في إحدى أزقة المدينةالجديدة بمكناس، زنقة مونتون بالتحديد، حيث يوجد المركز الأمريكي لتعليم اللغات، وقفت وسط الشارع شاحنة كبيرة محملة بالأثاث المنزلي لتفرغ حمولتها قاطعة بذلك الطريق على الراجلين والراكبين خاصة في وقت الذروة الذي كان يشير إلى الثانية عشرة والنصف زوالا . وليتأتى لها ذلك استعملت سيارة دولة توقفت مباشرة خلف الشاحنة مغلقة ومشعلة أضواء التوقف في إشارة غير مشفرة إلى أن صاحب الحمولة ومعرقل حركة السير من ذوي النفوذ والسلطة! ولما عيل صبر الراكبين وأعياهم صوت المنبهات التي لم تجدي نفعا، ترجلوا بحثا عن صاحب الشاحنة الذي بادرهم بالجواب في نوع من الثقة بالنفس وامتلاك حق لا يعرفه السائلون إلا وهو : إننا نقوم بإنزال أثاث السيد باشا بلدة بوفكران الذي أصبح من ساكنة هذا الحي، ما عليكم إلا الصبر نصف ساعة أو سويعة على الأكثر أو تحويل اتجاهكم! استشاط غضبا كل من حضر في هذا المكان وهذا الزمان من تصرف لامسؤول ولا أخلاقي ومستفز ، فاستنكر الجميع الفعل ملزمين صاحب الشاحنة بركنها إلى اليمين خاصة وأن المكان كان يتسع لذلك لولا الشطط. عدة أسئلة تطرح نفسها أمام هذا الحادث أو الموقف : ألا يزال في المغرب رجال سلطة يتصرفون بمثل هذه التصرفات؟ ومتى سيترفعون عن هذه الممارسات البائدة؟ وهل بهذه السلوكات ومثلها سنبني مغرب الحق والقانون؟