انتخب المجلس الوطني التأسيسي في تونس، عشية يوم الاثنين، المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي) ، المتحالف مع حركة النهضة (اتجاه اسلامي ) ضمن ائتلاف الأغلبية، رئيسا مؤقتا جديدا للبلاد، لفترة انتقالية، من المنتظر أن تستمر سنة على الأقل. أعلن ذلك رسميا عقب انتهاء عملية التصويت التي جرت بطريقة سرية ونقلها التلفزيون التونسية على الهواء مباشرة. ويعوض المرزوقي في هذا المنصب، فؤاد المبزع الذي تولى رئاسة الجمهورية بصورة مؤقتة، منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، في 14 يناير الماضي، تنفيذا لمقتضيات الدستور. وقد حصل المرزوقي على 153 صوتا، من أصوات أعضاء المجلس البالغ عددهم 217 ، وصوت ضده 3 أعضاء وامتنع 2 عن التصويت ، فيما بلغ عدد الأوراق البيضاء 44 ورقة ، وتعود كلها للمعارضة، التي قررت التصويت بأوراق بيضاء، حسبما أعلنت مي الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي. وبررت المعارضة موقفها هذا بكون القانون المنظم للسلطات خلال المرحلة الانتقالية أو ما يسمى بالدستور المصغر، لم يحدد مدة الرئاسة، بالإضافة إلى «غياب التوازن» بين سلطات رئيس الجمهورية المؤقت ورئيس الحكومة، معتبرة أن منصب رئيس الجمهورية أصبح بموجب هذا القانون، منصبا «صوريا» بعد أن تم تجريده من كل الصلاحيات لفائدة رئيس الحكومة، التي سيتولاها مرشح حركة النهضة. وكانت المعارضة قد امتنعت لهذا السبب عن التصويت على القانون المنظم للسلطات. وقد ترشح لمنافسة المرزوقي على منصب الرئاسة 9 مرشحين أغلبهم من خارج المجلس، غير أن لجنة فحص طلبات الترشيح أعلنت عدم توفر أي منهم على شروط الترشيح كما ينص عليها الفصل العاشر من القانون المنظمة للسلطات العمومية، وخاصة ما يتعلق بشرط حصول المرشح على تزكية 15 عضوا على الأقل من المجلس. وعبر الرئيس الجديد عن شكره للثقة التي حظي بها من قبل أكثر من ثلثي أعضاء المجلس، وتعهد أن يكون «أهلا لهذه الثقة»، كما عبر عن شكره للمعارضين والممتنعين، معتبرا أن الديمقراطية «لا يمكن أن تكون إلا بأغلبية وأقلية».