أمور كثيرة تراكبت على مدى أيام مهرجان «الأندلسيات الأطلسية» في دورته الثامنة التي احتضنتها مدينة الصويرة أيام 27 و 30 أكتوبر 2011. فقد تعالق فيها الشجن بالحنين، والفن الرفيع بالعزف الإحترافي الأصيل، وجرأة السياسة مع إفحام العلم، وشموخ الأطلس المغربي مع أعالي الأوراس الجزائري، وذاكرة اليهود المغاربة مع حجر عتيق في الطريق، ووشاح القدس الشريف مع رذاذ الأطلسي، ثم أخيرا ذلك التكامل الفاتن بين الجمهور الغفير، المنظم، الواعي، النظيف، المستمع في خشوع، وخشبة العرض الكبرى بباب المنزه.. وهذا كله، يجعل الطبق الذي أبدعته الصويرة على مدى 3 أيام، عالي القيمة، سيبقى أثره متواصلا في ذاكرة المكان، وفي خاطر من حضروا، لأسابيع، مثلما يتبقى عطر أنثى باذخة عالقا بالروح بعد أن تتلاشى باقي الروائح في الطريق.. طريق الحياة. الحقيقة، أن الأمر يعكس فقط ما أسماه مهندس المهرجان، أندري أزولاي (مستشار جلالة الملك): «روح الصويرة».. الروح تلك التي تعبر عن نفسها، كما نبه الحضور إلى ذلك في أول الجلسات الفكرية الفنية للمهرجان، من خلال أسوار المدينة التي تتراكب فيها آثار من عبروا من تلك البلاد، حيث تنتبه في لحظة تأمل غير مستعجلة، أن تمة أثرا هنا للبرتغاليين وأثرا يجاوره في ذات السور هناك للإسبان وآخر للإنجليز، وتمة رسما لنجمة داوود إلى جانب آية قرآنية، وفوق السور ترتفع مئذنة مغربية عتيقة لا يزال يرفع فيها الآذان وقت كل صلاة. هنا غنى المدينة، كفضاء للتعايش والسلام الروحي والتكامل الثقافي والإخصاب العالي في معنى الإنساني. وهذا درس مغربي لا نظائر له في كل العالم اليوم. بالتالي، ليست مستغربة تلك الروح التي سرت في أيام المهرجان، التي على قدر ما كان فيها من علو فني ومن إبداع موسيقي باذخ، على قدر ما كان فيها من جرأة في السؤال والنقاش، الذي كم كان مثيرا وفاتنا وجميلا، أنه لم يكن «لغة خشب». لقد استعاد السياسيون والمسؤولون الذين حضروا، ذواتهم، وتصالحوا مع الإنساني فيهم، فعبروا عن رؤى غاية في الجرأة وعن مطامح لابد ستكون لها السبل للتحقق في القادم من الأيام. ولعل السبب لربما راجع، إلى التقنية التي اعتمدت، والتي كان يهندسها باختيار صارم في ترأس جلسات النقاش وتوجيهها، المستشار الملكي أندري أزولاي، كونها زاوجت بين الموسيقى والغناء الرفيع، وبين المشاركة في النقاش والتحليل، الذي كان يتصاعد حرارة، تماما مثلما كانت الإبداعية تعلو في الأداء الموسيقي في تلك الجلسات الفكرية الفنية. وعلى قدر ما كانت هناك إبداعية في الأداء الفني، على قدر ما كانت هناك إبداعية في الرؤى الفكرية المنتجة تحت قبة وأعمدة وأقواس «دار الصويري». وكم كانت عميقة تلك الملاحظة التي أعلنها السفير الممثل للإتحاد الأروبي بالمغرب، حين طالب في ما يرتبط بالحوار الفلسطيني الإسرائيلي، أن لا يدخل المتفاوضون إلى طاولة الحوار والنقاش والمفاوضة قبل أن ينصتوا معا لموسيقى من البلدين، تترجم في المحصلة التكامل الإنساني بين