أكدت مصادر مطلعة ل»الاتحاد الاشتراكي» خبر الزيارة المفاجئة التي قامت بها لطيفة العبيدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، لداخليتين في ميدلت، وفي ساعة متأخرة من الليل، ويتعلق الأمر بداخلية البنات بثانوية الحسن الثاني وداخلية الذكور بثانوية مولاي الرشيد، وهذه الأخيرة كانت قد تفجرت فضائحها إثر شكايات متعددة، مجهولة وغير مجهولة، تتهم مقتصد هذه الداخلية بالتورط في تجاوزات وخروقات مالية، وفي ضوئها قامت لجنة تحقيق بالانتقال لعين المكان وإجراء تحريات ميدانية أسفرت عن قرار «تشميع» مكتب المقتصد الذي كان قد اختفى وفي جيبه بعض الوثائق الإدارية الهامة. وخلال زيارتها الليلية المفاجئة، قامت كاتبة الدولة، لطيفة العبيدة، بعقد لقاءات مباشرة مع نزيلات ونزلاء الداخلية قبل قيامها بجولة تفقدية لعدد من مرافق الداخلية والمطبخ والمراقد، ووقفت عن كثب على مجموعة من الجزئيات والضروريات التي أمرت بالتعجيل في إصلاحها، ما خلف ارتياحا وبهجة كبيرة في صفوف النزلاء الذين كان لهم أول لقاء من نوعه مع مسؤولة حكومية. ولعل زيارة كاتبة الدولة تأتي في سياق معاينة مدى احترام مسؤولي هذه المؤسسات للمذكرة 132 المتعلقة ب»تأهيل الداخليات بالمؤسسات التعليمية»، اعتبارا للدور المنوط بداخليات المؤسسات التعليمية في “تحقيق تعميم التعليم والرفع من جودته، نظرا لما تتيحه من فرص لشريحة من التلاميذ لمتابعة دراستهم في ظروف مناسبة”، وما يتطلبه ذلك من جهود على مستوى “تحسين التغذية وظروف الإقامة”، وتطوير أساليب تسيير هذه الداخليات وتدبيرها، ومن اللحظات المؤثرة في الزيارة المفاجئة عدم استطاعة كاتبة الدولة مسك دموعها حين بكت لشدة تأثرها بتصريح تلميذ نزيل استعرض ببراءة مطلقة معاناته مع قلة الطعام والخبز. وفي طريقها من ميدلت إلى الرشيدية، توقفت كاتبة الدولة، لطيفة العبيدة، ب”مدرسة أمزالا” حيث قامت بزيارة مفاجئة لها أيضا ولمجموعة “مدارس السلطان مولاي الحسن” بآيت العباس، حيث تحدثت مصادر متطابقة عن موضوع خاتم ووثائق إدارية تم حجزها لأسباب تضاربت حولها الآراء، ذلك قبل استئناف كاتبة الدولة طريقها، حيث تكون قد قامت بزيارات خاصة لبعض المؤسسات التعليمية بالرشيدية والريصاني بعد انتهاء مراسيم تدشين المركز المرجعي للكشف المبكر عن السرطان التابع للمستشفى الإقليمي مولاي علي الشريف. وتأتي زيارة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي في ظل أجواء خطيرة من الاحتقان والتوتر تعيشها الساحة التعليمية بميدلت، وبعدها بالرشيدية، حيث يتواصل مسلسل الإضرابات المطالبة ب»رحيل النائب الإقليمي لميدلت»، هذا الذي «يشكل عقية أمام طرح ومعالجة القضايا الأساسية لنساء ورجال التعليم إقليميا»، حسب بيان عدد من النقابات التي جددت قرارها هذه السنة ب»مقاطعة أي حوار مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بميدلت»، وشددت على الرفع من سقف مطالبها ومعاركها، وفي كل مرة لا يفوت النقابات التعليمية دعوة أمهات وآباء التلاميذ إلى تفهم دواعي وأسباب هذه المعارك النضالية، وعدم الوقوع في التصادم مع النقابات عوض المسؤول الأول على التوتر، في إشارة واضحة إلى النائب الإقليمي. ومعلوم أن الساحة التعليمية عرفت على مدى السنة الماضية سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات والاعتصامات للشغيلة التعليمية، ثم مسيرة احتجاجية تجاه العاصمة الرباط، بغاية تنفيذ اعتصام مفتوح أمام وزارة التربية الوطنية، قبل وقفة أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين واعتصام ومبيت أمام مقر النيابة الإقليمية بميدلت، ووقفة احتجاجية أمام مقر عمالة الإقليم، وعقب حلول كاتبة الدولة بميدلت لم يفت الشغيلة التعليمية التعبير عن قلقها إزاء عدم قيام المسؤولة الحكومية بفتح هذا الملف عقب زيارتها المفاجئة للإقليم، والجلوس مع النقابات الأكثر تمثيلية بميدلت، في سبيل احتواء الأزمة. كما تزامنت زيارة كاتبة الدولة لميدلت مع غليان الإضرابات والاحتجاجات التلاميذية على صعيد الإقليم، حيث توقفت الدراسة في عدد من المؤسسات التعليمية بميدلت وزايدة وبومية احتجاجا على العديد من الأوضاع المتردية بهذه المؤسسات، والتي جسدتها الشعارات المرفوعة على لسان المحتجين.