يلتقي يومه الثلاثاء الغريمين التقليديين النادي المكناسي والمغرب الفاسي، في ديربي جدير بالمتابعة قبل وأثناء وبعد نهاية اللقاء، ديربي يأمل المتتبعون للشأن الرياضي بالعاصمتين الإسماعيلية والعلمية أن يرقى إلى تطلعات الجماهير الرياضية العريضة التي ستتدفق على الملعب الشرفي بمكناس من عشاق الفريقين الكوديم والماص، ديربي يأمل الجميع أن تسوده وتطبعه الروح الرياضية الصرفة. و ينطلق هذا النزال آولامن التنظيم المحكم لعملية دخول الجماهير لمدرجات الملعب، بعيدا عن الإهانة والاستهتار الذي طالها خلال جميع المباريات التي أجريت ليلا، نتيجة إسناد هذه المهمة لمتطفلين ودخلاء على الرياضة بصفة عامة والتنظيم بصفة خاصة، تنتج عنها فوضى لتبرير النقص المهول في مداخيل المباراة، آخرها اللقاء الذي جمع الكوديم والوداد التي لم تتعد 140 ألف درهم حسب أحد المقربين من الرئيس، في الوقت الذي فاق عدد المتفرجين 20 ألف منها أزيد من 2000 ودادي أدت جميعها تذاكر الدخول. ويبقى إسناد مهمة تدبير عملية الدخول إلى أهلها، والتعاون الوطيد بين المنظمين ورجال الأمن وفتح أبواب عدة لولوج مدرجات الملعب ومنع الأطفال من الدخول دون مرافقين لهم من الأمور الأساسية لضبط عملية الأداء والحيلولة دون وقوع حوادث تذكر. ويأتي دور الجمهور أثناء اللقاء بتشجيع فريقه واحترام الفريق الخصم، بعيدا عن الكلام الجارح والمخل بالحياء، مما يتيح للاعبين التركيز لتقديم منتوج كروي جيد يرقى إلى تطلعات عشاق المستديرة والبطولة التي نأمل أن تكون احترافية. وبالإضافة إلى الجمهور واللاعبين والمنظمين والأمن، يتمحور الدور الرئيسي لكل ذلك حول التحكيم الذي أصبح محط انتقاد في الآونة الأخيرة. وتأتي في المرحلة الأخيرة المتمثلة في عملية إخلاء الملعب من الجماهير بنظام وانتظام وحماية المواطنين وممتلكاتهم من أي انفلاتات طائشة هنا وهناك، وهي مهمة موكولة لرجال الأمن خارج الملعب تستوجب التعامل بالمرونة والصرامة معا وتجنب كل أشكال الاستفزازات غير المحسوبة والتي يمكن أن تتطور إلى ما لا نتمناه. إنها عوامل بسيطة لكن تطبيقها سيعطي نكهة وقيمة مضافة للطابع الخاص الذي ميز ويميز لقاء الغريمين التقليديين عبر التاريخ الكروي، بدء بانحدار الكوديم إلى القسم الوطني الثاني وصولا إلى انتزاع لقب كأس العرش من رفاق لمريني قبل 15 يوم ودائما على يد الماص، مرورا بتتويج رفاق حميدوش سنة 1966 بلقب كأس العرش على حساب المغرب الفاسي. لقاء يصعب التكهن بنتيجته، فهل سيثأر رفاق لمريني ويهدون انتصارا يعيدون به الأمل لدى عشاقهم لمحو هزيمة الكأس؟ أم أن أشبال الطاوسي ستكون في الموعد وتوقع على نتيجة إيجابية من قلب العاصمة الإسماعيلية غير مكترثة بعاملي الأرض والجمهور؟ وكيفما كانت النتيجة فإن المتتبع للشأن الكروي يتمنى أن تنتصر الروح الرياضية أولا وأخبرا .