خلد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذكرى 46 لاغتيال الشهيد عمر بن جلون، وذلك يوم الأحد 18 دجنبر 2011 في لقاء حاشد، ترأسه الحبيب المالكي عضو المكتب السياسي للحزب، وبرلماني دائرة إقليمخريبكة. كما تزامن اللقاء مع الذكرى السادسة لوفاة الفقيد عبد الرحمان شناف عضو المكتب السياسي السابق للحزب والكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش). بعد قراءة الفاتحة ترحما على الفقيدين، رحب محمد صموتي كاتب الحزب بمدينة خريبكة بالحاضرين، وأكد أن اللقاء «جاء تتويجا للمعركة التي خاضها الحزب بمناسبة الانتخابات التشريعية الأخيرة، والتي حققنا فيها مقعدا برلمانيا، رغم الشوائب التي اعترتها والتجاوزات الكثيرة»، وأضاف أن الفرع سيعقد اجتماعا لمجلس الفرع من أجل تقييم تلك المعركة واتخاذ المواقف المناسبة والقرارات التنظيمية اللازمة، وتنفيذ قرارات الحزب والاستعداد للاستحقاقات المقبلة. كما وقف الكاتب الإقليمي للحزب إدريس سالك على النتائج التي حصل عليها الحزب في الانتخابات التشريعية بالإقليم، حيث احتل المرتبة الثانية من بين 22 لائحة تقدمت لذلك الاستحقاق ب7696 صوتا منها 3805 بالمجال الحضري (خريبكة، وادي زم، أبي الجعد، بوجنيبة وحطان) و3891 بالمجال القروي (26 جماعة قروية) والتي تمثل أكثر من 10% من الأصوات الصحيحة. وأضاف أن عدد الناخبين بالإقليم هو 254.837 وأن عدد المصوتين هو 92.235، أي أن نسبة المشاركة بالإقليم تصل إلى حوالي 36% وهي نسبة أقل من المعدل الوطني (45%)، وذلك راجع إلى العزوف السياسي الناتج عن الأزمة الاجتماعية التي يعيشها الإقليم، بعد الاضطرابات التي عرفها الإقليم في مارس وماي ويوليوز من هذه السنة، بسبب الاحتجاجات عن عدم التشغيل والاعتقالات والمحاكمات وما واكبها من توترات خطيرة، كادت أن تحول الإقليم إلى بؤرة مشتعلة، ناهيك عن الحراكين العربي والوطني وسلوكات الإدارة غير المحايدة، والتي كانت تتفرج على توزيع المال الحرام والمتاجرة في بؤس المواطنين من بناء عشوائي وتوزيع الأضاحي واستغلال ممتلكات الجماعات والمندوبيات، وتبييض للأموال والمشاريع الوهمية... كما وقف على الظروف الصعبة التي خاض فيها الحزب تلك الاستحقاقات، واعتبر أن النتائج بالإقليم هي إيجابية. وبهذه المناسبة نوه بكل الاتحاديات والاتحاديين بالإقليم الذين تفانوا في الدفاع عن الحزب، والذين قاموا بمعية لجان الدعم بالتعبئة الشاملة والنظيفة. كما شكر كل الناخبات والناخبين الذين صوتوا لفائدة لائحة الحزب، والذين تفاعلوا إيجابيا مع برنامجه الوطني والإقليمي. كما شكر أيضا بكل تقدير واحترام لائحة الحزب المتكونة من الحبيب المالكي كوكيل للائحة والدكتور مصطفى سكادي وصيفا والإخوة بوعلي العربي وعبد الرحيم بنشريفي ومليكة دولي وعادل الحسني على المجهودات الجبارة التي قاموا بها، وكل المستشارين ورؤساء الجماعات والمسؤولين الحزبيين الشرفاء... واختتم الكلمة بأن الحزب بالإقليم ثمن قرار المجلس الوطني للحزب باختيار المعارضة، كما طالب الجميع باستلهام فكر الشهيد عمر بن جلون والفقيد عبد الرحمان شناف لخدمة الوطن والمواطنين والحزب، وأن الكتابة الإقليمية ستعقد اجتماعا للمجلس الإقليمي من أجل تنفيذ قرارات الحزب والتحضير للمعارك المقبلة. وأضاف الحبيب المالكي أن هناك شبكات احترافية لاستعمال المال الحرام من خلال طغيان البيع وشراء للذمم مما أثر على النتائج وعلى الرتب المغشوشة والمصطنعة، وأن أنشطة تلك الشبكات منعدمة ومقراتها غير معروفة، وأن نتائج الوهمية كانت مصنوعة. لكن السؤال العريض ماهو دور السلطة ؟؟؟ «إنها على علم أكيد بتلك الشبكات ومن يحركها... وبتالي كانت سلبية !!! إن مجتمعنا مازال محافظا رغم المجهودات التي قام بها الحزب مند 1998، من إنجازات في المجالات الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وتراكمات المكتسبات النوعية. إن نتائج 25 نونبر تسائلنا، ولهذا قرر الحزب وبالإجماع ألا يستمر في تدبير الشأن العام وذلك بعد حوار مع كل فعاليات الحزب. والجميع يتساءل لماذا قررنا المعارضة؟؟. قرر الحزب المعارضة، لأن زمننا ليس زمانهم، وزمانهم ليس زمننا، نحن مختلفون معهم في كل ما هو جوهري وثقافتنا وقيمنا وتراكماتنا واختياراتنا الاستراتيجية مختلفة. الاتحاد الاشتراكي يؤمن بالكونية في القيم، ولهم نظرة جد مختلفة عنا. وعلاقتنا ترتكز على احترام الآخر. إننا لا نتقاسم معهم الحد الأدنى وخاصة : المرأة، الحقوق والاستراتيجيات الأخرى... وهو خط فاصل بيننا وبينهم. إن المشهد السياسي بالمغرب تكتسيه الضبابية، والمغاربة لا يميزون بين اليسار، المحافظ و اليمين و... وهذا لا يساعد على الاختيار والتمييز، بل ساهم في خلط الأوراق وخاصة في 2007 و2009، وأن العزوف السياسي أصبح ظاهرة بنيوية في كل الاستحقاقات. وحان الوقت للفصل والتوضيح. إن تنزيل الدستور الجديد يحتاج إلى معارضة قوية... وإذا كانت كل القوى الوازنة تشارك في تدبير الشأن العام، فمن يسهر على التنزيل؟ كما أن الدستور الجديد يحدد دور الحكومة والمعارضة. إن الاتحاد الاشتراكي سيعارض الاختيارات العامة للحكومة، وستكون معارضة مسؤولة وقوية جدا. هذا الموقع، سيجعلنا أن نتعبأ مرتين، في كل القضايا وفتح واجهات أخرى : النقابة والجمعوية والشبيبة والنسائية.... وبالتالي سيساعد على خلق جو جديد ببلادنا. إننا مقبلون على استحقاقات جديدة في ربيع 2012 ،منها المحلية والإقليمية والجهوية والمهنية ومجلس المستشارين. ويتطلب منا ترتيب البيت الاتحادي أن الحزب يحمل رسالة التغيير.» واختتم المالكي العرض بأن نتائج 25 نونبر هي موسمية وليست بنيوية، وهي مرتبطة بدورة سياسية محدودة في الزمن... وعلى الحزب أن يتصالح مع ذاته. ورغم برودة الطقس وتساقط الأمطار على المدينة، فإن الحضور كان كبيرا ونوعيا، وتفاعل بشكل إيجابي مع مختلف العروض مختتما اللقاء بشعار الحزب وبحفل رمزي.