على امتداد الشريط الساحلي من سيدي بوالنعايم إلى مولاي عبد الله، يتعرض البحر إلى عملية استنزاف ممنهجة للثروة السمكية، بسبب إقدام الكثير من الصيادين على استعمال طريقة محظورة قانونيا، وهو الصيد بواسطة الزوادة. ويعاين العديد من المواطنين والسؤولين يوميا الكميات الكبيرة المصطادة بواسطة الزوادة بشاطئ الحوزية الذي تحول إلى سوق كبيرة للسمك، تصطف به سيارات كثيرة تتولى نقله إلى أماكن البيع بالجديدة والدار البيضاء دون حتى إخضاعه للرسوم والمكوس الواجب استخلاصها لفائدة الدولة . واعتبرت مصادر متخصصة في مجال الصيد البحري أن شباك الزوادة اكتسحت بشكل كبير بحر الجديدة منذ أزيد منذ أربع سنوات ، وهي في ملك عدد كبير من الأشخاص يعملون بوظائف عمومية بما في ذلك وظائف أمنية. وأكدت العديد من المصادر التي التقتها «الاتحاد الاشتراكي « أنه يكفي البحث في الموضوع لكشف أعضاء هذه الشبكة التي تستعمل الشباك »القاتلة« والتي راكمت بواسطتها ثروات خيالية، علما بأنه تجري تهيئتها على مساحة كبيرة مما يشكل خطرا على حياة المستحمين ورياضيي ركوب الأمواج خاصة الذي يستعملون الألواح الشراعية. ومن الملاحظ أن هذا النوع من الصيد الممنوع، أصبح يمارس بدرجة عالية من الحرية، في غياب أي رد فعل من مندوب وزارة الصيد البحري الذي يقف متفرجا على تنامي الظاهرة، ولا يحرك ساكنا لتطبيق القوانين التي تحظر هذا النوع من الصيد، ما شجع على تمادي المخالفين للضوابط البحرية في مواصلة إبادة الثروة السمكية بإقليم الجديدة، إذ انقرضت أنواع شتى من الأسماك فيما تعرف أخرى طريقها الى الانقراض كسمك الدوراد. وكانت جهات متتبعة، حملت مندوب الوزارة الوصية على القطاع مؤامرة الصمت التي ينهجها حيال ثروة سمكية أنهكها الجني العشوائي للطحالب البحرية، وتسدد لها شباك الزوادة آخر الضربات القاضية. يشار إلى أن الزوادة عبارة عن شباك ضيقة العيون مصنوعة من خيط النايلون المحظور وطنيا ودوليا، والمشدودة بواسطة حبل سفلي مثقل بكميات كبيرة من الرصاص تكسبه عند جره على الأرض دور جرافة تحصد كل ما تصادفه في طريقها، بما في ذلك الأسماك الصغيرة وبيض الحوت وهو ما يعرض الثروة السمكية بإقليم الجديدة لخطر الانقراض. وتنتشر شباك الزوادة بشكل كبير بالحوزية وبالجديدة، يبلغ ثمن الواحدة منها 7000 درهم. وتثبت في عمق البحر بواسطة عجلة مطاطية وتنشر على مساحة كبيرة، تمنحها القدرة على اصطياد كمية تتراوح بين 100 و1000 كيلوغرام من السمك بما يشبه عملية غربلة للبحر.