احتضن المعرض الدولي بالدار البيضاء في الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر 2011، المعرض الوطني الثالث للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي اعتادت تنظيمه الوزارة المكلفة بالشؤون الاقتصادية والعامة، وذلك تنفيذا للاستراتيجية الوطنية للنهوض بهذا القطاع الحيوي، وتماشيا مع رهانات وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكان شعار المعرض هذه السنة: إنعاش التأطير وتمويل مؤسسات الاقتصاد الاجتماعي. وقد كان المعرض مناسبة لبسط الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للنهوض بهذا القطاع الذي يلعب دورا واضحا في التنمية المستدامة، بارتكازه على العنصر البشري، قبل عنصر رأس المال، وعلى قيم التضامن والتعاون، التي تجعل مؤسسات هذا النوع من الاقتصاد قادرة على استقطاب الأنشطة المدرة للدخل وإدماج الفئات الاجتماعية، خصوصا النساء والشباب في الدورة الاقتصادية، وعلى امتصاص آثار تغيرات الرأسمال خصوصا في ظل مناخ اقتصادي عالمي يتسم بالاضاطراب وعدم الاستقرار، وتتمكن من الارتقاء بالمواطن المغربي وبوضعه الاجتماعي، عبر محاربة الهشاشة، والفقر والتهميش، والإقصاء الاجتماعي وما ينتج عن ذلك من سلبيات على الفرد والمجتمع. كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى تثمين المنتوج التضامني، والرفع من جاذبيته، وفتح قنوات جديدة للتسويق أمام مختلف المنتوجات للعاملين في هذا القطاع سواء كانوا تعاونيات أو أفرادا تشجيعا لهم ودعما لإنجازاتهم. كما أن جزءا هاما من هذه الاستراتيجية يهم التكوين والدعم والتأطير والتنظيم حتى يتمكن المتعاونون من تحسين معارفهم ونقل قدراتهم وتطوير مواهبهم، وتقوية خبراتهم في مجالات التدبير والتقنية والتسويق، من خلال مواكبة ما يقوم به المتعاونون، إضافة إلى تسهيل الوصول والحصول على التمويل والاستفادة من خدمات الأنظمة الاجتماعية والتغطية الصحية. وقد شارك في هذا المعرض 350 من التعاونيات سواء منها الخاصة بالنساء أو العاملة في قطاع معين أو في عدة قطاعات، كما شهد تنظيم بعض الندوات والدورات التكوينية تهم مجالات التدبير والتسيير المالي للتعاونيات، وتقنيات تسويق المنتوج، والقوانين المنظمة للعمل التعاوني، وطرق التمويل، وذلك من أجل الوصول الى حكامة جيدة لتحسين تدبير التعاونيات والرفع من نجاعتها الاقتصادية والتنافسية، وبالتالي تحسين الدخل المالي للمتعاونين المؤدي أوتوماتيكيا الى المزيد من الجودة في خدماتهم، وبالتالي تحسين ظروف عيشهم وذويهم. وكان المعرض كذلك مناسبة للمتعاونين المشاركين من مختلف المدن والقرى المغربية ، للتشاور والحوار وتبادل التجارب.