الإبداعين، لأن أولئك المتفاوضين، أكيد سيلجون إلى طاولة التفاوض، آخرين، ألين في المقاربة الحقوقية والسياسية لكل القضايا الخلافية. «روح الصويرة»، بهذا المعنى، معدية. لأنها تجعلك تتخلص من الكثير من الأحكام المسبقة، وتتواضع كي تفرح بقيمة تنسيب الحقائق والأحكام. ومع الريح التي ظلت تهب على أطراف المدينة وتكنس الكثير من الغبار العالق في الهواء، وتترك للنوارس أن تفرح بممارسة التحليق مع كل هبوب، فإن الكثير من الإطلاقيات كنست أيضا مع تلك الريح، من خلال الإنصات للغة المبدعة التي تصدح بذاتها في سماء المهرجان. بل إن الروح السارية هناك، تقدم الدليل الملموس على أن الفن الرفيع ليس نخبويا بالمرة بل وأنه جماهيري بامتياز. مثلما تقدم الدليل، على أن الجمال ممكن مغربيا، لسبب بسيط، هو أن له شجرة أنساب راسخة في الزمن، من حجر عتيق في زاوية زقاق من أزقة المدينة العتيقة، إلى نص موسيقي، كتب كلماته شاعر مغربي يهودي يتغنى بالنبي المصطفى وأنشده مطرب مغربي مسلم. ولم يكن المستشار الملكي، من موقع مسؤوليته الرفيعة والدقيقة، هو المنتشي والقوي بإعادة انتخابه على رأس المؤسسة الدولية «أنا ليند» (تضم 47 دولة من أروبا والبحر الأبيض المتوسط) لولاية جديدة تمتد على مدى 3 سنوات، يلوك كلام مناسبات، حين أكد أن حظ المغرب هو في امتلاكه مكرمة التربية على التعايش بين الديانات والأفكار، تحت ذات السقف، بدون روح للإقصاء والتعصب والشوفينية، وأن ذلك لا يتحقق في أي بقعة أخرى من العالم. أي أنه يقدم معنى لتعايش ممكن ومخصب، على القدر نفسه الذي راكم اجتهادا عبر التاريخ ولا يزال، أن ذلك ممكن وحقيقي وملموس وليس شعارا سياسيا، ولا بذخا فكريا. مضيفا في لحظة للتأمل والتجلي الروحي مع ذاته: «إن غناي الذاتي، وغنى آخرين كثيرين مثلي، بل غنى 35 مليون مغربي، هو أنني غني بتعدد روافد شخصيتي، فأنا يهودي مسلم عربي أمازيغي. لقد صنعنا التاريخ بشكل لم يتحقق في أي تجربة إنسانية أخرى. والمليون مغربي اليهودي في بلاد المهجر، في إسرائيل وفي غير إسرائيل، لا أحد يلزمهم أن يعلنوا إنتمائهم للمغرب، ولا أحد ينتظره منهم. لكن غنى الإنتماء هو الذي يجعلهم يستشعرون أنهم يكملون بمغربيتهم كحضارة. بل أكثر من ذلك، ليس لهم ما يربحونه حتى اقتصاديا من المغرب في أغلب الحالات، ورغم ذلك فإن الروح هي الروح، مغربية، لا يترددون في الإعلان عنها والدفاع عنها والإعتزاز بها. وليس هناك في الشتات اليهودي ما يشبه هذه الخصوصية. كل تجارب اليهود الآخرين مثقلة بهذا العطب أو ذاك، إلا اليهود المغاربة، ليس لهم ما يخجلون منه من مغربيتهم. وهذه نقطة قوة هائلة لنا جميعا كمغاربة. وهي مبعث اعتزاز هائل لدي». لقد سمح المحور الفكري: «الذاكرة والثقافات المضافة»، الذي أطر جلستي النقاش بدار الصويري، صباحات الجمعة والسبت الماضيين، من خلال مداخلات السفير الممثل للإتحاد الأروبي بالمغرب، وسفيرة المغرب باليونيسكو السيدة بناني، وممثلة حكومة الأندلس، والباحثون