لم تمنع رداءة الطقس والتساقطات المطرية التي عرفتها الحاضرة الإدريسية يوم الجمعة الماضي، احتجاج سائقي سيارات الأجرة بفاس، الذين شلوا حركة المرور لأكثر من سبع ساعات، حيث قاموا بركن سياراتهم وسيارات زملائهم على جنبات الطريق بعدما أرغموا أصحابها تارة بالحوار وتارة أخرى ، بالقوة على الامتثال لنداء التنسيقية المحلية لقطاع سيارات الأجرة الصغيرة بفاس، القاضي بالانخراط الكلي و«الفعال» في هذه المعركة المصيرية، كما جاء في نص البيان الذي حصلت الجريدة على نسخة منه، مما خلق نوعا من الفوضى وعرقلة حركة السير، وتعطيل مصالح المواطنين والمرضى منهم ، طيلة اليوم. جاء هذا الإضراب، حسب تصريحات أحد المضربين (ك - م) للجريدة ، نتيجة عدم تجاوب المسؤولين مع الملف المطلبي من جهة، وبسبب الإنزال القسري للدورية المشتركة بين وزارتي النقل والصحة، التي تضمنت شروطا مجحفة في ما يخص الفحص الطبي للسائق المهني من جهة ثانية، بالإضافة إلى رفض الجهات المعنية الرضوخ لمطالب هؤلاء المتعددة والعالقة منذ سنوات، كما أن وضعية سائقي الأجرة في تدهور مستمر. وتحول مقر مديرية التجهيز المتواجد على مستوى شارع الجيش الملكي، إلى قبلة للسائقين الغاضبين، وهم يرددون مجموعة من الشعارات المنددة ضد الحيف الذي يطالهم جراء القرارات المجحفة، التي ألزمت المهنيين بعض الرسوم إضافية على ما كان عليه، إلى جانب الملف الطبي الذي يتضمن أكثر من 9 وثائق من أجل الحصول على شهادة طبية، التي أصبحت إلزامية بموجب القانون الجديد، مجددين مطالبة المسؤولين بمحاربة اقتصاد الريع، والضرب بيد من حديد على نشاط النقل السري، مع تمكين القطاع من مطالبه المشروعة، الرامية إلى تعديل العقد النموذجي من خلال فرض إلزامية تجديد العقود القديمة بالعقد الجديد دون قيد أو شرط، وإعادة العمل بنظام الكوطا، بما يسمح باستفادة السائقين القدامى من رخص المأذونيات. وقد عمد أزيد من 500 سائق سيارة أجرة صغيرة بفاس ، إلى شل حركة المرور على مستوى مدار ملتقى شارع علال بن عبد الله والجيش الملكي وشارع الحسن الثاني، نتيجة تكدس مجموعة السيارات بمختلف أحجامها على جنبات تلك الشوارع المتقاطعة مع مكان الاحتجاج. كما لم تستطع وسائل النقل الأخرى التخفيف من حالة الاحتقان، التي خلفها احتجاج سائقي السيارات الأجرة، حيث وجد الفاسيون صعوبة في التنقل، واضطر العمال والمستخدمون والموظفون إلى المشي على الأقدام، لتدارك الموقف، وتفادي المزيد من التأخير، بعد طول انتظار، وسط غضب التلاميذ، الذين استحال عليهم الوصول إلى مقرات دراستهم أو العودة الى بيوتهم، بعدما نجحت النقابات الثماني في معركتها النضالية، بحيث أصر منخرطوها على مواصلة احتجاجاتهم باللجوء إلى وسائل نضالية أخرى إلى حين الاستجابة لمطالبهم ومراجعة مدونة السير التي يعتبرها أكثر من مصدر نقابي «مجحفة».