في خطوة مفاجئة، أعلن عدد من الأعضاء الأساسيين في فرقة أحيدوس الشهيرة التي يقودها «المايسترو موحى الحسين أشيبان» استقالتهم الجماعية من هذه الفرقة التي لاتزال مثار اهتمام وإعجاب الملايين من عشاق الفولكلور المغربي على الصعيدين الوطني والعالمي. والأرجح أن الاستقالة المفاجئة تكون قد أربكت «المايسترو» وخلخلت صف أشهر فرقة فولكلورية بالمغرب، علما بأن المستقيلين يُعتبرون بين أوساط المحترفين من العناصر الأساسية التي رافقت المايسترو ما بين 30 و40 سنة في كل المناسبات والحفلات والمهرجانات الفنية الكبرى، سواء التي نظمت على مستوى المملكة أو خارجها بدول أمريكا وآسيا وأوروبا وإفريقيا والمغرب العربي. المستقيلون (أولغازي عفان، الساعيد أوشجيع، لحسن أمهاوش، صغير الحاج، بوعزة الصبار، وسيدي عابدين عابد...) أوضحوا في رسالة خصوا بها جريدتنا «الاتحاد الاشتراكي» أن قرارهم لم يكن تمردا مزاجيا أو مجانيا، بل جاء بناء على تراكمات وصفوها باللامقبولة، ومنها أساسا عدم أداء المستحقات المادية للفرقة، وهزالة التعويضات التي يتقاضونها من طرف المايسترو موحى الحسين، أو من ابنه على الخصوص، كما أشار المستقيلون من الفرقة إلى أن المايسترو يعمد في كل مرة يقومون فيها برحلات فنية خارج الوطن إلى إقصاء عدد منهم وتعويضهم بمهاجرين سريين معروفة أسماؤهم، إلا أن أخطر دواعي استقالتهم هو موضوع هبة ملكية بمبلغ 30 مليون سنتيم، سلمها جلالة الملك محمد السادس للفرقة فامتنع المايسترو موحى الحسين في موقف من التحدي والعناد عن أداء اي سنتيم منها لأعضاء الفرقة، رغم أنهم من مكونات فرقة جماعية وليست فردية، وأن قوتها الكاملة في لوحة الراقصين والراقصات المشكلين لصف دائري أو نصف دائري أو مستقيم بالشكل المتداخل، وفي الدق الجماعي على الدفوف والأيدي والأصوات والأشعار الرجالية والنسائية. ولم تفت المنفصلين عن الفرقة الفنية المعنية بالأمر، الإشارة إلى فقدان أسس الحوار والانسجام بينهم وبين المايسترو موحى الحسين، كما انتقدوا بشدة سيادة الغموض في ما يتعلق برخص النقل (لاگريمات) و»التكريمات» التي ينفرد بها هذا المايسترو بمعية ابنه دون باقي أعضاء الفرقة، مما دعاهم لوصف الأمر بشكل من الاستغلال السافر. وبخصوص ما إذا كانوا سيتراجعون عن استقالتهم ويعودون إلى صفوف فرقتهم، ويلتئمون بشيخهم المايسترو موحى الحسين أشيبان، في حال حدوث تدخلات لاحتواء الانشقاق، أكد المستقيلون أنهم قرروا قطع صلتهم بفرقة المايسترو بشكل نهائي ولا رجعة فيه، وأنهم عملوا على تكوين فرقتهم التي تم اختيار الشاعر الأمازيغي أولغازي عفان لقيادتها، وقد انضم للمستقيلين عدد من الفنانين والشعراء (منهم التقي الصابري، محمد بولرجا، علي هواري، موحى واعلي أمسرور، بناصر أمليل، موحى العبيدي، محمد حمزاوي، حمو أگوني)، وهي الفرقة التي وضعت مشوارها قبل أي جواب عما إذا كانت ستنافس فرقة المايسترو أم لا؟ حدث الاستقالة كان طبيعيا أن يثير مخاوف الملاحظين والمهتمين بالشأن الفولكلوري المغربي من أن تصاب أشهر فرقة فنية على المستوى الوطني والعالمي بالتصدع، سيما أن فرقة المايسترو تعتبر من دون جدال الأشهر على مستوى الفنون الشعبية الأصيلة، والتي اكتسبت شهرة عالمية لا غبار عليها، وقائدها موحى والحسين أشيبان يظل، رغم سنه المتقدم، رمزا من رموز التراث الفلكلوري المغربي، حتى أن تلقيبه ب»المايسترو» يعود إلى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الذي أعجب بخفته ورشاقته وقيادته الفريدة لفرقته، ولم يقتصر الرئيس الأمريكي على تلقيبه بهذا اللقب فقط بل طلب منه الإقامة بأمريكا ليتدخل كريم العمراني الذي كان برفقتهما وقتها، وقال للرئيس ريغان إن المغرب لا يمكنه الاستغناء عن هذا الرجل الذي هو موحى والحسين أشيبان، ومن هنا تأتي قضية الاستقالة الجماعية لتربك مستقبل فرقة العجوز الشاب.