أكد جل المتدخلين ، من سلطة إقليمية وفعاليات المجتمع المدني وممثلي قطاعات حكومية ذات الاختصاص الاجتماعي، خلال اليوم الدراسي الذي عقد مؤخرا بمقر عمالة إقليم مديونة ، على ضرورة اقتسام المسؤولية بين كل الفرقاء والفاعلين من أجل إعطاء الانطلاقة الفعلية للمواكبة الاجتماعية للمشروع السكني الكائن ببلدية الهراويين لإعادة إيواء قاطني الحي الصفيحي كاريان سنطرال، وأوضحت المداخلات أن ترحيل السكان من فضاء إلى آخر ، خصوصا في ما يتعلق بمشاريع إعادة إيواء قاطني دور الصفيح ، دون الأخذ بعين الاعتبار المعطيات الاجتماعية التي تحكم المجال قد يعد مجرد عملية لإعادة إنتاج الميكانيزمات السائدة سلفا، مما يبين أنه من الضروري تبني المقاربة المجالية من جميع جوانبها في عمليات محاربة السكن غير اللائق، وذلك بمراعاة دور الفاعلين وحجم مختلف المكونات، بما فيها المكونات العمرانية. وأكد المشاركون أن الأهداف المتوخاة من اعتماد مقاربة المواكبة الاجتماعية تكمن في ضمان نجاح عملية إعادة إسكان قاطني كريان سنطرال بجماعة الهراويين والمنجزة من طرف شركة العمران بالبيضاء في جميع جوانبها التقنية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال إعداد كل سبل النجاح ، خاصة وأن المشروع اعتبر في طور نهاية الأشغال على مساحة 100 هكتار موزعة على التصنيف التالي :305 بقع لإعادة الإسكان (طابق أرضي + 3 طوابق) و200 بقعة (طابق أرضي + 5 طوابق علوية) وكذا 34 بقعة للأنشطة الاقتصادية (طابق أرضي + طابقين علويين) بالإضافة إلى 31 مرفقا عموميا تهم الميادين التربوية، الاجتماعية والإدارية والصحية، وكذا 9 مرافق خاصة. وتطرق اليوم الدراسي الى المشاكل والصعوبات التي واجهت المرحلين الى المشروع، المتمثلة في صعوبة التأقلم والاندماج بالحي الجديد، سواء من طرف المستفيدين المستقرين أو الذين في طور الاستقرار، وتعود أسباب هذه الصعوبات الى ضعف وبعد الخدمات الأساسية التي في طور الانجاز، وكذا تغيير الإطار الجغرافي والمحيط البيئي ... ومن أجل التصدي لهذه الظاهرة التي من شأنها التأثير على إنجاح المشروع، خلص المتدخلون الى إحداث لجنة محلية وأخرى إقليمية للقيام بهذه المواكبة و السهر على توفير الدعم الممكن واللازم اجتماعيا وتقنيا واقتصاديا، حيث تم تحديد مهام اللجنتين : اللجنة المحلية مختصة في استقبال ومساعدة الأسر المستفيدة والإشراف على عملية التحسيس وكذا رصد حاجيات ومشاكل الساكنة المرتبطة بالاستقرار وتنسيق الجهود من أجل إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة بالاضافة إلى مساعدة الساكنة على إحداث تنظيمات محلية لتأطير القاطنين مع إعداد برامج التربية على المواطنة و دعم السلوك الحضري وتتبع مشاكل الترخيص التي تعترض الملفات المتعلقة بالبناء والحصول على رخص السكن ومواكبة المستفيدين في جميع إجراءات الحصول على الربط بشبكة الكهرباء وبالماء الصالح للشرب، أما اللجنة الإقليمية فمهمتها التنسيق بين جميع المتدخلين في مجال المواكبة الاجتماعية والتقنية بالمشروع والسهر على البت في المشاكل العالقة أو التي يستعصي إيجاد حل توافقي بشأنها من طرف أعضاء اللجنة المحلية، وكذا تتبع عمل هذه الأخيرة المكلفة بالمواكبة الاجتماعية والتقنية للمشروع. وقد تم الاتقاق على تحديد يوم الخميس من كل أسبوع لاجتماع اللجنة المحلية بمقر مركز التأهيل الاجتماعي بالهراويين، وذلك بحضور جميع ممثلي المصالح والجهات المعنية، بالإضافة إلى الدور التنسيقي للوكالة الجهوية للتنمية الاجتماعية بالدار البيضاء التي عبر ممثلها في اليوم الدراسي عن استعدادها للاسهام في نجاح هذه المقاربة الاجتماعية والاقتصادية لتمكين الساكنة من الاستقرار في ظروف ملائمة.