انتهت فعاليات مهرجان طنجة السينمائي في دورته 13 بتتويج فيلم «على الحافة» للمخرجة ليلى الكيلاني ولأنني لم أحضر فعاليات المهرجان ، رغم نيتي بالحضور والنية في الحال هذه لا تنفع ولأن لدي خصلة مذمومة (التبركيك) بسبب حبي للسينما أو غيرتي عليها أو منها لا أدري فقد تتبعت عن بعد ما جرى وطرا في الكواليس كأي عجوز منبوذة ، فألفيت الرداءة هي عنوان الدورة، لغياب عملية الفرز الأولي، كما أعلنت جمعية النقاد السينمائيين. لذا كان التفاوت الفني السمة الطاغية ، وهي مسألة لا نجد لها مسوغا سوى حرص المنظمين على عدم إقصاء أي فيلم ، لعلمهم يقينا أن المهرجانات هي المناسبة الوحيدة التي يمكن أن يشاهد فيها المواطن تلك الأفلام (المغربية) ، وهذا في نظري فيه من التزلف والمحاباة كما هو الحال دائما بين أفراد العصابة الواحدة من باب أنصر أخاك ظالما أو مظلوما . وهذا ما يجعل المستوى يبرح مكانه، ويجعل السينما لا ترقى إلى مستوى تطلعات الجمهور العادي فما بالك بالمتمرس ذي المعايير الفنية والرؤية النقدية . وإلى أن يشاهد الآخرون ممن لم تسمح لهم الظروفُ الحجَّ إلى مدينة البوغاز تلك الأعمال إن تمكنوا من ذلك علما أن إمكانية المشاهدة نسبتها ضعيفة خارج المدن الكبرى ، ستبقى الأفلام الفائزة بين قوسين إذّاك سيكون لكل حادث حديث. انتهت إذن فعاليات الزرود و(القصاير) بعد أن اجتاح فنادق وشوارع ومقاهي وحانات درة الشمال لأيام معدودات ثلة من المنتشين الفرحين، والغاضبين والمغضوب عليهم من المهتمين بالسينما، مخرجين و فنيين وممثلين و نقاد ، ومدعين، وأصحاب (التلصاق) ولو حضرت لكنت واحدا من هذه الفئة الأخيرة فكثر القيل والقال و(التعياب) وهي أمور ليست مبتدعة ، بل ألفناها في مهرجاناتنا ، لكن أن تصل الخسة والنذالة بالبعض إلى التشهير بزملائهم ، والطعن في الأعراض ، والضرب تحت الحزام ، أمر يجعلنا نطرح أكثر من سؤال أكثرها إلحاحا : إلى أين ؟ وإلى متى ؟.. ففي الوقت الذي كان على المهتمين بالشأن السينمائي أن يتكاتفوا من أجل السير قدما بهذا الفن الراقي واجتثاث الأعشاب الطفيلية من المجال، خصوصا في ظل ارتفاع أصوات الشارع المغربي المُطالِبة بمحاسبة المفسدين بهدف حماية المال العام، وكذا من أجل الرفع من المستوى الفني لأعمال سينمائية قد تصبح يوما ما مُدرة أو على الأقل قد تستعيد بعضا من المال المستثمر فيها .. يأبى البعض إلا أن يعبد الطريق إلى طنجة بأفلام تنشد الطريق بالسينما إلى مكان آخر.. ونحن الذين رزئنا في شيء اسمه الفن السابع كما رزئنا في مسرحنا وهلم رُزءا في باقي الفنون نقول: إن السينما المغربية على شفا حافة ولا ينقصها أن يتكالب عليها أصحابها بأن يأبن هذا ذاك ، وينعت فلان علانا بكون مجبوسا (ولمن لا يعرف معنى الكلمة فليعد إلى لسان العرب) .. وبعد أن نُعتت السينما المغربية بسينما الجنس وقلة الحياء ، سنجد غدا من سينعت السينمائيين أنفسهم بالشذوذ وليس ذلك ببعيد ..