من يصدق أن مدينة الورود ذبلت ورودها الرياضية وأصبحت يبابا. من يصدق أن المحمدية التي أنجبت فرس، اعسيلة، حميد الصبار، أنس فتار، كلاوة تعيش اليوم على التاريخ، على الماضي، لأن الحاضر مؤلم والواقع يدمي القلب. شباب المحمدية الذي أعطى فرس، يوجد الآن بقسم الهواة، وليكتب بلغة حزينة قصة فارس ترجل، فارس سلب منه الفرس والبارود . الرياضة الآن بالمحمدية تحتضر ولا أحد من أبنائها الغيورين يريد رؤيتها وهي تشيع إلى مقبرة النسيان، لأن لا أحد منهم يريد أن يشيع ذاته. من الصعب أن يصدق أحد أن ملعبي البشير والعالية اقتربا أن يصبحا أطلالا، وما أقسى أن يتحول الصرح إلى طلل. وما أقسى أن تتحول الأم الولود إلى عاقر تنظر إلى أبنائها يشيخون ينقرضون لينقرض معهم ذكر تاريخ مجيد مليء بالألقاب. مخافة من هذه اللحظة الكارثية احتضنت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ثلة من أبناء المحمدية الرياضيين «المرضيين» لإعادة الشباب إلى المحمدية من خلال تشخيص علمي للمرض ووصف دواء ناجع لكل العلل. الأمل في الشفاء كبير والعودة بالأم /المحمدية إلى سابق عهدها، ولودة منجبة للأبطال ممكن . بخصوص هذا الموضوع، كان لنا لقاء مع مشاركين في الندوة، هذه آراؤهم: بوعلي فتار معالجة موضوع الرياضة بالمحمدية يجب أن يتم وفق منظور عالي وراقٍ فكريا ودراسيا: «من يذكر مدينة المحمدية ،لابد أن يفتح سجل تاريخها في الرياضة، وهنا سيقف على تاريخ حافل بالأسماء التي أعطت للرياضة الوطنية إشعاعا عالميا، وقاريا، أما وطنيا فيكفي أن تذكر مدينة المحمدية لتستحضر كلا من فريق شباب المحمدية واتحاد المحمدية في كرة القدم، هذان الفريقان اللذان يعدان معلمتين بارزتين في كرة القدم المغربية. من منا لايقرن ذكر مدينة المحمدية بأحمد فرس كأول عربي وأفريقي حصل على الكرة الذهبية. من يذكر هذين الفريقين ويفتح سجلهما سينظر بمرارة إلى واقعهما الحالي : شباب المحمدية في قسم الهواة، وهذا مؤسف جدا، بل مؤلم، كما أن اتحاد المحمدية بالقسم الوطني الثاني. إلى جانب الواقع المتدهور لكرة القدم، هناك حضور باهت للتنس بالمحمدية والذي يعيش الكثير من المشاكل بالرغم من توفر الإمكانات المادية.. والكل يتساءل عن الأسباب .التنس بالمحمدية فقد بريقه، فقد قوته وهيبته.. لقد كان يضرب به المثل في القوة إلى الحد أنه كان يقال عنه :«تنس المحمدية ضد باقي المغرب»، لقد كان التنس بالمحمدية يفوز دائما بخمسة ألقاب من أصل عشرة. نادي التنس بالمحمدية لامكانة له ضمن أندية التنس بالمغرب حاليا. ومن هنا أطالب بإعادة النظر في طريقة تسيير النادي . إن الوضع المتردي للرياضة بمدينة المحمدية يرجع إلى كون بعض الأشخاص يختزلون الأندية في أشخاصهم، هذه النظرة الأحادية هي التي جعلت المسؤولين عن الأندية الرياضية بالمحمدية لايؤمنون بالرأي الآخر، ولذلك تكاثرت الأخطاء التي كان ثمنها الواقع المر الذي تعرفه الرياضة بمدينتنا. إن الواقع يفرض إعادة النظر في مسيري الأندية الرياضية سواء تعلق بنادي شباب المحمدية أو النادي الملكي للتنس والفروع الرياضية الأخرى. ومن خلال هذه الندوة التي نظمتها جريدة «الاتحاد الاشتراكي» حول واقع الرياضة بمدينة المحمدية والتي سمت الأشياء بمسمياتها، وحللت الواقع بحياد تام، خاصة وأن التشخيص كان من طرف رياضيين لهم وزنهم في الساحة الرياضية بمدينة المحمدية ومن رياضات متنوعة. المهتمون بالشأن الرياضي بالمحمدية عليهم الإنصات إلى كل ماجاء في الندوة، وعليهم العمل على ترجمة ما تم طرحه إلى واقع، لأنه الدواءالفعال لعلاج كل علل الرياضة بمدينة كانت بالأمس القريب ينظر إليها باعجاب. ماهو إيجابي في هذه الندوة هو تشكيل لجنة أنيطت بها مهمة إعادة البسمة والإشراق للرياضة بمدينة المحمدية..». عبد الحميد جماهيري مدير تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي أعتقد أنه أصبح مفروضا أن تخضع الرياضة في المغرب من الآن للمراقبة. وأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب. أعتبر أن هذه الندوة هي نقاش مفتوح، مفعم بالحرارة الوطنية والدفاع عن الرياضة من دون اختيار أي موقع، وفي الواقع ليس هو نقاش رسمي بل هو حيوي، وله إطار محدد، ويدل على أنه هناك بالفعل رياضيون مواطنون، ينظرون إلى أن الرياضة لا يمكنها الخروج من المعادلة السياسية المطروحة حاليا ببلادنا، وبلدنا يحتاج لارتباط وثيق وإلى تجمعات