شكلت الدورة السابعة لتظاهرة «سينما المؤلف » (من 23 الى 25 دجنبر 2011) نقلة نوعية في مسار هده التظاهرة الثقافية ، التي دأبت على تنظيمها جمعية الفن السابع بسطات مند سنة 2001 ، وذلك بانفتاحها على الجمعية المغربية لنقاد السينما وكلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات، وباختيارها لسينما المبدع السينمائي الروسي الكبير أندري تاركوفسكي وفكره كموضوع لعروضها وموائدها المستديرة . وهكذا عاشت قاعة الندوات بالكلية المذكورة لحظات مشاهدة ومناقشة لعينة مختارة بعناية من أفلام هدا المخرج العبقري (طفولة إيفان / المرآة / القربان) حضرها طلبة وأساتذة الكلية وثلة من النقاد السينمائيين والمثقفين والجمعويين والمهتمين بالاضافة الى المخرجين لحسن زينون وحسن بنجلون وسعد الشرايبي وهشام العسري والممثلين مصطفى منير وهشام بهلول وغيرهم . وقد ذكرنا هذا الجو الثقافي الحميمي بالزمن الجميل لحركة الأندية السينما بالمغرب ، خصوصا وأن تأطير جلسات النقاش اضطلع به سينيفيليون من عيار حمادي كيروم وضمير اليقوتي وخليل الدمون . كما عاشت نفس القاعة لحظات تدارس وتحليل ومناقشة أعمال وأفكار تاركوفسكي من خلال مائدتين مستديرتين نشط الأولى رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما الأستاذ خليل الدمون صباح السبت 24 دجنبر وشارك فيها بمداخلات النقاد حمادي كيروم (في الحاجة الى تاركوفسكي اليوم ) و بنيونس عميروش (التشكيلي والسينمائي عند تاركوفسكي ) ونور الدين محقق (شعرية المرآة في سينما تاركوفسكي ) و يوسف آيت همو ( قراءة في كتاب «الزمن المختوم» لتاركوفسكي ) ، ونشط الثانية رئيس جمعية الفن السابع بسطات الأستاذ ضمير اليقوتي صباح الأحد 25 دجنبر وشارك فيها بمداخلات النقاد محمد اشويكة (التنظير للزمن السينمائي : تاركوفسكي نمودجا ) و صباح عبد الخالق (المنفى في فيلم « حنين » ) و بوشتى فرق زيد (مفهوم البحث في فيلم « حنين » ) و خليل الدمون (الانساني في السينما من خلال فيلم « القربان » ) و حسن بنشليخة (الوعي في سينما تاركوفسكي ) وخالد الخضري (قراءة في فيلم « طفولة ايفان » ) . وتجدر الاشارة الى أن كتابا توثيقيا حول عوالم أندري تاركوفسكي الفنية والفكرية ، يتضمن هذه المداخلات وغيرها، سيصدر قريبا ليشكل اضافة معرفية رصينة للمكتبة السينمائية المغربية والعربية والدولية . إن تضافرالجهود بين جمعية الفن السابع والجمعية المغربية لنقاد السينما وكلية العلوم والتقنيات بسطات من شأنه أن يدفع بهذه التظاهرة الفنية والثقافية الى الأمام ويساهم في نشر وترويج الثقافة السينمائية في رحاب الجامعة المغربية التي تزخر بالمواهب والكفاءات ، وبهذا التعاون تبرهن الجامعة على انفتاحها الفعلي على محيطها الثقافي وتضمن للجمعيتين المشاركتين فضاء مناسبا للتحرك والاشتغال العلمي الرصين. حلم الاوسكار يراود فيلم «انفصال» الإيراني كثيرا ما انتقدت هوليوود طهران لخنقها صناعة السينما إلا أن فيلم «انفصال» الإيراني قد يحقق نجاحا نادرا بالفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي. بعد عام من حصد الجوائز عرض فيلم «انفصال» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي في الولاياتالمتحدة الجمعة الماضي واقترب من انتزاع أول أوسكار لإيران منذ عام 1998. وأصبح «انفصال» أول فيلم إيراني يحصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي في فبراير من العام الماضي. وفاز أيضا بجائزة أفضل فيلم أجنبي من كل من المجلس الوطني للنقاد الامريكيين وحلقة نقاد نيويورك السينمائيين اضافة الى ترشيحه لجائزة الكرة الذهبية «جولدن جلوب» لأفضل فيلم. وإذا وصل الفيلم الإيراني إلى قائمة الافلام الخمسة المرشحة لنيل الأوسكار لافضل فيلم أجنبي في 26 يناير سيصبح أول فيلم إيراني يرشح منذ فيلم «أطفال السماء»عام 1998 . ويدور «انفصال»حول زوجين نادر الذي يقوم بدوره بيمان معادي وسيمين التي تقوم بدورها ليلى حاتمي يسعيان للطلاق. ويقيم نادر مع والده المريض بالزهايمر ما يدفع نادر الى الاتفاق مع راضية التي تقوم بدورها سارة بيات للعمل لديه من أجل رعاية والده الا أنه يتهمها فيما بعد بالاهمال ويطردها عنوة من منزله لتتعرض لاجهاض وتقيم دعوى تحمل فيها نادر مسؤولية اجهاضها.