المغاربة: رشيد بلمختار، جامع بيضا، محمد المدلاوي، محمد الناجي. ووزير الثقافة بنسالم حميش، والإطار المغربي إدريس بنهيمة، مدير شركة الخطوط الملكية المغربية، وممثلة مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، وسعيد أمسكان، ومسؤولتين عن مؤسسات ثقافية بلجيكية رفيعة، حضرتا بتوصية خاصة من سفيرة فلسطين بالإتحاد الأروبي الأستاذة ليلى شهيد، التي قالت لهما: «اذهبا إلى الصويرة، ستعودان أخريات»، ومسؤول أمريكي بالخارجية الأمريكية، من مكتب شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وغيرهم كثير.. لقد سمح ذلك المحور الفكري، بإنضاج خلاصات عدة، لعل ما يوحدها، أن الحوار هو السبيل الوحيدة للإنتباه للمشترك بين الثقافات والحضارات. وأن الثقافة هي الجدار السميك الذي يحمي الفعل البشري من غوغاء المصالح السياسية العمياء، ويقومها ويعيدها عن الكثير من غيها. وكان سببا للخروج بمواقف والتزامات، لعل أهمها تأسيس لجنة علمية للمتابعة، مهمتها تجميع الدراسات والإجتهادات وتتبع تنفيذ المقترحات المنبثقة عن المهرجان، تضم في عضويتها الباحثين المغاربة رشيد بلمختار، جامع بيضا، محمد الناجي وآخرين. وإذا كانت الحفلات العمومية بفضاء خيمة باب المنزه، التي تقام كل ليلة، قد منحت للجمهور الغفير أن يكتشف علوا فنيا، رفيعا، سواء من خلال فرقة الفلامينكو الأندلسي الإسباني (الذي يذكرنا بإرث فرق التروبادور الموريسكيين القدامى). أو احترافية فرقة الباليه الملكي الإنجليزي، التي تجعل العين منبهرة أمام ما تهبه السماء للجسد من لغة في الإبداعية. أو في لحظة تكريم رائد الموسيقى الغرناطية المغربية، الحاج أحمد بيرو، التي جعلت مدينة بكاملها كما لو خرجت لتزغرد زغردوة فرح واعتراف وامتنان للرجل وللفنان وللإنسان، إلى الحد الذي جعل الكثير من الأعين تفيض محبة وفرحا بذلك الإحتفاء المثقل بروح الوفاء. أو في لحظة التماهي مع الطرب الجزائري الحوزي الأصيل، من خلال التفاعل الهائل مع الفنانين الكبيرين، نعيمة الدزايرية القادمة من وهران، وفؤاد ديدي، القادم من تلمسان، ما جعل القاعة تقف طويلا للتصفيق لهما بمحبة لا تشوبها أية مجاملة، بل وجعل الفنانة نعيمة الدزايرية تدمع فرحا أنها في بيتها وبين أهلها، وكانت أشبه بطفلة فرحة بنعمة من السماء، نعمة الإنتماء، وهو التفاعل الذي جعل الإبتسامة لا تفارق محيا السفير الجزائري، الذي تيقين أن لا شئ يفرق بين سماء وهرانوالجزائروتلمسان وسماء الصويرة والدارالبيضاء والرباط. وأن الشعب الذي هناك، هو ذات الشعب الذي هنا. وسواء فتحت الحدود أو أغلقت، لا شئ يقطع تيار التكامل الوجودي بين الشعبين. أو في حفلة الفنان المغربي اليهودي ماكسيم كاروتشي، بمصاحبة فنية رفيعة على آلة العود من الفنان المغربي الأصيل، الخجول، العميق إنسانيا، نبيل الخالدي، والتي جعلت القاعة تردد أجمل أغاني ريبرتوار المطربين المغاربة اليهود، الذين رحلوا عن دنيا الأحياء، مثل سامي المغربي، والتي