أنهت البطولة الوطنية شطرها الأول بتتويج فريق الفتح الرباطي بلقب بطولة الخريف، متقدما بفارق ست نقط عن فريق الرجاء البيضاوي، الذي استعاده روحه وعافيته منذ تعاقده مع المدرب الفرنسي بيرتران مارشان، الذي تسلم الفريق وهو يحتل الرتبة 13. الشطر الأول من البطولة الاحترافية تميز بمجموعة من النقط السوداء، تأتي في مقدمتها ظاهرة الشغب التي شهدتها مجموعة من الملاعب الوطنية، وكان أعنفها ما شهده الملعب الشرفي بمكناس خلال مبارتي النادي المكناسي ضد الوداد وأيضا ضد المغرب الفاسي، وهي المباراة التي لم تعرف نهايتها القانونية، بفعل رمي أرضية الملعب بالحجارة القنينات، أسفرت عن إصابة بعض أفراد الفريق الفاسي، مما دفع الحكم بوشعيب الحرش إلى توقيف اللقاء لانعدام شرط السلامة. ومن بين النقط السلبية التي شهدها الشوط الأول من البطولة، التي أعلن عن دخولها الشكلي إلى عالم الاحتراف، هو الاعتذار الذي كاد يقدمه النادي القنيطري أمام الجيش الملكي برسم الدورة 13، حيث امنتع اللاعبون عن خوض تداريبهم لمدة أسبوع، احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقاتهم، محملين المسؤولية للسلطات المحلية التي تنصلت من وعودها والتزاماتها أمام الجامعة في شهر يوليوز الماضي، والتي كانت المجالس المحلية قد التزمت بصرف اعتمادات مالية تساعد الفريق على ضمان الميزانية الأولية، التي اشترطتها الجامعة للانخراط في البطولة والمقدرة في تسعة ملايين درهم. ولم يتراجع لاعبو الكاك عن اعتذارهم إلا في آخر لحظة، قبل أن يتقدم الرئيس حكيم دومو باستقالته، وتشكيل لجنة مؤقتة سرعان ما طعن في شرعيتها من طرف بعض المنخرطين. وسجلت هذه المرحلة الأولى من البطولة تسجيل 203 أهداف، دون احتساب أربع مباريات (واحدة جرت مساء أمس بين اتحاد الخميسات وشباب المسيرة، والأخرى تجري مساء الأربعاء بين الكوديم ووداد فاس، في انتظار تحديد موعد مباراتي المغرب الفاسي). هذا الرقم يبقى متواضعا جدا، لأنه يعطينا معدلا شحيحا لا يتعدى 1.75 هدف في كل مباراة. وتميز الشطر الأول كذلك بالمستوى المتواضع للديربي البيضاوي، الذي بلغ محطته رقم 111، حيث كان المردود متوسطا للغاية، عكسته النتيجة المسجلة (0 - 0). ورغم أن العديد من الفرق بادرت إلى إبرام صفقات مهمة للاعبين إلا أن العديد منهم لم يقدم الصورة المطلوبة منه، وكثيرا منهم عجز عن الاندماج داخل فرقهم الجديدة، الأمر الذي ورط هذه الفرق في مصاريف إضافية دون طائل، وبالتالي بات من الضروري خروج المسيرين من عمليات الانتداب، وتسليمها للأطر التقنية، التي تتوفر على الأهلية المطلوبة. وفي مشاهد مؤسفة سجل الشطر الأول من هذه البطولة كذلك مجموعة من الإصابات البليغة، والتي ذهب ضحيتها عدة لاعبين نذكر منهم يوسف أكناو، لاعب شباب الحسيمة، بعد تدخل عنيف للحارس عبد الرفيع كاسي، حارس مرمى وداد فاس، والذي تم توقيفه لسنة، قبل أن تتقلص العقوبة لخمسة أشهر، إضافة إلى مدافع الوداد البيضاوي أيوب الخاليقي وزميله الحارس الدولي نادر المياغري. شطر الذهاب أشرف على مبارياته 22 مدربا، حيث قامت ستة فرق بتغيير مدربيها، وفي مقدمتهم الرجاء البيضاوي الذي أشرف عليه ثلاثة مدربين، بالإضافة إلى المدرب المساعد عبد اللطيف جريندو، الذي كان يسد الفراغ في انتظار التعاقد مع مدرب جديد. في هذا الملف نسلط الضوء على مجموعة من الملاحظات التي ميزت شطر الذهاب، ونحاور بعض المختصين لتقييم المردود التقني للفرق والحكام.