دعا المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ، فدش ، بمراكش جميع المهتمات والمهتمين بالشأن التعليمي بالجهة إلى المشاركة بكثافة في المسيرة التي تنظمها النقابة يوم الأحد 30 أكتوبر الجاري ، دفاعا على المدرسة العمومية واحتجاجا على الوضعية الكارثية التي آلت إليها ، بما تنذر به من عواقب اجتماعية خطيرة تمس توازن المجتمع في المستقبل القريب . و قال المكتب النقابي في نداء له إن المدرسة العمومية بجهة مراكش تانسيفت الحوز تعاني من مشاكل خطيرة من حيث بناياتها وتجهيزاتها ، إضافة إلى استفحال ظاهرة الاكتظاظ والأقسام المشتركة ، وأساسا استمرار سوء تدبير الموارد البشرية ، رغم الامكانيات المادية المرصودة لها في إطار البرنامج الاستعجالي ، و هي الوضعية التي تضرب مبدأ تكافؤ الفرص في الاستفادة من التنمية ، ومنها الحق في التعليم الذي يضمن اندماجا سلسا للفرد في النسق الاجتماعي و الإنتاجي ، حيث تحول قطاع التعليم بجهة مراكش إلى قنبلة آيلة للانفجار في أية لحظة، بسبب الغضب الاجتماعي الذي تؤججه الوضعية التي أصبحت عليها المؤسسات التعليمية بالمنطقة ، والتي تضرب حق أبناء الشعب في التعليم وتدفعهم إلى التخلي عن مسارهم الدراسي الناتج عن الخصاص المرصود في الأساتذة بسبب استفحال ظاهرة الأشباح وتستر الإدارة التعليمية عنهم ، بل وحماية حقهم في الراحة الدائمة المؤدى عنها شهريا من المالية العامة وضمان ترقيتهم و الضغط على كل من سولت له نفسه التصدي لهم . وتؤكد الإحصائيات التي قامت بها النقابات ، أن عدد الأشباح بقطاع التعليم بمراكش يتجاوز 700 أستاذ لا يظهرون أبدا في أقسامهم . ويتم تحميل زملاء لهم تبعات تحريرهم من واجبهم المهني بإثقال كاهلهم بعدد لا يحتمل من الحصص في أقسام جد مكتظة ، و ذلك في أحسن الأحوال ، أما أسوأها فهو ترك عدد كبير من التلاميذ في مؤسسات تعليمية كثيرة يقضون السنة بكاملها في فصول بلا أساتذة . فيما قدرت نفس الإحصائيات عدد ضحايا ظاهرة الأشباح من التلاميذ بما يزيد عن 40 ألف تلميذ ممن يضطرون إلى ترك المدرسة بسبب انعدام من يدرسهم أو الذين يضطرون إلى التمدرس في أقسام جد مكتظة تجعل عملية التحصيل منعدمة المردودية ، مما ينعكس على مستوى هؤلاء ويضعف تنافسيتهم على ولوج بعض المعاهد والكثير من التخصصات التي يقصون منها بسبب الظروف التي فرضت عليهم أثناء التمدرس . و في تقدير النقابيين و الفاعلين في الحقل المدني فإصرار الجهة المسؤولة عن تدبير قطاع التعليم بمراكش على عدم التصدي لظاهرة الأشباح والتمادي في حماية المستفيدين منها ، يعد ضلوعا مباشرا في تحويل القطاع إلى مجال ريعي يجازى فيه الناس لأنهم لا يعملون . و هي القناعة التي باتت اليوم راسخة لدى عموم شرائح المجتمع التي تتحرك يوميا للتعبير عن غضبها من هذا الوضع الكارثي الذي يهيئ المدرسة العمومية بمراكش لموت إكلينيكي في انتظار إعلان وفاتها رسميا ، وذلك بالضبط ما يرفضه المجتمع بشدة من خلال مسيرة يوم الأحد المقبل التي ستنطلق في حدود العاشرة من ساحة باب دكالة بمراكش ..