة من الصعب جدا تحليلها. المنتخب المغربي يتوفر على مجموعة جيدة وفوزه علينا كان مستحقا. لقد بلغنا هدفنا من هذه النهائيات وهو المشاركة المشرفة. نتوفر على تشكيلة قادرة على خلق متاعب جمة لمنتخبات إفريقية كبيرة. سنعمل على دراسة هذه التجربة بغية التقدم إلى الأمام. اللقاء الوحيد الذي كن له أثر سلبي على معنوياتنا هو ضد منتخب الغابون، حيث صعب مهمتنا وخرجنا منه بثلاث إصابات، واحدة منها خطيرة وبطاقة حمراء.