تحولت واجهة مجلس النواب أمس الجمعة إلى مركز إعلامي لعدد من المحطات الاخبارية الدولية التي حل صحافيوها الى العاصمة الرباط من أجل متابعة أطوار الاستحقاقات التشريعية لانتخاب أعضاء مجلس النواب. فقد أثثت كاميرات عدد من المحطات الدولية، مجال الحديقة المحاذي لقبة البرلمان في بث مباشر للقاءات حول سير العملية الانتخابية التي تشكل قطب اهتمام عدد من الدول الغربية المجاورة وأيضا العربية. وفي هذا الصدد، تشير المعلومات الاولية التي توصلت اليها جريدة «الاتحاد الاشتراكي» الى أن وسائل الاعلام الاسبانية والفرنسية بكل أطيافها، تأتي في صدارة قائمة الصحافيين المعتمدين لأجل تغطية الانتخابات. وعزا متخصصون هذا الاهتمام الاعلامي الاسباني والفرنسي، الذي تجاوز عدد صحافييه المنتمين للصحافة المكتوبة والاذاعة والتلفزيون والصحافة الالكترونية حوالي50 صحافيا وصحافية، الى مكانة المغرب الجغرافية، أي قربها من أوروبا، وأيضا لاعتبارها من قبل متتبعين للشأن العربي استثناء في العالم العربي، وذلك لما تعيشه المنطقة من حراك سياسي واجتماعي، وأيضا للمصالح المشتركة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تربط المغرب بباريس ومدريد. وفي السياق ذاته، اشارت مصادر من وزارة الاتصال الى أن اهتمام وسائل الاعلام الخارجية بالعملية الانتخابية لم يقتصر فقط على مدريد، التي حضر منها حوالي 30 صحافيا، وباريس التي أوفدت أزيد من 20 صحافيا اللتين تربطهما مصالح مشتركة منذ أمد بعيد، بل حظيت باهتمام عدد من وسائل الاعلام الاوربية حيث حضر المغرب صحافيون من ألمانيا، بلجيكا، إيطاليا، بريطانيا وأيضا صحافيون من بلدان إفريقيا كالسنغال. وقد وصل عدد الصحافيين الاجانب من بينهم إعلاميون عرب من الجزائر، تونس، موريتانيا، الامارات العربية المتحدة الى ما يقارب 200 صحافي الى جانب حوالي 400 صحافي مغربي معتمد لمتابعة اطوار الانتخابات، ينتمون الى الصحافة المكتوبة والاذاعة والتلفزيون والصحافة الالكترونية. ومن بين أبرز ملامح المشهد الاعلامي العربي المعتمد لمتابعة هذه الانتخابات التشريعية، إيفاد قناة «الجزيرة» الاخبارية العربية والانجليزية، التي لم تعد تتوفر على مكتب لها بالعاصمة الرباط طاقما صحفيا يضم بالأساس اعلاميين مغاربة ويتعلق الامر بكل من عبد السلام بومالك ،مصطفى ازريد، نبيل فهمي، بالإضافة الى الاستعانة بمراسلها في العاصمة الاسبانية مدريد ايمن الزبيري. وبالمقابل خصصت وكالة المغرب العربي للأنباء، مركزا إعلاميا أقامته بمقرها المركزي بالرباط، في إطار تعبئة إمكانياتها البشرية واللوجستية لتغطية اقتراع امس الجمعة، الذي تحول الى نقطة لقاء لعدد من الاعلاميين الاجانب. ويوفر هذا المركز، الذي يشرف عليه صحافيون من وكالة المغرب العربي للأنباء وفريق تقني وإداري، تجهيزات ووسائل تقنية إلكترونية حديثة للصحافيين الأجانب المعتمدين لتغطية هذه الاستحقاقات. ويقدم كافة التسهيلات التقنية والخاصة بالاتصال، ولاسيما الحواسيب الموصولة بشبكة الأنترنت، وآلات للطباعة/ وآلات للنسخ، وشاشات للتلفزة من الحجم الكبير وخطوطا هاتفية وفضاء «وي في». كما وضعت الوكالة رهن إشارة الصحافيين ، نشراتها الإخبارية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والملف الخاص، الذي أعدته بعنوان «انتخابات 2011» والموجود على بوابتها الإلكترونية. ويتوفر هذا المركز على جناح للاستقبال، وآخر لإجراء اللقاءات والأحاديث الصحفية، وفضاء للقراءة، يضم الجرائد ووثائق ومطويات إخبارية. وتعتبر دعوة صحافيين من العالم لمتابعة أطوار الاستحقاقات ، تأكيدا على خيار الشفافية الذي اعتمده المغرب والقائم على التعامل المنفتح مع وسائل الإعلام الوطنية أو الدولية. وبالمقابل حضر الى المغرب أيضا ملاحظون دوليون لمتابعة الانتخابات، إذ اعتمد اللجنة الخاصة لاعتماد ملاحظي الانتخابات بالمجلس الوطني لحقوق الانسان، الذين توزعوا أمس على عدد من مكاتب الاقتراع، كلا من المعهد الوطني الديمقراطي من الولاياتالمتحدةالامريكية، و»شبكة الانتخابات في العالم العربي»، و»منظمة الدولية لشؤون النوع» الهولندية، و»مجموعة الابحاث الدولية للدراسات الناشئة وعبر الاقليمية» اليابانية. كما عبأ المجلس 15 منسقا جهويا و13 منسقا مساعدا، استفادوا من تكوين في مجال الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات بهدف تملك مبادئ وتقنيات الملاحظة والاطلاع على التجارب الوطنية والدولية في المجال، والإحاطة بالإطار التشريعي المنظم للانتخابات التشريعية بالمغرب المغربية، وعبأ المجلس أزيد أيضا أزيد من 200 ملاحظ وملاحظة تابعين له لتغطية جهات المملكة ال16 بمعدل 15 ملاحظا لكل جهة.