هي عبارة عن موشحات ذات لكنة فنية آسرة... إذا كانت تلك الحفلات قد حققت كل هذا الزخم الإبداعي الرفيع، ونجحت في أن تعلي من قيمة هذه الدورة الثامنة من مهرجان «الأندلسيات الأطلسية»، فإن لحظات الإبداع الفنية والموسيقية العفوية، المفتوحة على مدى لحرية الإختيار في النصوص والمقاطع، التي شهدتها صباحات ومابعد الزوال وليالي دار الصويري، تبقى ذات طعم خاص مفارق. لأنها كانت نوعا من الترياق ضد تكلس الروح، وكانت شفاء للكثير من أعطاب الطريق التي تركت أثارها في نفوس الكثيرين ممن سعدوا بالفرح بتلك اللحظات الإبداعية الرفيعة. هنا كانت الفنانة المغربية اليهودية فرانسواز أتلان (المديرة الفنية للمهرجان) سيدة بادخة، لأن السماء منحتها خامات صوتية رهيبة وآسرة، تجعل حجر دار الصويري نفسه يلين ويصيخ السمع للفن الأصيل عنوانا للربوبية المتسامية. وكانت بأدائها تقدم لغة أرسخ في التأثير على الروح. ما جعل شابا يهوديا من أب مغربي وأم بولونية، حضر لتتبع المهرجان كمتفرج، لا يتردد في أن يفاجئ الحضور بإخراجه لآلة كمان، عمرها قرنان من الزمان، هو القادم من مسارح أروبا ومعاهدها الرفيعة لأول مرة إلى المغرب، كي يعزف ليومين متتاليين مقاطع لموزارت وباخ، جعلت الحضور ينيخ لها تبجيلا. فيما سمح لنا المهرجان أن نكتشف أجمل وأرق فناني الدورة، العازف والفنان الجزائري اليهودي موريس مديوني، الطفل البالغ من العمر سبعين عاما ويزيد، والذي حين يجلس وراء آلة البيانو يصبح ملاكا يعزف أناشيد الفرح بالإنسان، ويؤدي بصوته الرخيم القوي، نصوصا غنائية تأخدنا إلى سماء الجزائر العاصمة وسماء وهران، بدروبهما العتيقة، كي نرافق خصلة شعر هنا وحاجبا قتالا هناك، ولغة فنية رفيعة تنسل سلسة إلى الخاطر. بل إنه يكاد من وجهة نظر شخصية أن يكون الإكتشاف الأكبر لي إنسانيا وفنيا في الدورة الثامنة لمهرجان «الأندلسيات الأطلسية». وليس هناك مشارك أو ضيف لم تمسسه لوثة جمال إنساني رفيع من موريس مديوني. لكن، تبقى أقوى لحظات المهرجان على الإطلاق، هي مشاركة فرقة «رياض القدس»الفلسطينية، التي حملت نداء «زهرة المدائن» إلى الصويرة، وكان عازفوها ومطربوها يذكروننا بصوت أجراس الكنائس وآذان الصلاة بمدينة السلام، القدس. وتصاعدت قوة تلك المشاركة، حين فاجأت الجميع، بتقديم هدية مصنوعة من الفسيفساء الأبيض الصقيل، عبارة عن مجسم ضخم غاية في الإبداع والرونق، للمسجد الأقصى بالقدس الشريف، إلى السيد أزولاي، الذي كما لو لم يسمع الكلمات في البداية، فجحظت عيناه وقال مستغربا: «هل هذا لي؟»