طلعت اليوميات يوم أمس بعنوان واحد ووحيد على صدر صفحاتها الأولى يقول بأن عبد الإله بنكيران صرح « "أنا من طلبت تعيين وزراء السيادة » أو «الوزراء اللا منتمين»." سنصدق بالفعل أن التوفيق لم يكن واردا ، وأن السيد رئيس الحكومة هو الذي اقترحه، كما لو أن التوفيق لم يكن على رأس الوزارة قبل مجيء بنكيران. ونصدق أيضا أن السيد الرئيس بنكيران هو الذي وضع ادريس الضحاك، وأن هذا الاخير لم يكن على رأس الأمانة العامة للحكومة قبل مجيء السيد الرئيس بنكيران، بل سنعتبر بأن عبد اللطيف لوديي نفسه هو الذي وضعه في قطاع حساس مثل قطاع الدفاع الوطني. وسنصدق أيضا أن الرجل هو الذي أقنع أخنوش بالاستقالة من حزبه ومن منصبه البرلماني لكي يتولى الفلاحة! كل هذا سنصدقه في شربة ماء، فلماذا كانت الصحافة والمصادر الحزبية من العدالة تتحدث عن اعتراض على أسماء قدمها الرئيس بنكيران، وهي ليست لا في حجم ولا في أهمية الدفاع والأمانة العامة والأوقاف والفلاحة؟ فهل كانت الأسماء الممنوعة ليست من تقديم السيد الرئيس؟ لا يمكن للمغاربة أن يقبلوا بمثل هذاالاستسهال مع ما يحدث، كما لو أنه يكفي أن يقترح الرئيس على الملك الأسماء، وتسير الأشياء كما تشتهي كل السفن والمصابيح. نحن أمام امتحان المصداقية، لا سيما وأن الوزير الرئيس ظل يتكتم حتى على عددهم، ألم يقل في لقاء الإعلاميين الحزبيين «"مالكم تسولوا على شحال بيهم ، شوفوا آش غادي يديرو؟»" هل جواب مثل هذا يكون مقدمة للتصريح بأنه من اقترح هذه الأسماء؟..