ذكر مصدر مقرب من الحكومة المالية أن الرئيس أمادو توماني توري «غاضب» من جبهة البوليساريو، وأن قرارا «بالابتعاد» عن الجبهة قد تم تخاذه. وجاء هذا القرار، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، إثر اتهام السلطات المالية للبوليساريو بانتهاك سيادتها الترابية في عدة مناسبات لتنفيذ عمليات اختطاف لرعايا أجانب، بتنسيق مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والاتجار في المخدرات. وكشفت الوكالة عن مضمون وثيقة خاصة بالمصالح الأمنية المالية، بعنوان «القاعدة في مخيمات البوليساريو»، جاء فيها أن شابين صحراويين تورطا في اختطاف اثنين من الرعايا الفرنسيين في منطقة هومبوري، شمال شرق مالي، وهي العملية التي تمت أواخر شهر نونبر المنصرم، وتبناها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتضيف ذات الوثيقة أن الخاطفين ينحدران من مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، وتم استقطابهما من طرف حكيم ولد محمد مبارك، الملقب بحذيفة، وهو شخصية بارزة داخل فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي داخل البوليساريو. وتؤكد الوثيقة الأمنية أيضا أن السلطات المالية تتوفر على أدلة تشير إلى تورط عناصر من البوليساريو في عمليات الاتجار في المخدرات، خاصة مخدر الشيرا. ونقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤول أمني مالي، عمر دياكيتي، قوله إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منتشر في مختلف مناطق الجزائر وموريتانيا ومالي، لكن له أيضا تشعباته داخل صفوف البوليساريو، حيث تم استقطاب مجموعة من الوسطاء. وكان مسؤولون ماليون قد أكدوا في وقت سابق تورط أفراد من البوليساريو المنتمين لتنظيم القاعدة في اختطاف ثلاثة أوربيين يعملون في صفوف منظمات إنسانية، في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي داخل مخيمات تندوف.