ّ. مضيفا في تلعثم واضح: «لا، لا، غير ممكن». وأصر أن يغادر كرسي الندوة ويلتف على الطاولة الدائرية ويعانق طويلا رئيس الفرقة الفلسطينية، ويخرس فيه الكلام مدة طويلة، تصاعد الدمع فيها من مقلتيه، وتلعثم الكلام في فمه، قبل أن يسترجع كلماته الهاربة ويقول إنها أجمل هدية يمكن أن تقدم له، وأنه يريدها بعد إذن الوفد الفلسطيني أن تبقى باسمه منتصبة في قلب قاعة دار الصويري، رسالة للجميع ولكل زائر للصويرة. وفي جملة ليست عابرة ولا بريئة بالمرة، نبه الحضور قائلا: «هنا باب المغاربة. من هنا، من هنا باب المغاربة». كانت الرسالة واضحة، لأن السلطات الإسرائيلية بدأت تنفذ مخططا خطيرا لإزالة باب المغاربة من القدس هذه الأيام. ولم يخطئ رئيس الفرقة الفلسطينية حين قال جملة نافذة: «عندنا نحن الفلسطينيين، لم نرى في العالم العربي رجلا أحب القدس وعمل الكثير من أجلها فعليا منذ أكثر من 30 سنة، بعد الزعيم ياسر عرفات، مثل الأستاذ أندري أزولاي». كانت اللحظة تلك فعلا ترجمانا ل «روح الصويرة»، عنوانا عن «روح المغرب»، التي تجعل المرء لا يتعب من ترديد أن المغرب غير. وأن الممكن المغربي عربيا وفلسطينيا وإسلاميا ويهوديا، كثير كثير. وهنا حقا كانت إبداعية مهرجان الصويرة عالية ورفيعة، أن علمت كل الذين حضروا (خاصة الأجانب نهم) هذا الدرس الرفيع إنسانيا وحضاريا. الدرس الآخر الرفيع للدورة الثامنة لمهرجان الأندلسيات، كان مغاربيا بامتياز، لأن التفاعل الذي سجل مع نعيمة دزايرية ومع فؤاد ديدي (الذي أطلق جملة، عفو الخاطر، بليغة في الحضور قائلا: «لو أجريت لي تحاليل دم، لوجدوا أن حب هذا البلد عال عندنا هناك. للسياسيين لغتهم ولي فقط لغتي، التي هن الفن») كان تفاعلا بلا ضفاف في المحبة. دون نسيان الإعلان عن ذلك المشروع الجميل مع السفارة الصينية بحضور سفيرة الصين بالمغرب، عن إنشاء متحف للشاي بالصويرة، سيكون الأول من نوعه في المغرب وفي إفريقيا وكل العالم العربي والإسلامي. لأن قصة الشاي مغربيا مع الصويرة قصة خاصة، فأول ميناء دخل منه الشاي إلى المغرب والمغرب العربي، هو ميناء الصويرة في القرن 18. ولم يخطئ الصديق الدكتور محمد المدلاوي، حين نبه الحضور أن الأسلم أن يطلق عليه إسم «متحف الأتاي» وليس «متحف الشاي»، لأن للشرق الشاي وللمغرب الأتاي الذي يمايز بإظافة أوراق النعناع إليه، محيلا الحضور على الكتاب القيم للأستاذ المغربي عبد الأحد السبتي «من الشاي إلى الأتاي»، الذي يشرح معنى الفروق بين التسميتين. ورغم الإختلاف في تحديد بداية دخول الشاي إلى المغرب وقصة ذلك الدخول (تباين بين طرح الباحثين المغربيين رشيد بلمختار ومحمد المدلاوي) فإن المؤكد أن ميناء المدينة كان الأول الذي نزلت فيه أوراق الشاي إلى دنيا المغاربة. وتمة قصة نوردها إضافية للقصص الكثيرة المعلنة في ندوة الصويرة، أن سر نزول الشاي سببه عطب طال سفينة شحن إنجليزية في عرض شاطئ الصويرة ولأن طاقمها انتظر إصلاح العطب طويلا وبدأ الشاي يفسد جزء منه بسبب الرطوبة، فقد كانوا مضطرين لإنزاله بالميناء المغربي، وأن يطرحوه هناك لمن يريده، فكان ذلك أول الإكتشاف المغربي لهذه النبتة والمشروب الذي يصدر عنها. إن التراكب في المعاني والجمال والإبداعية، الذي وهبته للجميع، الدورة الجديدة من مهرجان الأندلسيات الأطلسية، إنما يقدم العنوان الأكبر فعلا أن «روح الصويرة» غير. وذلك حظ للمغرب لا يقدر بثمن. شكرا الصويرة.