بعد أن سجلت حضورا قويا في بطولة إفريقيا العاشرة، التي احتضنها المغرب في الصيف الفائت، والتي تمكنت خلالها من الفوز باللقب الإفريقي، دخلت السباحة المغربية سارة البكري في البطولة العربية بشكل لافت، أثار انتباه وأنظار المتتبعين والمهتمين بالسباحة هنا في العاصمة القطرية الدوحة. سارة البكري لم تترك أي مسافة بينها وبين منصة التتويج، فكانت حاسمة في أول دخول لها، وواجهت منافسة على مستوى عالي، خاصة من الجانب المصري والتونسي، وهما البلدان العربيان اللذان يحددان المسير نحو البوديوم بحكم الجاهزية الكبيرة والإصرار القوي. السباحة المغربية سارة كانت حاسمة في الدخول الأول في مسافة 50 م سباحة على الصدر، ولم تترك أي حظ للمصرية مايا مصطفى وللتونسية لجنف سارة، وظل التنافس على أشده، لكن سارة رفضت كل الرهانات، وعانقت الذهب في أول خروج لها في هذه البطولة العربية. ولم تتوقف آلة السباحة المغربية، وعاودت التحدي من جديد، وهذه المرة في مسافة 400 م، وكان الصراع مجددا مع السباحات المصريات والتونسيات، ورغم تغير الأسماء واختلاف في المواقع، فسارة البكري أكدت مجددا على أنها الأقوى في هذه المسافة، وفازت مجددا بالذهب، في حين عادت الفضية للتونسية لجنف سارة والنحاسية للمصرية رويدا إبراهيم. وبفضل إصرارها الكبير عاودت مجددا أميرة السياحة المغربية المشاركة في المائة متر أربع مرات، رفقة البطلتين الشيبهي نفيسة ومروى البنار، وبقليل من السرعة في الرحلتين الأولى والثانية، لم يتمكن الفريق المغربي من انتزاع الذهب، وقامت سارة بمجهود خارق لربح الوقت الضائع، والذي كان لفائدة الفريق المصري، فيما فازت تونس بالبرونزية. نفس الحكاية وقعت في أربع مائة أربع مرات، لكن الوقت الذي ضاع في الرحلات الأولى كان أقوى من البكري واحتل الفريق المغربي مرتبة لم تمكنه من الصعود إلى البوديوم. مغامرة سارة البكري لم يتوقف عند هدا الحد، بل استمر أمس الاثنين وضمنت التأهل إلى نهاية مسافة 400م سباحة حرة، التي ستجري في ذات اليوم، لكن في ساعات متأخرة، ومن المنتظر أن تعاود السباحة المغربية الظهور في مسافة 100 م فراشة. وحسب مصادر مقربة من اللجنة الأولمبية فإن حظوظ البطلة المغربية قائمة في الظفر بإحدى الميداليات. وحول سؤال حول ما إذا كان الإرهاق والعياء سيحول دون مواصلة سارة البكري لهذا المسار نحو البوديوم، أكد مصدرنا أن البطلة المغربية وبحكم الاحتراف والتجربة فهي قادرة على أن تحافظ على كل مقوماتها الفنية والبدنية. على نفس المستوى، تمكن المغربي مراد برادة من انتزاع نحاسية 400م، وبقليل من الحظ، كان بامكانه أن يحتل مركزا متقدما. وبشكل لايصدق، حصلت أمس الاثنين إحدى أهم المفاجآت في مسابقة المائة متر، إذ لم يتمكن البطل الأولمبي التونسي أسامة الملولي صاحب الأربع ذهبيات في البطولة الحالية، وأحد أكبر المرشحين للفوز ب 70 ألف دولار، كجائزة تمنحها اللجنة المنظمة للبطل الأكثر تتويجا وصعودا إلى البوديوم، لم يتمكن التونسي من التأهل إلى نهائي المائة متر، وتم الاقصاء أمام اندهاش الجميع. وعقب الإقصاء أكد أسامة الملولي «إنني منزعج جدا. إنها غلطة تحكيم. أؤكد ذلك 100 بالمائة. أود معرفة ما حدث. أشارك في سباقات دولية منذ 12 سنة ولم أواجه مشكلة كهذه. الاتحاد التونسي سيتابع هذا الموضوع.» ومعلوم أن التونسي أسامة الملولي توج بالميدالية الذهبية الرابعة في السباحة بدورة الألعاب العربية، بعد فوزه بالمركز الأول في سباق حرة 200 متر فراشة. وفي ذات المنافسة ذهبت الميدالية الفضية إلى المصري مروان علي والبرونزية للتونسي الآخر أحمد المثلوني. وكان الملولي أحرز أيضا ذهبية سباق 100 متر فراشة، بينما ذهبت الميدالية الفضية إلى الكويتي يوسف العسكري ونال الميدالية البرونزية التونسي الآخر تقي مرابط. ومن بين أكبر الملاحظات خلال منافسات السباحة، يظهر الغياب الكبير لفتيات الخليج عن المنافسة، وهي ظاهرة تبدو غير مستقيمة بحكم البنيات التحتية الضخمة الموجودة، ولكن يبدو أن المسألة هنا لا تتوقف عند التجهيزات الرياضية ولكن هي مسألة ثقافة ليس إلا. وكانت البطلة الأولمبية غادة شعاع قد أكدت في أحد تصريحاتها الصحفية أن القرار النهائي في هذا الباب هو إما أن نغلق الباب أمام المرأة ونتركها بالبيت وإما أن نجعلها خارج البيت لتمارس حقها في الحياة. وفي رياضة ألعاب القوى، مازال المغرب متصدرا للترتيب العام من حيث عدد الفوز بالميداليات، إذ تمكن العداؤون والعدءات المغاربة من الفوز ب 15 ميدالية، منها 6 ذهبيات و3 فضيلت و6 نحاسيات، متبوعا بقطر ب 7 ميداليات، منها 5 ذهبيات وفضية واحدة ونحاسية واحدة وتأتي في المرتبة الثالثة دولة البحرين ب 10 ميداليات، منها أربع ذهبيات وثلاث فضيات ومثلهن من النحاس. وفي المرتبة الرابعة نجد تونس بتسع ميداليات، منها أربع ذهبيات وفضيتين وثلاث نحاسيات. ومازال المغرب يراهن على العديد من الميداليات في الأيام المتبقية من التنافس، والتي ستستمر إلى غاية يوم السبت القادم. وجرت عشية أمس تسع نهائيات، ومن المرتقب أن يكون المغرب حاضرا في البوديوم، بحكم الأزمنة المتقدمة للعدائين والعداءات المغاربة.