إنهم المعذبون فوق الأرض مرضى و مصابون بمختلف الاختلالات النفسية والعصبية محشورون وراء أبواب حديدية موصدة بإحكام وبالجهة الخلفية لهذا القبو سور قصير يعتمده العديد من المرضى للفرار من جحيم الاستشفاء الاعتباطي حيث تسجل عدة حالات فرار وهنا قد تكون بعض الحالات بسيطة ولا تستدعي سوى علاجات وتتبع عادي لكن غالبا ما تتفاقم حالة المرضى بمجرد ولوجهم « حجرة مولاي بوعزة » وليست مصلحة الأمراض النفسية ولعل ضعف الخدمات الطبية لهذه الفئة من المرضى ليس وحده ما يجعل هذه المصلحة خارج اهتمامات القيمين على الشأن الصحي وترك الحبل على الغارب وكان هذه الشريحة من المرضى لا تدخل في خانة الإنسان وهو ما يفسر حشو المرضى داخل حجر مليئة بالأوساخ والقاذورات لينعكس ذلك على المريض حيث انتشار الروائح التي تزكم الأنوف ولعل ما يحز في النفس كذلك هو العجز البين في احترام معايير العلاجات النفسية ونوع التدخلات أما حالة المحكومون بالسجن فان بعضهم يفضل عودته إلى السجن بذل البقاء بهذه المصلحة ووحدهم رجال الأمن المكلفون بالحراسة من يؤدون ثمن هذا الوضع حيث يظلون أثناء الحراسة فوق الكراسي وسط وضع شاد على جميع المستويات دون أن يتوفر لهم الحد الأدنى من ظروف قيامهم بواجبهم المهني .