دعا عبد الحميد جماهري عموم المناضلين الاتحاديين «الى التوجه بكل تواضع وتفان الى الشعب المغربي للإنصات إليه والتعلم منه»، وقال عضو المكتب السياسي أمام أعضاء المجلس الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحسيمة «إن هذا الشعب هو الذي اختار لنا دائما مواقعنا، سواء عندما بوأنا المرتبة الأولى لقيادة حكومة التناوب ، والحكم الإيجابي عنها في 2002 ، أو عندما اختار لنا موقع المعارضة في التجربة الحالية». ودعا عضو المكتب السياسي الى صياغة خطة عمل تواصلي مبنية على التواضع لكل الأبناء البررة في هذه البلاد، «تواضع كان دائما من شيم المناضلين ليتعلموا من شعوبهم، ومن القوى الحية ومن الاشخاص الذين يتفانون في خدمة البلاد». ودعا عضو المكتب السياسي الى المزيد من الارتباط بالفئات المجتمعية والشباب والنساء ، لإعادة الشحنة الجماهيرية للاتحاد. وقال جماهري في معرض تفسير المشهد الوطني « «لقد انتهت دورة التوافق الوطني الذي بدأ في منتصف التسعينيات وبدأت دورة جديدة، مع دخول فاعل سياسي لم يكن حاضرا في التاريخ السياسي المغربي وتاريخ التوافقات الوطنية طيلة خمسين سنة،» وهو ما اعتبره مؤشرا على نضج التجربة المغربية التي أضحت تتطلب دورة سياسية جديدة، قوامها الفرز السياسي والفكري بين المشاريع». وفي السياق ذاته قال إن «عجز الثقة الذي نبهنا إليه في 2007، ما زال قائما، بين المجتمع السياسي والمواطنين على اعتبار أن « قرابة 60 % من المغاربة لم يتوجهوا الى صناديق الاقتراع، وهو ما يبين، حسب جماهري« ،استمرار الحيطة من الفعل الانتخابي». وقال إن الانتقال الدستوري والسياسي من خلال الأغلبية الحالية مؤشر على بداية توجه جديد، عليناأن نتابعه ونقرأه قراءة إيجابية خدمة للبلاد ولمستقبلها. ومن جهة أخرى اعتبر عضو المكتب السياسي أن الموقع الجديد « يسمح لنا بإعادة البناء التنظيمي على قاعدة جديدة، وباعتماد أساليب جديدة ووضع قراءة جديدة لتراثنا الفكري.» وقال بهذا الصدد« «علينا أن نقرأ التحولات التي تقع في المغرب، ونجدد تفكيرنا باعتبار أن السلوك الفكري والسياسي الذي دشناه في مؤتمرنا الاستثنائي، أصبح يستوجب التجديد ، وإدراج عناصر جديدة في التفكير لم تكن قائمة في وقتها»». وقال:«« لقد أصبحنا أمام مجموعات انفعالية جديدة مع الواقع هي الفاعل المحافط أو الأصولي ، ومشروعها قائم على تحميض الماضي البعيد وطرحه كمستقبل»، ولا يمكن أن نغفل كل التحولات الجارية في بلادنا». وفي ختام اللقاء الذي ترأسه عضو المكتب السياسي والأستاذ المناضل العياشي الحسين عضو الكتابة الجهوية، ومحمد أزرقان ، بالإضافة الى عبد الحق امغار ،النائب الاتحادي ، تم اختيار أعضاء الكتابة الاقليمية الجديدة، والتي اتفقت في وقت لاحق على اختيار المناضل الصلب والشريف أحمد أمغار كاتبا إقليميا بالإجماع. وتضم الكتابة الاقليمية الى جانب المناضل امغار، امحمد الناجي ، نائبا له، وعبد الحكيم الخطابي أمينا للمال، والإخوة محمد شعيب، اسماعيل الهلالي، محمد بوقيش، الحسين العياشي، حسن الفائزي، احمد علاش، محمد الدويري، فكري الغلبوزري، سعيد وهمي، مصطفى أبركان، عبدالرحيم الخطابي، محمد أزرقان.