يرى عمر بندورو, استاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط,أن هناك قراءات متعددة فيها يتعلق بتعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا ملكيا، منها أن التعيين يأتي مباشرة بعد الانتخابات التشريعية، واعتقد أن الهمة هو الذي سيحاور الإسلاميين و يواجههم في المستقبل. كما أن تدخلاته ستحدث جدلا ساخنا في المغرب. إذ كانت هذه هي الغاية من ظهور حزب الأصالة والمعاصرة سنة 2007 ,لكن الظروف تغيرت بسبب الحراك المغربي والإقليمي، مما عرقل طموح الأصالة والمعاصرة، الذي جاء ليعرقل وصول الإسلاميين إلى الحكم. ورغم أنه الهمة أصبح مستشارا ملكيا, يرى عمر بندورو, لازال له دور في المشهد السياسي، وأكد أن المستشار الملكي سواء في عهد الحسن الثاني أو في عهد محمد السادس يلعب دورا قويا في المشهد السياسي، وله سلطات واسعة من خلال الاقتراحات التي يتقدم بها أمام الملك. كما أن فؤاد عالي الهمة ستظل أدواره قوية في البلاد. ويشير بندورو إلى أن تعيين الهمة مستشارا في الديوان الملكي سيكون الهدف منه تجنب المواجهة مع الإسلاميين، بل سيقود الحوار معهم باعتباره مستشارا ملكيا باسم الملك، مما سيخلق لحزب العدالة والتنمية متاعب كبيرة في المستقبل. كما يمكن أن تخلق تدخلات الهمة و اقتراحاته جدلا في الأحزاب السياسية بصفة عامة، ويرى بندورو أن فؤاد عالي الهمة سيظل يدعم حزب الأصالة والمعاصرة وسيحاول أن يشكل معارضة قوية في البرلمان ضد حزب العدالة والتنمية. هذه التجربة سبق أن قام بها الملك الراحل الحسن الثاني عندما أسس جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية المعروفة اختصارا ب »» فديك« «إضافة إلى تأسيس أحزاب إدارية، كحزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاتحاد الدستوري، وبالتالي يمكن أن نقول أن التاريخ يعيد نفسه في محاصرة الإسلاميين، بعدما حاصرت الأحزاب الإدارية اليسار المغربي الذي كان يهدد النظام في ذلك الوقت وعلى رأسه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. من جهة أخرى عبر علي بوعبيد, عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, عن ارتياحه لتعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا ملكيا، إذ يرى أن مكان الهمة الطبيعي هو التواجد إلى جانب الملك وليس في أي مكان آخر، وأشار بوعبيد إلى أن وضعية الهمة مستشارا ستفرض عليه الحياد المرتبط بالدور المنوط بالمؤسسة الملكية، معتقدا أن الأصالة والمعاصرة سيصبح حزبا إداريا شأنه شأن حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري.