اعتبر الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري أن أول اختبار للحكومة الجديدة في المجال الهوياتي هو تطبيق النص القانوني لأكاديمية محمد السادس للغة العربية، و أكد أن تعطيل تطبيقه ألحق أضرارا كبيرة باللغة العربية، إذ عطل، في نظره، مسيرة النهوض بها و هز الثقة فيها. و كان الفاسي الفهري الباحث في حقل اللسانيات يتحدث في عرض من تنظيم جمعية اللسانيات بالمغرب، تحت عنوان» أكاديمية اللغة العربية : الآن و لماذا؟» احتضنته قاعة محمد المنوني بكلية الآداب و العلوم الإنسانية أكدال بالرباط بعد زوال الإثنين 23 يناير الجاري. و تطرق المحاضر إلى مواضيع ترتبط بالمسالة اللغوية في المغرب كالتنوع اللغوي و التعريب مركزا على ما يتصل بأكاديمية اللغة العربية. حدد الفاسي الفهري مفهوم أكاديمية اللغة بأنها مؤسسة تدبيرية لشؤون اللغة يتحلى الفاعلون فيها بميزتين هما الكفاءة العالية بما يجعلها مؤسسة ذات سلطة مرجعية، و القدرة على تدبير قضايا اللغة. كما حدد أهدافها في النهوض بالعربية و التعريب و كذا تحسين وضعيتها في مختلف مناحي الحياة بما فيها التعليم لأجل جعلها لغة مستعملة و اقتراح التشريعات التي تمكن من ذلك. و انتقل المحاضر، في معرض كلامه، إلى الحديث عن مسار صدور النص القانوني لأكاديمية اللغة العربية الذي رأى النور سنة 2003. و تحدث بتفصيل عن لجنة التربية و التكوين التي تأسست سنة 1999 بهدف رسم سياسة لغوية واضحة. و شرح الفاسي الفهري الذي كان عضوا في هذه اللجنة دواعي التفكير في إنشاء مؤسسة تعنى باللغة العربية معتبرا أن معهد التعريب لم يكن في مستوى يسمح له بترجمة أهمية اللغة العربية بما هي رمز أساسي من رموز السيادة. و تحدث عن إسهامه في هذه اللجنة التي نصت مقترحاتها، حسب كلامه، على ترقية معهد التعريب ليصبح معهدا عاليا تابعا للوزارة الأولى و إحداث مجمع للغة العربية و إنشاء أكاديمية للغات. و قال إنه تحفظ على هذه المقترحات و قدم ورقة اقترح فيها تصوره القاضي بأن تسمى المؤسسة بالأكاديمية و أن تكون تابعة للملك و أن تحترم مبدأ التعاقد و ليس الديمومة. و هي المقترحات التي حظيت بموافقة الملك الراحل الحسن الثاني كما أكد الفهري. و أضاف أنه لا يفهم كيف تجرجر اللغة العربية في بلد الأغلبية الساحقة لسكانه ناطقون بالعربية، و دعا إلى أن يكون تفعيل الأكاديمية أولوية. و تطرق، أيضا، إلى مسألة التعريب الذي اعتبر أنه لم يكن في يوم من الأيام إيديولوجيا و إنما طبيعيا و تحرريا كان الهدف منه التخلص من لغة المستعمر، و قال إنه لم يهدف إلى تعريب الأمازيغ. و أضاف أنه لا يعقل التراجع عن التعريب، فاللغة العربية توحدنا، كما أن الأمازيغية تجمعنا و لا نريد أن تفرقنا حسب قوله.