تشتكي ساكنة إقامة البركة الكائنة بشارع ابن سينا بالحي الحسني، وتحديدا العمارات 124، 125، 126، 127و 128 من المجموعة السكنية 11، منذ سنوات، من تواجد سوق المتلاشيات أو ما يعرف ب «لافيراي» بالقرب من محل سكناهم. السوق الذي يمتد على مساحة واسعة، يتوفر على عدة محلات تجارية لبيع الخضر والدواجن، الملابس المستعملة، جهة خاصة لبيع قطع غيار السيارات، وعدة ممرات يصعب تجاوزها بعد السادسة مساء لعدم توفر الطاقة الكهربائية، دون إغفال المكان المخصص لرمي النفايات والأزبال، الشيء الذي أثار غضب الساكنة المجاورة ودفعها لرفع شكاية إلى المكتب التابع لمجموعة الضحى السكنية وكذا مقاطعة الحي الحسني دون أي رد من السلطات المعنية. وقد أجمع السكان المتضررون على أن محلات سكناهم أضحت شبيهة بدور الصفيح، فالجرذان اتخذت لها مأوى بسلالم العمارات، وهناك من الأطفال من أصيب بداء «الربو» بسبب التلوث الناتج عن المتلاشيات خاصة بعد عملية إحراقها. وقد صرح عدد من السكان أنهم تلقوا وعودا أثناء اقتناء شققهم، تفيد في مضمونها بأن «السوق سيُزال خلال سنة أو سنتين و سيشيد مكانه مسجد وحديقة، لكنها تطمينات ذهبت أدراج الرياح»، مشيرين إلى أن «هذا التهميش هو نتيجة عدم جدية بعض المسؤولين عن تسيير الشأن العام في تعاملهم مع حرفيي سوق المتلاشيات، الذين غالبا ما يدخل بعضهم في ملاسنات مع السكان». وجاء على لسان آخرين أن «جانبا من السوق يتخذ منحى مخيفا ليلا، حيث يصبح مكانا لبيع الأجساد، مما يفسر الاصطدامات المتكررة والصراعات بين مرتاديها في أوقات متأخرة من الليل، ناهيك عن الكلام القاحش والتلفظ بالكلمات النابية، وكثرة تواجد المعربدين»! وفي السياق نفسه، أفاد أحد السكان المتضررين بأن ضوضاء قوية تعم المكان أثناء عملية تحميل المتلاشيات في الشاحنات دون إغفال سلوكات منحطة كالتبول و قضاء الحاجة في واضحة النهار على مقربة من العمارات لانعدام أماكن صحية مخصصة للغرض مما يسبب الأذى وخدش الحياء العام، مضيفا أن «بعض أصحاب المحلات التجارية يعمدون إلى كرائها قصد استغلالها للمبيت مخالفين بذلك القانون». ومما يزيد المشهد كآبة و قتامة، تواجد مدرسة خاصة للتعليم الأولي تطل على سوق المتلاشيات، فكان من نصيب التلاميذ وأطرها التحصيل والتعليم في ظروف متدنية كالضوضاء غير المنقطع و الروائح الكريهة المنبعثة من السوق التي تزكم الأنوف، لا تساهم بأي حال من الأحوال في إنجاح المنظومة التعليمية بالمؤسسة مما يستوجب تدخلا عاجلا لتوفير مناخ صحي وملائم للتعلم. ويساهم تراكم المتلاشيات، أيضا، في عرقلة حركة السير خاصة في الجهة المحاذية للشارع بسبب تواجد عدد كبير من السيارات المهملة غير الصالحة للاستعمال وكذا كثرة الحرفيين الذين لا يحترمون المهنة و لا أدبيات حسن السلوك، من خلال مضايقة المارة، خاصة الفتيات منهم. وللإشارة فقد شهد السوق اندلاع عدة حرائق آخرها كان في 12 غشت 2010، كاد أن يودي بحياة الكثيرين ممن يقضون الليل داخله لولا الألطاف الإلهية، وسبب هلعا للسكان المجاورين ، كما شكل إنذارا بوجود خطر حقيقي يهدد سلامتهم الجسدية وممتلكاتهم المادية في كل لحظة، وهو ما يستدعي إيجاد حلول ناجعة ومنصفة تعيد للقاطنين الطمأنينة المفقودة و توفر لهم شروط «العيش الهادئ».