يحكي أحد البلجيكيين صاحب نورالدين العمراني لحظة المراهقة ببروكسيل «أنه شاب خدوم، لطيف، وسيم، صادق، معروف باستقامته، كانت لديه مشاريع متعددة، كان يرغب في أن يعيد الالتحاق بالمدرسة وتعميق دراسته في مجال تخصصه (اللحامة)». وقال في شهادة أوردتها الصحافة البلجيكية، أن نور الدين الذي عاش جل حياته لدى أسر الاستقبال «يحب الاسلحة لجماليتها الجوهرية والميكانيكية»، وكان «نورالدين، شابا شغوفا بالاشتغال منذ صغره، يعشق عالم اللحامة والحديد وكان حلمه أن ينجز مشروعا مقاولاتيا في هذا الاطار». تابع نورالدين، الذي كان عمره لا يتجاوز تسع سنوات حينما قرر الوالدان الطلاق والانفصال الواحد عن الآخر بعد زواج عقد سنة 1975 بالقنصلية العامة للمغرب في بروكسيل، دراسته بشيربييك ، كما تابع تكوينا مهنيا واختار تخصص اللحامة. لقد عاش نورالدين، بعد أن انفصل والداه عن بعضهما بعض مضي حوالي عشر سنوات من الزواج، طفولة صعبة، لقد كان طفلا صعبا أيضا كما لو أن به مسا من الشيطان، ففي الوقت الذي فضلت فيه والدته العيش رفقة أخيه عبد الحق، اختار المراهق نورالدين الالتحاق بأسر الاستقبال. كان الولد المنور العمواني، الذي هاجر من أحفير الى بروكسيل وسنه لا يتجاوز 20 سنة في بداية السبعينيات، يعاني بعد فترة الطلاق، المرض ، الأمر الذي تسبب له في فقدان عمله وجعله يختفي عن الانظار ويخرج من حياة الأسرة بكاملها. اختفاء الأب، الذي يتفادى نورالدين الحديث عنه، والحياة الصعبة رفقة الوالدة ميمونة المنحدرة من مدينة وجدة، التي وافتها المنية بعد مرض لم يمهلها سنة 1998، أثرا بشكل كبير في نورالدين، حيث لم يتحدث قط لأحد عن والده. سنة 2000 التقى نور الدين ممرضة وهي ابنة احد الموثقين، فتاة شجاعة اسمها ماري ايلين يفضل ان يناديها نور الدين «ماري»، تزوجا السنة الموالية بمدينة لييج، لم يرزقا بأطفال وبذلت ايلين كل ما في وسعها من أجل نورالدين حتى حين كان سجينا.