تعززت المكتبات المغربية مؤخرا بثاني ديوان زجلي للشاعر والزجال المغربي محمد موتنا تحت عنوان «رشوق الشيخ». ويتضمن هذا العمل الصادر عن مطبعة دار القرويين بالدار البيضاء ثلاث عشرة قصيدة حاملة لمؤشر التجديد في الكتابة الزجلية تنفتح على مشروع الكونية مع استعمال لغة ينسج من خلالها المبدع تلك الدهشة الجمالية وهي: «حديث لمراية»، «هاد الريح»، «رشوق الشيخ»، «شي لعيبات»، «حلوة المكانة «صورة دامي»، «كلها و غيوانه»، «سشي عينين»، «شي خال»، «باب أزمور» «نجيك»، «مدينة لعجب»، «هاد لعيد»، كما أراد الشاعر من خلال هذا الديوان أن يبرز تجربته في مجال إثراء مسار الشعر الزجلي المعاصر. زجليات محمد موتنا أشعار بما في الكلمة من معنى، لما فيها من حمولة شعرية لا تخلو من جمال وحس، وصدق فني، زيادة على كونها لا تخلو من رمزية وتاريخية، وواقعية. إن الكلمة لدى، موتنا ذي التجربة الأدبية الخصبة قابلة للتفجير، والتوالد، والتكاثف، كلمة نامية، سامية متناسقة، مؤمنة بالتجديد، والتحديث، مع مراعاته قدسيتها، وجرسيتها وسلامتها. وبذلك يحاول الشاعر أن يجعل زجله إنسانيا. ورغم ان محمد موتنا اختار العامية كأداة، فهو ينقش من اللغة ما يناسب أفكاره وتصوراته وأحاسيسه ويحاول جعل هذه العامية السلسة المنتقاة بوعي، تحمل ثقلا شعريا. فهو يكتشف الكلمة لتوصل الحس والصورة الشعريين إلى المتلقي. ورغم أنه اختار العامية كأداة، فهو ينقش من اللغة ما يناسب أفكاره وتصوراته وأحاسيسه. ويتضمن ديوان «رشوق الشيخ»، وهو من القطع المتوسط، في صفحاته الداخلية رسومات دالة ومعبرة من إبداع الفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر. وأفرد الزجال إهداء خاص لروح والده الحفاظ المنشد الحاج احمد موتنا الذي ظل يحثه على إصدار هذا الديوان، ولأمه الحاجة نبيهى الزوهرة. وكان قد صدر لموتنا سنة 1997 ديوانه الزجلي الأول بعنوان:«تغنجة» عن مطبعة فضالة بالمحمدية.