مواطنة كبيرة خاصة بالنزهاء، الذين لا يطمحون إلى الربح، وأن يبقى بلدنا عاليا، ومدينة المحمدية تعتبر جزءا ومشتلا للرياضيين الكبار، وأعتقد أن لديها رجالا غيورين يطرحون هذه المشاكل. ونتمني لقراء جريدتنا أن نكون عند حسن ظنهم، ونحن نقوم بواجبنا المهني والوطني، ونعد الكل على أننا سنبقى مقيمين بمدينة المحمدية وعلى العهد وبالعمل المتواصل الذي يخدم مصلحة الجميع بسطاء أقوياء بحبنا لبلدنا.. سعيد بنمنصور:رئيس جمعية صداقة ورياضة المحمدية كانت قدوة لكل المدن المغربية «حضور جمعية رياضة وصداقة التي أتشرف برئاستها في هذه الندوة التي تنظمها جريدة «الاتحاد الاشتراكي» حول واقع الرياضة بمدينة المحمدية، هي فرصة لتقديم مجموعة من الأفكار العامة، لأننا نتواجد في حضرة مجموعة من أبناء المحمدية الرياضيين والذين لهم دراية بكل التفاصيل الرياضية بالمحمدية، لأن هذه المدينة كانت قدوة في المجال الرياضي بالنسبة لكل المدن المغربية. إن مدينة المحمدية في حاجة إلى إقلاع رياضي . المحمدية لم تساير الركب الرياضي كما عرفته العديد من المدن المغربية .انطلاقا من الملاحظات العامة، ومن خلال الحوار مع أحمد فرس، نائب رئيس جمعية «رياضة وصداقة»، فإن مشكل الرياضة في مدينة المحمدية يكمن في بنياتها التحتية المتدهورة، والبنيات التحتية هي أساس التألق الرياضي. لقد شدني كثيرا ماسمعته عن تواجد حوالي 50 فريقا للأحياء والذين ينشطون بشكل كبير، إلا أن العائق الكبير يكمن في غياب ملاعب القرب القادرة على استيعابهم بشكل كبير، يمكن من جعل فريق شباب المحمدية، واتحاد المحمدية من الاستفادة من الطاقات والمواهب التي تزخر بها هذه الفرق والتي تلجأ إلى الأزقة والشوارع لإبراز قدراتها الفنية. إن هذا غير لائق بمدينة المحمدية والتي نرى الآن أن الرياضة فيها تسير نحو المزيد من التدهور. على هذا الأساس، أعتقد أن الواقع يسائل السلطات والوزارة الوصية والمنتخبين. فمن خلال هذا التشخيص البسيط، فإنه أصبح ضروريا أن تعمل السلطات المحلية والوزارة الوصية والمنتخبون على توفير بنيات تحتية رياضية تستجيب لتطلعات الرياضيين بالمحمدية، ونحن نناقش قضايا وواقع الرياضة بمدينة المحمدية، عدت بذاكرتي إلى سنتين خلتا، وكانت المناسبة توقيع كتاب أحمد فرس، هذه المناسبة التي كان أعلن خلالها عامل إقليمالمحمدية عن خلق مجلس استشاري للرياضة تابع للعمالة، والذي حددت مهامه في تشخيص واقع الرياضة بمدينة المحمدية، وبالتالي وبصفته سلطة عمومية، عليه أن يجد الحلول لكل مشاكل الرياضة بمدينة المحمدية. أعتقد أن هذا الجهاز ستكون له القدرة على إيجاد الحلول صحبة المجتمع المدني الذي يتوفر على الكثير من الأفكار والملاحظات. إن المجلس الاستشاري سيكون مطالبا بطرق أبواب المسؤولين مركزيا إذا ما تعذر إيجاد الحلول محليا وإقليميا وجهويا..». حميد الصبار المحمدية كالمزرعة، تتربى فيها المواهب وتصقل لكي تباع ما جاء في هذه الندوة القيمة من محاور ومناقشة، ومداخلات يعتبر غيرة كبيرة على مدينة المحمدية من طرف أبنائها الغيورين - لكننا أصبحنا نواجه أعداء الإصلاح وأعداء النجاح لقطاع الرياضة. ووجب التصدي لهم بكل حزم وبكل مسؤولية، إن كانت لدينا العزيمة بتحمل المسؤوليات وبوضع اليد في اليد والقيام بالعمل المتواصل، والتضحيات حتى تتمكن من إعادة القاطرة في سكنها الصحيحة، وحتى تسير الأمور سيرها العادي، الذي يؤدي للنجاح، وتحقيق المبتغى، ويبقي ذلك رهين يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لقد أصبحت الرياضة بمدينة المحمدية كالمزرعة، تتربى فيها المواهب وتصقل لكي تباع - وأكبر دليل أين هو اللاعب كروشي - الضرضوري، محسن عبد المومن، اطنيبر طارق، رشيد روكي، نورالدين الزياتي وغيرهم؟. ليست لدينا ملاعب ولا قاعات القرب، أكبر كارثة في نظري هو عدم بناء القاعة المغطاة التي بدأت أشغالها منذ سنة2004. وتتحمل المسؤولية في عدم إتمام إنجازها المجالس البلدية. رغم استفادة مجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى من مداخيل هامة جدا تؤمنها مدينة المحمدية، فالمدينة لاتستفيد شيئا على مستوى البنية التحتية الرياضية. في اعتقادي، يجب حماية كل من يريد العمل والنهوض بقطاع الرياضة، لأنه سيتعرض للتهديد والسب والقذف، من طرف أشخاص يقومون فقط بهذه المهمة ومسخرون من طرف أناس لهم المصلحة في تراجع رياضتنا بالمحمدية.