في الوقت الذي استبشر فيه عشاق الفن الأصيل لتماثل الفنان محمد رويشة للشفاء، يأتي خبر الفنان الشعبي الكبير المايسترو موحى أو الحسين أشيبان، الذي ارتبط اسمه برقصة «أحيدوس»، إذ نقل هذا الفنان، بعد ظهر يوم الاثنين 2 يناير 2012، من بيته بقرية «أزرو نايت لحسن»، ضواحي القباب، إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة إثر إصابته بأزمة مفاجئة على مستوى القلب، والتهاب جرثومي بإحدى الرئتين تسبب له في مشكل بالجهاز التنفسي، علما أنه حامل لصمام بالقلب منذ حوالي ثماني سنوات. وبقسمي المستعجلات والإنعاش بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، سهر الطاقم الطبي على العناية اللازمة بصحة الفنان الكبير، قبل أن تستدعي «حالته الحرجة» نقله إلى المستشفى الجامعي الشيخ زايد بالعاصمة الرباط لتلقي العلاجات والفحوصات الضرورية، وكان طبيعيا أن تستأثر حالة «نسر الأطلس» باهتمام الكثيرين من عشاقه ومعجبيه، على المستويين الإقليمي والوطني، بالنظر لوزنه الفني وشعبيته الواسعة، وهو الذي وهب كل عمره لفن «أحيدوس» وحماية إرثه وتطويره حتى ذاع صيته داخل المغرب وخارجه، وعبر الملتقيات والمهرجانات الدولية في إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا، وقد بات معروفا بإيقاعه الخاص، وحركته المتميزة، وتحكمه المدروس في نظام الدفوف، وثم بقيادته المنظمة بتلك العناية «العسكرية» الفائقة لفرقته المصطفة رجالا ونساء على الشكل الذي أبهر العالم ونافس أقوى الفرق الموسيقية الكونية. وقد صار اسم «المايسترو» و«أحيدوس» لتوأم سيامي غير قابلين للفصل بينهما، أما لقب «المايسترو» فيذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان كان قد أطلقه عليه عام 1984 وأقره الملك الراحل الحسن الثاني لإعجاب هذا الأخير بسحر الفنان موحى أو الحسين أشيبان وخفته وحركاته التي حملها معه من الجيش الفرنسي، حيث كان ضمن الجنود المغاربة المشاركين في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا الهتلرية. وتجمع مختلف الروايات على ما يفيد أن رونالد ريغان كان قد اقترح آنذاك على الفنان موحى أو الحسين أشيبان الإقامة في بلاد العم سام ولو لسنوات قليلة، إلا أن رئيس الوزراء المغربي كريم العمراني، عبر للرئيس الأمريكي عن أسفه لعدم قبول طلبه بالنظر لحاجة المغرب للفنان المعني بالأمر، وكان بحق «سفيرا فنيا» للمغرب، وعالمه لم تكن به خرائط أو حدود، حيث استدعي لعدة مهرجانات وتظاهرات عالمية، والتقى بالعديد من الملوك والرؤساء والأمراء، وسبق أن شرفه العاهل الاسباني خوان كارلوس بالمشاركة في إيقاد شعلة افتتاح مباريات كأس العالم المنظم عام 1982 بالديار الاسبانية. وإثر ما ألم بهذه «التحفة الفنية» من معاناة صحية، لا يسعنا في جريدة «الاتحاد الاشتراكي» إلا أن نسأل الله تعالى الشفاء العاجل له، والعودة بعمر جديد وطويل إلى جمهوره المحب للموسيقى والحياة، وإلى «فرقته» الصاغية والمنضبطة، حتى يظل «نسرنا» شامخا بسلهامه وحركاته الصارمة، وب«شبابه» الصامد في وجه الشيخوخة، هذا الذي سرعان ما رآنا نأخذ له صورة، وهو بقسم الإنعاش بمستشفى خنيفرة، حتى مد يده بتلقائية كبيرة ورسم حركته التي يُعرف بها أثناء قيادته لفرقته، وعمره اليوم..لم يتجاوز سوى القرن فقط.