تمثل غينيا الاستوائية لغزا حقيقيا لكل متابعي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2012، التي تستضيفها البلاد بصورة مشتركة مع الغابون. فالبلد الوحيد الذي يتحدث الإسبانية كلغة رسمية في القارة السمراء، يبدو مجهولا لبقية دول القارة التي تتحدث الإنجليزية أو الفرنسية أو حتى العربية، مع توجه علاقاته السياسية دائما نحو إسبانيا وأمريكا اللاتينية. ويكتمل اللغز على الصعيد الكروي، فمنتخب «نزالانج ناسيونال» (أو الرعد) لم يخض جولة تصفيات كاملة مؤهلة لبطولة الأمم الإفريقية سوى عام 1990، ولم يفعل الشيء نفسه في تصفيات كأس العالم سوى عام 2002، وفي كل الأحوال لم يتأهل من قبل إلى نهائيات أي منهما. ولا تملك الجماهير في العاصمة مالابو وبقية مدن البلاد ما تتغنى به في الساحرة المستديرة، سوى فوز على الجارة العريقة الكاميرون بهدف دون رد في تصفيات البطولة الإفريقية عام 2008، أمن للفريق مركزا ثانيا مشرفا لكنه لم يؤمن المشاركة في العرس الذي استضافته غانا. وبدأ «الرعد» رحلة الاستعداد لأمم إفريقيا بعد الإعلان عن فوزه بشرف تنظيمها، حيث فاز في مباريات قليلة على منافسين متواضعي المستوى مثل تشاد وغامبيا، لكنه خسر مباريات أكثر، كان أبرزها أمام المغرب ومالي والرأس الأخضر وكوت ديفوار. وبشكل متوقع، مال اتحاد غينيا الاستوائية عبر تاريخه إلى المدرسة الإسبانية في التدريب، إلا أن أول مدرب شهير له كان يحمل جواز السفر الفرنسي وهو هنري ميشيل، الذي سبق له تحقيق إنجازات عديدة في القارة السمراء. وبعد استقالة ميشال بداعي التدخل في علمه، تعاقد الاتحاد مع البرازيلي المغمور جيلسون باولو، على أمل تحقيق ما هو أكثر من الظهور المشرف في المجموعة الأولى الصعبة، التي تضم أيضا السنغال وزامبيا وليبيا. ويعتمد الهيكل الأساسي للفريق على عدد من اللاعبين المولودين في إسبانيا، ويحملون جنسية البلدين، أبرزهم القائد رودولفو بوديبو (34 عاما) لاعب إلتشي الإسباني، الذي يتمتع بمشوار طويل مع ديبورتيفو لاكورونيا، ولاعب الوسط خوفينال إديوجو (32 عاما) الذي يتقن تسديد الركلات الحرة، وسبق له أن ظهر في دوري «الليغا» مع فريق ألافيس. كما يبرز المدافع البرازيلي الأصل، رونان كارولينو فالكاو، (26 عاما) الذي يلعب في بلاد السامبا لنادي أمريكا، وخافيير بالبوا (25 عاما) الذي لعب لريال مدريد وبنفيكا من قبل ويلعب حاليا لبيرا مار، وخوان إيبيتييه (35 عاما) مهاجم خيمناستيك مانريسا، الذي يلعب في دوري كتالونيا الإقليمي، وصاحب خمسة أهداف دولية.