استأثرت مباراة ريال مدريد وإ ف س برشلونة، التي دارت أطوارها يوم أول أمس السبت بالعاصمة الإسبانية، وآلت نتيجتها لبرشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، باهتمام جل فئات المجتمع المغربي. فقد خلت الشوارع من حركيتها الصاخبة التي عادة ما تشهدها مساءات السبت، وهجرت الساحات الخضراء، والفضاءات الترفيهية، وفي المقابل، امتلأت المقاهي التي تتوفر على باقة قناة الجزيرة الرياضية مالكة حقوق بث المباراة الكلاسيكية بين أشهر ناديين في منظومة كرة القدم العالمية. فمنذ الساعات الأولى من زوال يوم السبت، لوحظ، وفي كل المدن والقرى وكل المناطق بالمغرب، حركية نشيطة لأطفال، شباب، بل رجال ونساء، يتوجهون نحو المقاهي وهم يحملون ألوان شعاري الناديين الإسبانيين. سيارات ودراجات نارية تلوح بأعلام وشعارات الفريقين، في الوقت الذي بادرت المقاهي إلى أخذ كل الترتيبات وتهيأت لاستقبال الأعداد الكبيرة ل «جمهوري» البارصا والريال، حيث عززت تجهيزاتها، وأضافت عددا كبيرا من كراسيها ومقاعدها، بل ومنها من قامت بتغيير «هندستها» وطريقة ترتيب مقاعدها لتستجيب لمتطلبات ساعتين من الفرجة الكروية. فئات أخرى من العاشقين للكلاسيكو، من المحظوظين الذي يتوفرون على بطائق الانخراط في القناة المالكة لحقوق البث، رتبت أمورها تحضيرا لموعد المباراة، أسر وأقارب جددوا صلة الرحم بمناسبة هذا اللقاء الكروي، دعوات للاستضافة، ومجموعات تنتقل من حي لحي آخر، بل ومن مدينة لأخرى، من أجل الاجتماع مع قريب ومع أفراد أسرة أو مع أصدقاء، حول وجبة عشاء في انتظار وجبة فرجة كروية جلبت كل الأنظار. خلت الشوارع، توقف النبض، شرائح من المجتمع من كل الأعمار ومن الجنسين أوقفت ساعات الزمن الحياتي، ولم يعد من شيء أهم من متابعة مباراة الريال والبارصا.. توجه الجمهور المغربي لمتابعة مبارايات البارصا والريال، لم يعد أمرا جديدا يثير الاستغراب، لقد أصبح الأمر ظاهرة حقيقية تطرح مجموعة من الأسئلة حول أسبابها وتواصلها واستمرارها، وحول نجاحها في استقطاب المزيد من الجماهير، لكن الجديد الذي أحاط بمباراة يوم أول أمس السبت، تجلى في أن المتابعة الجماهيرية ارتفعت وزاد عدد «المبليين» بمباراة الكلاسيكو، حيث بمجرد القيام بجولة يوم السبت في مختلف المدن المغربية، يتضح أن العدد ارتفع بكثير، لدرجة تحيل إلى المقارنة بين نسبة تتبع مباراة الكلاسيكو وبين نسبة تتبع مثيلتها مثلا على المستوى الوطني حتى ولو تعلق الأمر بمباراة يكون فيها المنتخب الوطني لكرة القدم طرفا فيها!